التجربة المصرية في مؤتمر النمو العالمي.. بالرباط

كتب- مصطفى ياسين

شارك السيد/ ياسر صبحي، نائب وزير المالية المصري، كمتحدث في فعاليات "مؤتمر النمو العالمي" (GGC 2025) تحت شعار "تمويل النمو، بلورة الانتقال الطاقي، والذي نظمه معهد أماديوس المغربي بالتعاون مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات المغربية، بحضور أكثر من ٦٠٠ مشارك من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون، ومسؤولو مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وممثلو القطاع الخاص، ومستثمرون، فضلا عن خبراء من أزيد من ٥٠ دولة بالإضافة إلى ممثلى المجتمع الدبلوماسي في الرباط وسفارة مصر في المغرب. 

الجهود المصرية

تناول السيد ياسر صبحي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر جهود مصر لتعزيز التكامل الاقتصادي مع الدول الأفريقية وغيرها من دول العالم في ظل العديد من التحديات العالمية، وأبرزها تشديد فرص التمويل للاقتصادات الناشئة والنامية، والتكاليف المرتفعة للاقتراض في الأسواق الدولية التي تمثل عائقًا أمام الوصول إلى التمويل وتمكين تمويل التنمية. وأبرز العديد من الاجراءات التي يمكن من خلالها مواجهة تلك التحديات وأهمها تعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، والاستثمار والتجارة في الدول الأفريقية. 

الاقتصاد المصري

كما استعرض بعض التطورات الأخيرة في سياسات وأداء الاقتصاد المصري، في مجال التمويل وحوافز الاستثمار والتحول الطاقي، مبرزا نجاح مصر في تنفيذ العديد من الإصلاحات الهيكلية خلال العام الماضي بما يشمل تدابير تيسير الضرائب، وإصلاح الجمارك لتقليل التكاليف وتيسير التجارة، وتبسيط الرسوم الأخرى، وزيادة مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وغيرها، والتي دللت على نجاحها النتائج المالية والاقتصادية التي شهدها الاقتصاد المصري مؤخرا.

التجربة المصرية

وتناول كذلك تجربة مصر من خلال تعبئة الإيرادات، وحشد التمويل الميسر من المنظمات الدولية ، وتنويع الأدوات وقاعدة المستثمرين في الأسواق المحلية والدولية، من خلال إصدار سندات اليورو، والصكوك، والسندات الخضراء والمستدامة، وسندات الساموراي والباندا. وأبرز وأن مصر عادت بنجاح لاصدار سندات دولية في يناير الماضى للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وذلك بالإضافة إلى عمليات مقايضة الديون/الاستثمار ، وإدخال الاستثمار بالتجزئة في أذون وسندات الخزانة لتوسيع قاعدة المستثمرين، وزيادة المنافسة، وخفض تكاليف الاقتراض المحلي. كما أشار المسؤل المصري إلى مواجهة الحكومة لتحديات الطاقة من خلال خطة شاملة ومتكاملة تتضمن التسعير وزيادة الانتاج وترشيد الاستهلاك وتحسين مزيج الطاقة من خلال الزيادة المستمرة فى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر ، وتحديث شبكة الكهرباء لزيادة قدرتها على استيعاب الزيادة فى مصادر الطاقة المتجددة.

التصميم الاستراتيجي

وناقش المؤتمر الذي حضره السفير/ أحمد نهاد عبداللطيف، سفير مصر في المغرب، "إعادة التصميم الاستراتيجي لسلاسل القيمة والسيادة الاقتصادية في سياق التوترات التجارية"، و"تمويل النمو، وخلق فرص عمل مستدامة، واستراتيجيات الاستثمار والإصلاحات اللازمة لدعم "التحول الطاقي وآفاق الهيدروجين الأخضر، وتطوير البنية التحتية والإدارة المستدامة للموارد المائية"، و"الابتكار والتقنيات المالية والرقمنة كمحفزات للتحول الاقتصادي"، و"تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمارات العابرة للحدود".

وركز المؤتمر بشكل خاص على الفرص والتحديات التي تواجه القارة الأفريقية في ظل التحولات الدولية الراهنة، وبما يقتضي تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية للدفع باجندة الاندماج الاقتصادي على المستوي القاري وتفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

على هامش المؤتمر

ونظمت السفارة المصرية في الرباط بالتعاون مع معهد أماديوس الدولي المغربي، على هامش المؤتمر، لقاء لنائب وزير المالية المصري السيد ياسر صبحي مع عدد من رجال الأعمال المغاربة ومسئولي غرفة التجارة والصناعة بمدينة الرباط ومسئولي عدد من الشركات المغربية.

 استعرض السيد ياسر صبحي، الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الحوكمة المصزية لدعم بيئة ومناخ الاستثمار في مصر، وتناول الشراكات التجارية الناجحة القائمة بين المستثمرين المصريين والمغاربة، بالإضافة إلى الاستماع لشواغل المستثمرين المغاربة بهدف تيسير الوصول إلى أسواق البلدين، وتعزيز التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين. كما تم خلال اللقاء استعراض النتائج الإيجابية لملتقى الأعمال المصري المغربي المنعقد مؤخرا في ٤ مايو بالقاهرة، وبحضور أكثر من ٢٠٠ شركة مغربية ومصرية من مختلف القطاعات الاقتصادية. 

وأكد من جانبه. السفير/ احمد نهاد عيداللطيف، سفير مصر في المغرب، اهتمام مصر بدعم الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين في إطار يحقق "التكامل" ومصلحة الطرفين، ويلبي التطلعات لتحقيق آفاق أكبر للشراكة، بما يمتلكاه البلدين من فرص وإمكانات للنفاذ إلى أسواقهما وأسواق الدول المجاورة وخاصة الدول الأفريقية.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم