MrJazsohanisharma

احتفالاتنا وطنية.. تعكس روح المحبة والتآخي

طيب القول

بقلم..... مصطفى ياسين

كما تعانق الهلال مع الصليب، تلاقت الجبة والقفطان والحجاب مع القلنصوة والاحتشام، على أرض الكنانة والمحبة والسلام، مصر أم الدنيا، منذ قديم الزمان، حين تشرفت وتكرمت بتجلي المولى عز وجل على بقعة مباركة من طور سيناء، كما احتضنت الأنبياء والرسل من سيدنا مصرايم إبن سيدنا نوح، ثم سيدنا إدريس، فسيدنا يعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وأمه مريم العذراء، عليهم جميعا السلام، ثم مرور سيدنا رسول الله؛ صلى الله عليه وآله وسلم، على سيناء في رحلة الإسراء والمعراج.

ففي أجواء يسودها الفرح الروحي والوحدة الوطنية، تجمع المصريون، بمختلف طوائفهم وفئاتهم وطبقاتهم، في صحن الكاتدرائية والكنيسة وتحت سقفها في "قاعة الرعية"، للاحتفال بعيد القيامة المجيد، في مشهد يجسد النسيج الوطني المصري.

بعد ان صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد قيامة السيد المسيح في الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، بمشاركة سبعة من الآباء الأساقفة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، والآباء كهنة كنائس منطقة الأنبا رويس، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان، ورهبان من الكنيستين الإثيوبية والإريترية وخورس شمامسة الكلية الإكليريكية اللاهوتية بالأنبا رويس. وبدأت صلوات القداس مساء السبت وانتهت في الساعات الأولى من صباح الأحد.

ودخل موكب قداسة البابا إلى الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية ومعه الآباء الأساقفة يتقدمهم خورس الشمامسة وهم يرتلون ألحان استقبال الأب البطريرك، وتفاعل أبناء الكنيسة، الذين امتلأت جنبات الكاتدرائية بهم مع قداسة البابا لدى دخوله إلى صحن الكنيسة، وكذلك أثناء دورة القيامة.

وقد شهد القداس مشاركة العديد من المهنئين على رأسهم اللواء أركان حرب أحمد على، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، مندوبًا عن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووكلاء مجلسي النواب والشيوخ، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مندوبًا عن د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووفد من قادة القوات المسلحة ووزارة الداخلية، والمستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا.

كما حضر القداس للتهنئة وزراء ومحافظون إلى جانب ممثلي العديد من المؤسسات والهيئات والأجهزة الرسمية بالدولة وعدد من أعضاء المجالس النيابية، ورؤساء وممثلي بعض الأحزاب السياسية، ومندوبي عدد من النقابات والجامعات وقيادات الإعلام والصحافة، وسفراء بعض الدول الأجنبية، والشخصيات العامة.

وشكر قداسته فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على محبته وتهنئته ومشاركته الطيبة للمصريين المسيحيين، في مصر وكل بلاد العالم، كما شكر المسؤولين الذين قدموا التهنئة بكافة الطرق، داعيًا أن يديم الله المحبة بين كل المصريين، ويملأ القلوب بالسلام وسط الصراعات التي يشهدها العالم وأن يحفظ بلادنا ويحفظ الوحدة الموجودة على أرض مصر.

كما هنأ قداسته، أبناءه في المهجر بعيد القيامة المجيد، وذلك من خلال الرسالة البابوية التي يرسلها لهم سنويًّا، في إطار دعم التواصل بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأبنائها في قارات العالم الست. وتمت ترجمة الرسالة لـ ٢٦ لغة مختلفة لتتناسب مع اتساع البلاد التي تخدم فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واللغات التي يتحدثها أبناؤها.

وذات الاحتفال، ولكن بنسخته الإنجيلية، تم في كنيسة مصر الجديدة، على ترانيم وصلوات المايسترو ناير ناجي، السوبرانو دينا إسكندر، ومدرب الصوت شريف الضبع وفريق الحياة الأفضل، احتشد المصريون للاحتفال بحضور ممثل الرئيس عبدالفتاح السيسي، السيد حسام زعتر، أمين رئاسة الجمهورية، ود. إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، نائبا عن رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي.

قدم الصلاة الافتتاحية القس د. جورج شاكر نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، والقراءة الكتابية القس د. عزت شاكر رئيس سنودس النيل الإنجيلي، راعي كنيسة مدينة نصر، وصلاة بقيادة د. إيهاب طناس، المفوض العام لكنائس الإخوة.

وسط برقيات وحضور المستشار عدلي منصور، الرئيس السابق، المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، المستشار بولس فهمي، رئيس المحكمة الدستورية العليا، الفريق أول عبدالمجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي (أناب اللواء محمد علي سيد)، اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية (أناب اللواء جعفر عمران)، اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة (أناب اللواء رانيا غريب والعقيد محمد رضوان)، شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب (أناب د. محمد أبو زيد الأمير)، قداسة البابا تواضروس الثاني (أناب نيافة الأنبا إكليمندس، القمص سرجيوس سرجيوس، د. جرجس صالح)، فضلاً عن حضور وزراء ومحافظين، رؤساء الأحزاب، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والمفكرين، ورجال الأعمال.

وعبر القس د. أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، عن عميق امتنانه للدولة المصرية وقياداتها، ولجموع المشاركين من الشخصيات الوطنية والدينية والإعلامية، تقديرًا لدورهم في تأكيد روح المحبة والتلاحم الوطني، مشيدًا بدور الرئيس المحوري في تحقيق السلام والاستقرار الذي تنعم به مصر، رغم التحديات الإقليمية والدولية. ودور الحكومة في دعم قيم المواطنة والعمل العام.

وأكد د. أندريه أن الرئيس يلعب دورا مهما ورئيسيا لتحقيق التقدم والازدهار والسلام للمنطقة كلها بل العالم أجمع. وإدراكا منا لحجم التحديات والصعوبات الداخلية والخارجية والصراعات في الشرق الأوسط، نقف صفا واحدا خلف قيادتنا لرفض التهجير القسري أو حتى الطوعي لأشقائنا الفلسطينيين من أرضهم.

ووصف د. أندريه أن احتفال هذا العام يُجسد روح القيامة كدعوة للحياة الجديدة، والأمل، والتجدد، مشيرًا إلى أن مصر تبقى نموذجًا فريدًا في التماسك الوطني وقبول الآخر. ونرفع الشكر لله من أجل بلادنا مصر، ومن أجل سلامها واستقرارها رغم التحديات الداخلية والخارجية، فستظل مصر بلد الأمان والتماسك.

أشار القس د. يوسف سمير، راعى كنيسة مصر الجديدة، إلى أن الاحتفال بعيد القيامة إنما هو احتفال برمز وأيقونة ومثال لكثير من القيم العليا، مثال المحبة على مر العصور والأجيال، أسس امبراطوريته على المحبة، وقد ذكر في القرآن الكريم بأنه حب وجمال ونقاء، ونموذج التقوى والنقاء، وقيمة التضحية والألم الطوعى ليفتدى العالم.

من جانبه هنأ فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال اتصال هاتفي، قداسةَ البابا ‏تواضروس الثاني، بمناسبة عيد القيامة.‏ وأعرب فضيلته عن تهنئته وتمنياته الطَّيبة لجميع الإخوة المسيحيين، مؤكدًا أنَّ ‏هذه المناسبات فرصةٌ طيبةٌ لتجديد أواصر الأخوَّة والألفة والمحبة بين أبناء الوطن، وتأكيد قوة النسيج الوطني المصري.

كما حرصت المشيخة العامة للطرق الصوفية بقيادة د. عبدالهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، على تقديم التهاني القلبية إلى الإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، متمنين لهم دوام الصحة والسعادة، ولمصرنا الحبيبة مزيدًا من التقدم والوحدة والاستقرار.

وأكد "د. القصبي" أن أعياد المصريين، بمختلف أطيافهم، هي أعياد وطنية تعكس روح المحبة والتآخي بين أبناء الشعب المصري، مشددًا على أن وحدة الصف الوطني هي الحصن المنيع في مواجهة التحديات، وهي الضمانة الحقيقية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن العظيم.

ودعا بأن يعيد الله هذه المناسبة على مصر وشعبها بمزيد من الخير والأمن والسلام.

من جانبه تقدم السيد سالم الجزولي، شيخ الطريقة الجازولية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، برسالة تهنئة الي الأخوة الأقباط أكد فيها: إن هذا العيد يمثل فرصة للتأمل في قيم المحبة والسلام، وهي قيم تجمعنا جميعًا كمصريين، بغض النظر عن دياناتنا. إن الروح الطيبة التي تسود بين المسلمين والمسيحيين في مصر هي دليل على عمق تاريخنا المشترك. لقد عشنا معًا لقرون، وواجهنا التحديات سويًا، وتعاونا في بناء وطن يزخر بالتنوع والتسامح.

وأكد أهمية تعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين جميع أبناء الوطن. لأن التسامح هو أساس العيش المشترك، وعلينا جميعًا أن نعمل على نشر روح السلام والتفاهم في مجتمعنا. دعونا نحتفل معًا بالقيم الإنسانية النبيلة التي توحدنا، ونعمل على بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

وهكذا هي مصر المحبة والسلام، ندعوا الله تعالى أن يحفظها وأهلها بحفظه ورعايته. وكل عام والجميع بخير وسعادة وأمن وأمان واستقرار، لـ"تحيا مصر" بمحبة وتآخى أبنائها.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم