د. الطيب: رجل الإنسانية من طراز رفيع
د. الأزهرى: رمز الإنسانية والسلام
د. عياد: شخصية إنسانية كرّست حياتها للسلام والتقارب بين أتباع الأديان
د. أندريه زكي: نُودِّع صوتًا صادقًا للمحبّة والسلام العالمي
السيد أحمد ابوالغيط: كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير
نَعَت المؤسسة الدينية المصرية وفاة قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان- الذي وافتْه المنيّة اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا.
فقد أصدر الأزهر الشريف بيانا نعى فيه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أخاه في الإنسانية، قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بعد رحلة حياة سخَّرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
وأكِّد شيخ الأزهر أن البابا فرنسيس كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدّخر جهدًا في خدمة رسالة الإنسانية، وقد تطوَّرت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان في عهده؛ بدءًا من حضور قداسته لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التي لم تكن لتخرج للعالم لولا النيّة الصادقة، رغم ما أحاط بها من تحدياتٍ وصعوباتٍ، إلى غير ذلك من اللقاءات والمشروعات المشتركة التي توسَّعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الماضية، وأسهمت في دفع عجلة الحوار الإسلامي- المسيحي.
ويذْكر شيخ الأزهر للبابا فرنسيس حرصَه على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافًا وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزّة والتصدّي للإسلاموفوبيا المقيتة.
وتقدَّم شيخ الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، وإلى أسرة قداسة البابا فرنسيس الراحل، متمنّيًا لهم الصبر والسلوان.
مسيرة عطاء
كما نعي د. أسامة الأزهري- وزير الأوقاف- ببالغ الحزن والأسى، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والجهود الإنسانية النبيلة، متقدّمًا بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية وإلى جميع أبنائها حول العالم.
وأكد د. الأزهري، أن البابا فرنسيس كان شخصية فريدة في عطائها، ورمزًا عالميًا في الدفاع عن القيم الإنسانية، ومثالًا يُحتذى به في الإخلاص لقضايا السلام، مشيرًا إلى أن الفقيد الراحل سطّر صفحات مضيئة في سجل التفاهم والتقارب بين الشعوب، وسعى بكل صدق إلى بناء جسور من المحبة والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة.
أضاف: التاريخ سيذكر للبابا فرنسيس مواقفه الشجاعة في إعلاء صوت الإنسانية في وجه الحروب والنزاعات، وحرصه على الدفاع عن المظلومين والفقراء واللاجئين، مشدّدًا على أن تلك الرسالة السامية التي حملها طوال حياته تمثّل نموذجًا راقيًا.
أشار إلى أنه سيظل ممنونًا للقاء الذي جمعه بقداسة البابا فرنسيس في مقرّ إقامته بالفاتيكان، شاكرا الحفاوة التي تفضّل بها البابا، حيث دار بينهما حوار ودّي عميق حول سُبُل تعزيز التفاهم بين أتباع الديانات، وقد شارك في اللقاء المونسينيور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا ورئيس مؤسّسة الأخوة الإنسانية المصرية، في مشهد يعكس عُمق التقدير المتبادل، ويؤكّد متانة العلاقات الروحية والإنسانية التي تربط بين القيادات الدينية الكبرى في العالم.
أضاف د. الأزهري: اللقاءات التي جمعت البابا فرنسيس بعدد من القيادات الدينية في العالم، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كانت خطوات فارقة في مسار تعزيز الحوار بين الأديان، وتأكيد أن الرسالات السماوية جاءت جميعها لترسيخ الرحمة والسلام في الأرض.
واختتم وزير الأوقاف بيانه بالتأكيد على أن العالم فَقَد برحيل البابا فرنسيس صوتًا نقيًّا من أصوات الحكمة، وعقلًا مضيئًا من عقول التسامح، وقلبًا نابضًا بحب الخير للناس جميعًا.
نعي الإفتاء
من جانبه، نعى فضيلة د. نظير محمد عياد- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، مشيدًا بمسيرته الحافلة التي عبّرت عن حضور إنساني مؤثّر وسعي دؤوب لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب والأديان.
ويؤكد المفتي، أن البابا فرنسيس كان واحدًا من الرموز الدينية العالمية التي كرّست حياتها لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التفاهم والتسامح، ومدّ جسور المحبّة بين أتباع الأديان، في إطار من الحوار الجاد والمسؤول، وكان صوتًا حاضرًا في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية في مختلف المحافل، وأن مواقفه ستظل محفورة في ذاكرة الضمير الإنساني.
وتقدَّم مفتي الجمهورية، بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل وإلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، داعيًا أن تتواصل الجهود المخلصة لبناء عالم يسوده السلام والرحمة والتفاهم بين الشعوب.
صوتٌ صادقٌ للمحبّة
كما نَعَت الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة القس د. أندريه زكي، قداسةَ البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، الذي انتقل إلى الأمجاد السماوية، قائلة فى بيانها: "رحل عن عالمنا اليوم صوتٌ صادقٌ للمحبّة والسلام العالمي؛ فقد كان قداسةُ البابا فرنسيس الثاني ضميرًا حيًّا في زمن التحديات، ورمزًا تاريخيًّا للرحمة والتواضع، وخادمًا حقيقيًّا للفقراء والمهمّشين. نصلّي أن يمنح الله العزاء لكل محبّيه."
أضاف: أتقدّم بخالص التعزية القلبية إلى دولة الفاتيكان، وغِبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ولجميع أبناء الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، مصلّيًا أن يمنح الله الجميع العزاء.
صوت فريد
كما نعي السيد أحمد ابوالغيط- الأمين العام لجامعة الدول العربية- البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية، وقال: كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير في زمن اختار فيه الكثيرون أن يعطوا ظهورهم لهذه القيم.
وقالت الأمانة العامة في بيان لها: إن مواقف البابا الشجاعة، والتي انحازت للسلام والتعايش، ستبقى نموذجاً على سماحة الأديان ودورها المهم في التقريب بين الشعوب.
واستحضر البيان، على نحو خاص، آخر عظات البابا التي ألقاها بمناسبة عيد الفصح- أمس الأول- والتي أشار خلالها إلى أن فكره يتوجّه إلى شعب غزّة "حيث ما زال النزاع الرهيب يولّد الموت والدمار ويسبّب وضعاً إنسانياً مروّعاً ومشيناً"، داعياً إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة للشعب الذي "يتضوّر جوعاً ويتوق شوقاً إلى مستقبل يسوده السلام".
وذكرت الأمانة العامة في نعيها، أن البابا عبَّر من خلال مواقفه المتعدّدة عن انحياز مُطْلق للإنسان بغضّ النظر عن دينه، وأن بُوْصَلته في القضية الفلسطينية كانت تُشير دوماً إلى الاتجاه الصحيح، مستذكرةً تواصله اليومي مع سكّان غزّة وهم تحت العدوان والقصف الإسرائيلي الهمجي عبر مئات الاتصالات المباشرة خلال الشهور الماضية.
وأكدت أن صوت البابا فرنسيس في إدانة الوحشية الإسرائيلية ظلّ عالياً واضح النبرات حتّى اللحظة الأخيرة، وأنه اختار الانحياز لقيم الأديان السماوية التي تدين العدوان وتحضّ على السلام، من دون أن يتراجع لحظة أمام حملاتٍ مغرضة شنّتها عليه إسرائيل ومن يسعون لكتم كل صوت ينتقدها.
وأضاف البيان: أن مواقف الحَبْر الأعظم على نحو خاص من قضايا اللاجئين بغضّ النظر عن ديانتهم أو البلاد التي فرّوا منها هرباً من الصراعات والموت كانت مُلْهِمة للكثيرين حول العالم.
إرسال تعليق