بقلم الداعية إيمان أبو حديد
عندما نحتفل برسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل الحب الخالص المنعقد في القلوب، فإذا كان هذا الاحتفال يوافق نفس يوم انتقاله فهل كان انتقال رسول الله موتا للدين؟!
أولم تقرأوا قول الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ}. [ال عمران: 144]
وعندما نقرأ سيرته العطرة ونقرأ يوم انتقاله وننظر أى ساعة انتقل فيها رسول الله؟! نجد انها عند شروق الشمس. وهنا لمحة بلاغية بانتقال رسول الله، أنه لم ولن يموت الدين أبدا، وإنما تشرق شمس الإسلام والفتوحات الإسلامية إلى يومنا هذا، وسيظل ينتشر الإسلام إلى قيام الساعة.
فإن كان انتقال رسول الله انقلبتم على أعقابكم، فنحن لا نرجع ابدا ،وحسبنا القائل: {وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ فِیكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ یُطِیعُكُمۡ فِی كَثِیرࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَزَیَّنَهُۥ فِی قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡیَانَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلرَّ ٰشِدُونَ }.
[الحجرات: 7].
فهذا معنى القول ان سيدنا رسول الله قد مات لأن الله قال: {إِنَّكَ مَیِّتࣱ وَإِنَّهُم مَّیِّتُونَ}
[الزمر: 30].
فهذا دليل إدراك البعض رسول الله "البشر" ولم يدركوه "رسولا"، وقد قال الله تعالى: { ...... قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّی هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرࣰا رَّسُولࣰا (93) وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن یُؤۡمِنُوۤا۟ إِذۡ جَاۤءَهُمُ ٱلۡهُدَىٰۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرࣰا رَّسُولࣰا (94)}
[الإسراء: 93-94].
فالاحتفال هو إظهار المحبة الزائدة لرسول الله، سواء كانت بمولده الشريف الذي به تحولت البشرية من الظلمات إلى النور، ولولاه، والله، لكنا نتخبط في ظلام دامس إلى أن تقوم الساعة، فطبت حيا وميتا يا رسول الله، أو كما قلت: "حياتي خير لكم ومماتي خير لكم"
وحسبنا قولك يا رسول الله "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وسنتي أو (عترة أهل بيتي)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
إرسال تعليق