مصر في قَلْبِ يومِ النصرِ الرّوسي!

بقلم السيد/ سالم جابر الجازولى

شيخ الطريقة الجازولية، عضو المجلس الصوفى الأعلى

بفضلِ اللهِ سبحانه وتعالى، ثُمّ بعَظَمَة ومكانة مصر التي استعادتها الدولة المصرية الحديثة في عصرها الذهبي، بقُدْرَات وخبرات وإخلاص أبنائها بقيادة زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، استطاعت فرْضّ وجودها وثِقْلَها الدوليّ على الأحداث والوقائع الدولية المعاصِرة، فكانت حاضِرة وبقوَّة في احتفالات روسيا الاتحادّية بـ"يومِ النصرِ"، بمشاركة عددٍ من رؤساء الدول والحكومات الكُبرى الصديقة في الاحتفالات التي أُقيمت في العاصمة الروسية موسكو.

ولم تقتصر المشارَكة المصرية على القيادة السياسيّة الشخصيّة للرئيس السيسي، بل كانت هناك مشارَكة لعناصر من القوَّات المُسَلَّحة المصريّة، رافِعة العَلَمَ المصري، تعبيرًا عن مدى العلاقة القويّة التي تربِط البلدَيْن الصديقين منذ عقود، وازدادت تعمُّقًا وتَرَسُّخًا في عهد الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين.

تلك العلاقات التي توطّدَت في الوقت الراهن الذي يشهد تحوّلات عميقة وجذريّة في التكتّلات والتحالُفات الدوليّة وإعادة تشكيل النظام العالمي الجديد، والذي تسعَى فيه مصر للقيام بدورها التاريخي وبما يليْق بمكانتها وعُمقها الحضاري والإنساني، في صياغة وبناء النظام العالمي الجديد. مما يعكس العلاقات الراسخة والتاريخية التي تربِط بين البلدين والشعبين الصديقين، والتي تستند إلى علاقات مصر الاستراتيجية مع روسيا، وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المُبْرَمَة بين البلدين عام ٢٠١٨، والزَخَم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإنشاء محطّة الضبْعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وتَطَلُّع الزعيمين الى نجاح اللجنة المشترَكة بين البلدين خلال شهر مايو الجاري والتي سوف تتناول سُبُل تعزيز العلاقات الثنائيّة في كافّة المجالات ذات الاهتمام المشترَك.

وكعادة مصر- باعتبارها رائدة العالم العربي والإسلامي- لم تنس دورها الإقليمي ومسئوليّتها تجاه حَمْلِ قضايا الأُمَّة العربيّة والإسلاميّة، فكانت حاضِرَةً في كلّ لقاءات الرئيس السيسي مع الرؤساء والزُعماء المشارِكين في الاحتفال، وخاصّة لقاء الرئيس بوتين، حيث تناولت مباحثاتهما مستجدَّات القضايا الإقليميّة والدوليّة ذاتِ الاهتمام المشترَك، وأعرَب الرئيسان عن أهمية استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في قطاع غزَّة، وضرورة تكثيف العمل على تفادي التصعيد الإقليمي.

وفي هذا السياق، استعرَض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقْفٍ لإطلاق النار في قطاع غزّة وإطلاق سراح الرهائن والأَسْرَى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع لمواجهة الأزمة الإنسانية. وشدَّد سيادته على أهمية التوصُّل إلى حلٍّ نهائي للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، باعتباره الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.

وقد أعرَبَ الرئيس بوتين عن تقديره الكبير للدور المصري في المنطقة، مشيرًا إلى الدعم الروسي الكامل للمساعي المصرية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار الإقليمي ولخطّة إعمار قطاع غزّة التي أقَرَّتْها القمَّة العربيّة غير العاديّة التي استضافتها القاهرة مارس ٢٠٢٥.

كما تناولت المباحثات أيضًا مستجدَّات الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان، بالإضافة إلى الأزمة الروسيّة الأوكرانيّة، حيث شدَّد الرئيس على موقف مصر الذي يطالِب بالتوصُّل إلى حلول دبلوماسيّة للأزمات الدولية بما يحفظ السِلْم والأمن الدوليين.

وبطبيعة الحال تمّ خلال لقاء الزعيمين، التأكيد على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتعدين والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى أهمّيّة مواصَلة التنسيق بين البلدين في المحافِل الدوليّة، بما في ذلك تجمُّع "بريكس".

فضلاً عن اتّفاقِهما على أهمّيّة السعي لزيادة أعداد السائحين الروس القادِمِين إلى مصر، والترويج في روسيا لمقاصِد سياحيّة جديدة في مصر.

وهكذا تَتَرَسَّخ يومًا تِلْوَ الآخر، مكانَةَ مصر الدوليّة لـ"تحيا مصر" دائمًا وأبدًا بالله، ثُمّ بعقول وسواعد أبنائها المُخْلِصِين في عِزَّةٍ وإبَاء.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم