كتب- مصطفى ياسين
استطاعت "نعيمة بدوي" أن تفرض نفسها كصوت نسائي له صداه في محافل عربية وأفريقية ودولية. بصفتها رئيسة جمعية “ثقافات بلا حدود”، تقود مسارا غنيا بالحوار، وبالاشتغال العملي، من أجل تقوية أدوار النساء والشباب داخل المجتمع، وترسيخ حضور المغرب كفاعل ثقافي مؤثر في محيطه الجنوبي والشمالي.
تشهد على ذلك مبادراتها المتعددة التي تنطلق من قناعة راسخة: الثقافة ليست ترفا فكريا، بل مدخلا للسلام والتنمية والتعايش.
من هنا، جعلت من الدبلوماسية الثقافية ركيزة أساسية في اشتغالها، باعتبارها وسيلة لبناء الجسور بين الشعوب، ولتجاوز الصور النمطية، ومواجهة خطاب الكراهية.
تقول "نعيمة بدوي": “الثقافة حين تنفتح على الآخر لا تفقد هويتها، بل تزداد وضوحا وفاعلية. هي لغة السلام الأولى، ومرآة الحضارات الحية”.
في هذا السياق، يأتي مهرجان “أوسكار النساء الرائدات”، الذي أسسته ويُرتقب أن يشهد نسخته السابعة عام 2025، كتجسيد حي لهذا التوجّه الرائد. الشعار الذي اختارته للدورة القادمة: “نساء أطلنتيس”، ليس مجرد اقتراح إبداعي، بل رؤية مستوحاة من المبادرة الملكية المتعلقة بالمشروع الأطلسي التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بهدف بناء تعاون إقليمي جديد، أكثر عدالة وشمولا. ويأتي التركيز على المرأة في هذا الإطار كتأكيد على أن التحولات الكبرى لا تكتمل دون قيادة نسائية واعية ومؤثرة.بالموازاة مع الانشغالات الثقافية، فإن التربية والتعليم يشكلان المحور الثاني لدى الأستاذة بدوي، حيث تشرف على إرسال بعثات طلابية إلى كبريات الجامعات في أوروبا وأمريكا، بهدف فتح آفاق جديدة أمام شباب مغاربة وأفارقة، ضمن برامج أكاديمية وتكوينية متعددة الأسلاك واللغات.
تهدف هذه المبادرات إلى إعداد نساء ورجال الغد، الذين سيكونون قادرين على التفكير النقدي، والتواصل بلغات متعددة، وحمل مشاريع مجتمعية وإنسانية متقدمة.
وترى نعيمة بدوي، أن الاستثمار في التعليم ليس خيارا طارئا، بل ضرورة استراتيجية، إذا ما أرادت المجتمعات بناء مواطنين قادرين على المساهمة في مستقبل مستدام، أكثر انفتاحا وإنتاجا. كما تؤمن بأن تعزيز التربية على القيم الكونية– كالتسامح الثقافي والديني، الحوار واحترام الاختلاف– يجب أن يبدأ في المدرسة، ويمتد إلى الفضاء الثقافي، والإعلامي، والمجتمعي.
توضح أن أهم خدمات مؤسستها التربوي، تتكفل بإرسال بعثات طلابية مغربية وأفريقية إلى جامعات مرموقة بأوروبا وأمريكا وتنظم ملتقيات فكرية وفنية لتعزيز القيادة النسائية وإحداث منصات رقمية للتبادل الثقافي بين ضفّتي الأطلسي، كما تقوم بإبرام شراكات مع جامعات ومراكز دولية.
وعن دلالة شعار “نساء أطلنتيس” في هذه الدورة؟
قالت: هو امتداد لرؤية جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لمشروع الأطلسي كفضاء مفتوح للتعاون والتضامن والتنمية المشتركة.
أردنا من خلال هذا الشعار أن نبرز دور المرأة في هذا التحول، كصانعة قرار، ومحركة للأفكار، ومُؤمنة بالسلام، ومرتبطة بجذورها الحضارية.
وعن الرسالة التي يحملها مهرجان “أوسكار النساء الرائدات” في هذه الدورة؟
أجابت: نريد أن نقول، إن المرأة ليست فقط موضوعا للاحتفاء، بل أيضا فاعلة في بناء المستقبل. المهرجان هو فضاء للحوار، للعرض، ولتبادل التجارب، لكنه أيضا مساحة لإطلاق مشاريع تعاون جديدة. في جمعية “ثقافات بلا حدود”، نشتغل على أن تكون الثقافة والتربية في خدمة مجتمعات أكثر وعيا، وأكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر.
إرسال تعليق