طيب القول.. بقلم: مصطفى ياسين
تلعبُ
مصر دورًا كبيرًا ومحوريًا فى تشكيل النظام العالمى الجديد، بانضمامها إلى تجمُّع
"بريكس" الذى يتمّ تشكيله كـ"بديل" أكثر عدلا واستقرارا
وأمانا مما يعيشه العالم فى السنوات الأخيرة من فوضى واضطراب وظُلم وجَوْرٍ نتيجة
القُطب الأوحد الذى تجبَّر وتوحَّش وأصبح أحدَ القراصِنة والمُرْتزقة فى عصابة
المافيا الأُممية المتّحدة للاستيلاء على الشعوب وسرقة ونَهْب ثرواتها، وسَلْبِ حرّيّاتها،
وأكبر دليل وشاهد على ذلك التجبُّر والإرهاب والحروب اللاإنسانية، ما يُرْتَكب
يوميّا على أرض قطاع غزّة المُحْتَل منذ أكثر من عام!
يأتى
تجمُّع "بريكس" فى مسعى جادٍ وحقيقى من دُوَلِه لإقرار السلام القائم
على العدل، والمساواة فى الحفاظ على الثروات ودعم اقتصادات الدول الناشئة، وعدم
التدخُّل فى الشئون الداخلية للدول.
وهذا
ما وضح خلال اجتماعات قادَة البريكس، بعاصمة تتارستان الروسية- قازان- ما يجعلنا
نستَبْشِرُ خيراً بالقادم إن شاء الله.
وبهذه المناسبة أذكُر أنّنى التقيتُ
المُمَثِّل الرسمي والعام لمجموعة البريكس العالمية "بريكس جلوبال" السيّدةOlga Makeeva أواخر شهر يوليو الماضى، على هامش فعاليات
الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية، الذي عقدته الهيئة الدوليّة
للتسامُح، تحت شعار “أفضل الممارسات في الدبلوماسية الثقافية”، بمشاركة عدد من
الشخصيات العربية والأجنبية، بالقاهرة، وقد أعربت عن سعادتها بانضمام مصر لمنظّمة
البريكس، مشيرة إلى أن مصر هى السبب فى الاتفاق والمحبّة بين الدول الأعضاء ودليل
تقاربها يحقّق النجاح، داعية إلى تشجيع الشباب في تفعيل دوره فنّيًّا ورياضيًّا
مُعلنة وجود تبادل ثقافى روسى مصرى فى هذا الإطار.
وقالت:
نجتمع يدًا واحدةً لإكمال طريق "بريكس" لتقدُّم كلِّ دولِنا، ونحن لن
نترك مصر أبدًا لأن لها مكانتها الأعلى في كلّ شئ فى المنطقة، ويقع عليها الجانب
الأكبر في تحقيق الأمن الثقافى.
وأكّدت "Olga Makeeva"
أن العلاقة بين
كل الدول الأعضاء في البريكس ستكون أقوى مستقبلا، فالموقف التاريخى فى البشرية
والعالَم يتغيّر ويُعاد تشكيله من جديد، ونحن علينا بالتالى أن نُشارك فى صُنْعِه
ليكون لَنَا مكاننا ودورنا.
وذَكَرَت
أن التقارب الروسى- المصرى لم يبدأ مع منظّمة بريكس التى بدأت للظهور منذ عام 2019
فقط وإنما هناك علاقات تاريخية منذ أيام الاتحاد السوفيتّى، ووريثته روسيا، مؤكِّدة
أن هذا التقارب ليس مرتبطًا بالتوتُّر الناتج عن الصراع الروسى- الأوكرانى، كما
يُروِّج البعض، أو أن هذا التقارب سينتهى بمجرّد انتهاء هذا الصراع الأوكرانى.
لأن
العلاقة الروسية- المصرية قويّة وطيدة وليست عابِرة أو نتيجة أحداث عابرة أو ردّ
"انفعالى"، وبالتالى هى علاقات وُجِدَت لتبْقَى، بل لتترسَّخ وتتعمَّق،
لصالِح الشعبين ومصالح البلَدَين، خاصة وأن مصر وروسيا دول كبرى بمواردهما
وثرواتهما البشرية والطبيعية والمعدنية.
وأعْرَبَت
عن تفاؤلها مؤكّدة أن المستقبل سيشهد مزيدًا من العلاقات القويّة بين البلدين، على
مختلف الأصْعدة وكافّة المجالات، خاصة الاقتصادية والسياسية والتجارية، بل ستكون
هناك عمليات تنسيق وتعاون فى شئون الحياة المتنوِّعة بما يُضْفِى مزيدًا من
الترابط وتوثيق العلاقات بين الشعبين، خاصة وأن العلاقات على المستوى الرئاسى فى قِمَّة
التفاهم والتقارب، بما ينعكس على المستوى الحكومى والشعبى أيضا.
وها
هى الأيام تمضى لتؤكّد أن مصر ليست بالدولة العادية بل هى المؤثِّرة والصانعة
للمستقبل والقادرة على تشكيل العالَم، بما تملِكه من إمكانات وقُدرات، فضلا عن
الحضارة والتاريخ العريق، وعقول وسواعد أبنائها المُخلِصين، لـ"تحيا
مصر" دائماً وأبدأ بأبنائها.
إرسال تعليق