الداعية م. عبير انور
يركز البعض على انتقاد سلوكيات الآخرين والتقاط المساوىء وتصديرها للمحيطين مما يسهم في نشر الطاقة السلبية والتي بدورها تسبب مشاعر الإحباط واليأس والكسل.
وهذه الصفة لا يتحلى بها مؤمن، فالمؤمن دائمًا واقعي وإيجابي: واقعي يعرف حدوده وإمكاناته واختصاصاته، وإيجابي يغير في نفسه وفي دائرته الصغيرة فيوجه طاقته لإصلاح نفسه وأسرته ويكون بذلك قد أفاد نفسه بل المجتمع بأسره، لأنه إذا صلحت اللبنة صلح البناء كله.
وعلى ذلك فالأم الواعية المثقفة هي حجر الزاوية في صلاح المجتمعات، هي الأم القدوة فالقيم والمبادئ يرثها الأبناء دون أن يشعروا بتكرار السلوكيات القويمة داخل المنزل، فالقدوة بمثابة دروس صامته، والأم الواعية مطلعة على المستجدات العصرية تعلم التحديات والمخاطر التي تنتظر أبناءها في ظل الثورة التكنولوجية، فقد ذابت الحدود. فعليها أن تحصن أبناءها ضد الاختراق القيمي وطمس الهوية، وهي الأم التي تترك التوجيهات المباشرة ولكنها تعلم الأبناء طوال الوقت بالأحداث الجارية، فتعلق على حدث داخل الأسرة أو خارجها أو في مشهد في مسلسل بفائدة أو بدرس مستفاد أو بقصة تحكيها لهم، فيتعلموا منها، ولما كان مراد الله فينا جميعا هو العبادة وعمارة الكون، فيجب للأم أن توجه أولادها لما يعينهم على أداء دورهم فتنمي فيهم مراقبة الله عز وجل والتزام العبادات مما يعيد لهم التوازن إن حادوا، وتعلمهم الإيجابية والمسئولية. وأنت صديقي حدد دائرتك وابذل طاقتك فيها، فقيمة الفرد ما يحسنه.
إرسال تعليق