نبي الهدى


بقلم زينب السعيد 

داعية بالاوقاف

نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الإنسانية ورسولها، اصطفاه الله، طيب نسبه في وقت انتشرت فيه الرذيلة، وجاء من نكاح من خير البيوت والأباء والأمهات كان يتقلب في اصلاب الاطهار الاشراف. قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي (وتقلبك في الساجدين)، من صلب نبي حتي صرت نبيا ،تفسير بن كثير

واختيار الاسم. كرمه الله باختيار اسم محمد ليكون محمودا في الأرض وفي السماء، ومن أهداف بعثته غرس مكارم الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ويقول سبحانه (وإنك لعلي خلق عظيم)، انها الإنسانية في ابهي صورها.

رسالته جاءت رحمة للعالمين حيث يقول الحق سبحانه : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، أم من حيث كونها للناس كافة، حيث يقول الحق سبحانه "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"، وحيث يقول نبينا: "وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ"، أم كان ذلك من جهة ما تضمنته الرسالة من جوانب الرحمة والإنسانية وتكريم الإنسان لكونه إنسانًا بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته.

ويظهر البعد الإنساني في حياة سيدنا رسول الله في معاملته لأصحابه وأزواجه وأحفاده والناس أجمعين ، فكان يقول عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : "إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ " 

 كان خير الناس لأهله وهو القائل عن أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها): "آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ"، وظل وفيًّا لها طوال حياتها حتى بعد وفاتها، فكان يكرم صديقاتها ومن كن يأتيه على عهدها، فقد جاءت عجوز إلى بيته (صلى الله عليه وسلم) فقال لها: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ: "بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ ،كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟" قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُالْتُ عائشة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ : "إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ".

وكان شديد الحب لأحفاده شديد الحفاوة والعناية بهم ،فعن أبي بكرة قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي معه ، وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، ولما رآه الأقرع بن حابس يقبل الحسن والحسين، قَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: "مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ".

وكان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالناس وبخاصة الأطفال والضعفاء حيث يقول: "إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ"، ويقول: "من صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة". 

وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) الجود الإنساني والذوق الراقي في آن واحد فقال: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق", ويقول: "من تصدق بعَدل تمرة من كسب طيب- ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل", أم كان ذلك من جهة الآخذة أو الآخذ, إذ لا ينبغي أن نُحرج المعطي أو المهدي وإن كان ما يهديه قليلا, بل علينا أن نشكر له صنيعه وإن كان يسيرًا , حيث يقول نبينا: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله".

والمتأمل في سيرة نبينا يعلم ان اخلاقه من اهم وسائل دعوته وكانوا يسمونه الصادق الأمين، قالت السيدة عائشة: ان خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن. وقالت: كان في مهنة اهل بيته ويساعدهم، كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، صلوات الله وسلامه عليك حبيبي يا رسول الله.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم