بقلم: الداعية م. عبير أنور
أرادت بعض الدول دراسة أسباب تفوق اليابان في صناعة السيارات، واثمرت الدراسة عن أن تفوقهم لا يعود إلى أسباب تكنولوجية بل لأسباب اجتماعية ،فالقائد هناك يختلط بالعاملين يأكل معهم يكون قريبا منهم يعملون سويا مما يزيد من روح الألفة ويرفع الإنتاجية ويزيد من الحماس والاندفاع والإقبال على العمل، وعجب هؤلاء الباحثون من اختلاط القمم مع القواعد ،ولكن لا عجب لدينا فهذا هو هدي النبي ﷺ رأيناه في تعامله مع صحابته، فالتواضع لدينا لأسباب تعبدية جاءت في القرآن والسنة، كان ﷺ في خدمة أصحابه ((فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم، ويقول: دعوا ظهري للملائكة)). كذلك طالبه ﷺ أحدُهم بدين عنده وأغلظ عليه، فهم به عمر بن الخطاب، فقال: ياعمر، كنت أحوج إلى أن تأمرني بالوفاء، وكان أحوج إلى أن تأمره بالصبر.
كذلك ترسم لنا غزوة الأحزاب نموذجاً للقائد الخادم فقد أشار عليه سلمان رضي الله عنه بضرب الخندق على المدينة، فأخذ ﷺ بمشورته وضرب الخندق وعمل فيه بنفسه ﷺ وعمل فيه أصحابه رضي الله عنهم وهم يرددون "اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة، فاغفر للأنصار والمُهاجرة" ونبينا ﷺ كانَ مُتَفَائِلاً في كل أموره، واثقاً بربه مُحسناً بِهِ الظّنّ في كلّ أحواله، وكانت حياته ـ رغم ما فيها مِن شدة وبلاء ـ مليئة بالأمل والتفاؤل، وكان دائماً يبشر أصحابه بالنصر والأمن.
ونحن في رحاب شهر مولد الرسول الكريم ﷺ نطلق مبادرة لقراءة سنة الرسول، قراءة موضوعية واستخلاص الفوائد واتباعه والاقتداء بسنته "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
إرسال تعليق