قام الباحث الأزهري محمد اسماعيل نظامي، خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر، العام الماضي، بترجمة رواية "ليطمئن قلبي" للكاتب الفلسطيني الشاب أدهم الشرقاوي، اللبناني المولد والمنشأ، فلسطيني الجنسية، إلى اللغة الأردية تحت إشراف وتقديم د. أحمد القاضي، أستاذ اللغة الأردية بجامعة الأزهر، وتم نشرها في كل من الهند وباكستان هذا العام.
الترجمة كما وصفها د. القاضي، تعتبر ترجمة تكيفية؛ وهي أكثر أساليب الترجمة حريةً، حيث ينقل المترجم الموضوع والشخصيات والحبكة، ويأخذ من النص ما يريد أن ينقله إلى القارئ لمعالجة موضوع يراه ملحًا لأهل لغته، وهنا يتم التركيز على المعنى السياقي، بحيث يكون النص المترجم سهل الفهم والقراءة.
الرواية تتحدث عن الأفكار الرأسمالية والشيوعية، والفروق بينهما، وآثارهما الايجابية -على قلتها- والسلبية، على حياة الناس! وتوضيح الفروق الجوهرية العديدة بينهما وبين الإسلام كنظام حياة متكامل، ونظام اقتصاد عادل.
إلا أن موضوع الرواية الأساسي هو النقاش الفكري، الذي كان يحدث على جولات وصولات بين هشام الصحفي المتشكك دوماً بالدين والمعترف لاحقاً بإلحاده، وماهر طالب الشريعة بالأزهر؛ الواعي الذي يرد على هشام ويجيب عن تساؤلاته ويفند شبهاته مازجاً بين العقل والمنطق والأسلوب الراقي المهذب في إقناع الخصم.
يصور الكاتب هذا السجال الفكري الذي يدور في الحافلة بينهما، فهشام مع كل صباح يواجه خصمه ماهر بعدد من التساؤلات والشبهات والاعتراضات على العقيدة والفكر الإسلامي، بدأها بمناقشة قضية الحب والعشق في الإسلام، حيث سرد ماهر بأسلوب جميل، مستحضرًا الشواهد من السيرة النبوية، وأقوال أهل العلم، موقف الإسلام من هذه القضية، التي تشغل بال الكثير من شباب اليوم، وللأسف لا يدركون إطارها الشرعي وفلسفة الإسلام فيها.
وما أكثر القضايا التي ناقشتها الرواية في الحوار بين ماهر وهشام، فهناك قضية النظام الاقتصادي الإسلامي، ومقارنته بالرأسمالية والشيوعية، وقضية الإيمان بوجود الله، والإيمان برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقضية الرق في الإسلام، وتطبيق الحدود، وغيرها من القضايا، التي تثار اليوم في مجتمعات الشباب. وفي كل قضية من تلك القضايا كان ماهر يرد باتزان وعمق شرعي ومنطقي مما يجعل خصمه هشام يقر بقوة حجته.
من هذا المنطلق رشح له د. أحمد القاضي ترجمة الرواية إلى اللغة الأردية، علها تسد فراغا فكريًا يبحث عنه الشباب عامة، وفي شبه القارة الهندية خاصة، نظرا لما تتعرض له الأقليات هناك من تشكيك في عقائدهم.
إرسال تعليق