الاحتفاء بالنصر الدبلوماسي بالصحراء المغربية والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء

القادرية البودشيشية.. تحتفل بحضور آلاف المريدين 

كتب مصطفى ياسين

أعلنت الطريقة القادرية البودشيشية، أكبر الطرق الصوفية بالمملكة المغربية، تنظيم إحتفالية كبري اليوم السبت بمناسبة الذكري الخمسين المسيرة الخضراء والنصر الدبلوماسي بالصحراء المغربية.

ورفع الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، أصالة عن نفسه ونيابة عن الشرفاء البودشيشيين ومريدي الطريقة القادرية البودشيشية داخل المغرب وخارجه، أسمى عبارات التهاني وأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة النصر الدبلوماسي التاريخي الذي حققته المملكة في قضية الصحراء المغربية، والذي يجسد حكمة ورؤية جلالته السديدة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.

وأكد منير القادري ،في بيان له اليوم بهذه المناسبة، أن هذا الحدث العظيم يكرس حقيقة راسخة مفادها أن "المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها"، مشيرًا إلى أن مغرب القيم والثقافات والحضارات ماضٍ بثبات تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نحو ترسيخ النموذج المغربي في الوحدة والتنمية والتضامن والسلام.

وفي هذا الإطار، تستعد الطريقة القادرية البودشيشية، بمعية شيخها الدكتور مولاي منير، للاحتفال بهذا النصر الوطني الكبير وبـالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في ليلة روحية كبرى تُقام اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 بالزاوية الأم بمداغ.

وسيتخلل هذا الاحتفال أذكار وأدعية خاصة تُرفع إلى المولى عز وجل لحفظ جلالة الملك ونصرة القضايا العادلة للوطن، واستحضارًا لأرواح الملكين المجاهدين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.

وأوضح الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، أن الطريقة القادرية البودشيشية ستظل، بإذن الله، قلعة من قلاع القيم الروحية والوطنية، تسهم بتجرد ووفاء في دعم الدبلوماسية الروحية للمملكة، ونشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش، خدمة للدين والوطن، في ظل القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

واختتم شيخ البودشيشية تصريحه بالدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ الملك محمد السادس، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والوحدة والازدهار تحت القيادة الحكيمة لجلالته.

قرار مجلس الأمن

كان مجلس الأمن الدولي، قد اعتمد أمس الجمعة 31/10/2015، قرارا اعتبره العديد من المراقبين تحولا نوعيا في مسار تسوية النزاع حول الصحراء المغربية؛ إذ أعرب القرار عن دعمه الكامل للأمين العام الأممي ولمبعوثه الشخصي في تيسير وإجراء المفاوضات، استنادا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، ومتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.

كما دعا القرار جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات دون شروط مسبقة، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق.

في نفس السيق مدّد القرار ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) حتى 31 أكتوبر 2026، وفقاً لتوصية الأمين العام للأمم المتحدة، كما دعا الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي والسياسي الكافي لإنجاح المفاوضات وجهود المبعوث الشخصي.

وأشاد المجلس باستعداد الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة جولات المفاوضات المقبلة، دعماً لمساعي السلام.

يأتي تبنّي مجلس الأمن لهذا القرار في سياق دولي متغير يتّسم باتساع دائرة الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وبروز قناعة متزايدة لدى القوى الكبرى بضرورة تبنّي مقاربة واقعية تقوم على الحكم الذاتي كحلّ وحيد وعملي للنزاع.

كما يتزامن هذا التحول مع وجود توجّه استراتيجي داخل الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، نحو الدفع باتجاه إبرام اتفاق سلام ينهي حالة القطيعة بين المغرب والجزائر، ويعزز الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا التي تحتل مكانة متقدمة وأهمية جيو-سياسية كبرى في الاستراتيجية الأمريكية.

هذا ويكتسي القرار الأممي الجديد بعدا نوعيا غير مسبوق، يتجاوز مجرد إدارة نزاع إقليمي إلى تثبيت رؤية جديدة لحلّ سياسي واقعي ينسجم مع التوجهات الكبرى للنظام الدولي؛ إذ لم تعد قضية الصحراء ملفا إفريقيا أو إقليميا محصورا، بل أضحت جزءا من معادلة التوازنات العالمية الجديدة التي تسعى إلى ترسيخ الاستقرار ومحاربة النزعات الانفصالية.

ويعدّ هذا القرار الأممي التاريخي كما وصفه ملك المغرب، تتويجا لمسار دبلوماسي رفيع المستوى، نجحت فيه المملكة المغربية في ترسيخ مقاربتها لقضية الصحراء على الساحة الدولية، وفي كسب ثقة القوى الكبرى المؤثرة في صناعة القرار العالمي، وإقناعها بالموقف المغربي ومبادرته المتمثلة في مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

جدير بالذكر أن القرار اعتمد بأغلبية ساحقة، حيث صوّت لصالح اعتماده 11 دولة من أصل 15 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية (صاحبة القلم) وبريطانيا وفرنسا واليونان وبنما وكوريا، فيما امتنعت 3 دول هي الصين وروسيا وباكستان.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم