أكد السيد سالم الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية الحسينية وعضو المجلس الأعلى للصوفية، أن مصر بلد الأمن والأمان، ولن يكون للتطرف ولا الإرهاب مكان فيها بفضل الله تعالى الذي حصن أبناءها وشعبها بالتدين الوسطى البعيد عن الغلو والتطرف، فقال في كتابه العظيم "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، فضلاً عن تأكيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بوصفه لأهل مصر بأنهم "في رباط إلى يوم الدين".
وقال- على هامش مشاركته في احتفالات نقابة الأشراف بالمولد النبوي الشريف-: إن الهدف الأسمى للطرق الصوفية في مصر هو خدمة المجتمع ونشر الأخلاق الحميدة، وكذلك مواجهة الفكر المتشدد الذي يشكل تهديدًا لاستقرار البلاد، مشيرا إلى أن الصوفية في مصر كانت وستظل منبعًا للوسطية والاعتدال، مؤكداً أهمية نشر منهج الصوفية القائم على الكتاب والسنة.
أضاف: نحن ملتزمون بمنهج الأشاعرة الوسطي، وكل ما نقوم به يعكس التوجهات الوسطية التي نعيش بها، بعيدًا عن الفكر المتطرف، لكننا في منافسة شريفة على شرف الخدمة، ونتطلع لخدمة الأمة بأفضل الطرق. ولقد أكرمني الله بالفوز مؤخرًا في انتخابات المجلس الأعلى للصوفية وحصلت على أعلى الأصوات، بفضل الله والسادة مشايخ الطرق. ومن واجبنا كخدام للصوفية أن نرفع راية التصوف وننقيها من أي شوائب، ونحاول القيام بدور إصلاحي في المجتمع".
وأشاد "الجازولي" بالدور الذي تلعبه الطرق الصوفية في محاربة الفكر المتشدد قائلاً: نقاوم التطرف بالعلم والخلق الكريم كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذا فالتطرف لا مكان له في مصر، ولا في طرقنا الصوفية، بل نحن نقاومه بتمسكنا بمكارم الأخلاق وتطبيقها في حياتنا اليومية.
وفي ذات السياق، شدد الجازولي، على أن الطرق الصوفية لم تكن بعيدة عن التحديات الوطنية التي تواجهها مصر، فقال: نحن جزء من المجتمع المصري، ونحن مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مهمته الصعبة، ونطلب من الله أن يعينه على المسئوليات الجسام التي يحملها، ونحن معه في دعمه الكامل من أجل مواجهة التطرف وحماية الدولة.
تابع مؤكداً أن الطرق الصوفية تعتبر نفسها شريكًا في الجهود الوطنية الرامية إلى مكافحة التطرف ونشر قيم الوسطية في المجتمع المصري، فالطرق الصوفية كانت دائمًا في طليعة المجتمعات التي تعمل على نشر الأخلاق الحميدة وتعليم الناس كيفية مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية. واستدرك قائلا: نحن بحاجة إلى ترسيخ هذه القيم في المجتمع، حتى نعود كما كنا في السابق، عندما كان 80% من الشعب المصري يحملون في قلوبهم قيم الصوفية، التي تمثل المحبة، والتسامح، والشجاعة، والأخوة.
وبهذه المناسبة أرسل "الجازولي" رسالة خاصة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قال فيها: "نؤيدك في كل ما تقوم به، وندعوك للتركيز على دعم العلم والعلماء والمفكرين، لأنهم أساس أي نهضة حقيقية في هذا البلد. كما أن الطريق إلى مكافحة التطرف يبدأ من نشر منهج وسطى لا يحيد عن الكتاب والسنة.
وطالب "الجازولي" بضرورة تكاتف جميع فئات المجتمع المصري من أجل بناء دولة قوية تحترم التنوع الديني والفكري، وتستمد قوتها من القيم الإنسانية النبيلة. مضيفا: "علينا أن نتعاون جميعًا، وأن نعمل على نشر أخلاق الصوفية من أجل استعادة السلام الاجتماعي وتطهير العقول من الأفكار المتطرفة".

إرسال تعليق