بقلم: الداعية م. عبير أنور
قال الله تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه)، تبين لنا الآية الكريمة قيمة الرجاء، والاختلاف بينها وبين التمنى، فالتمني أن تسرح بخيالك وتسأل الله ان يهبك من لدنه، وسبحاته قد يهب بلا سبب. أما الرجاء فهو أن تتحرك في سبيل تحقيق مُناك،
فالرجاء ثلاثة أشياء: شوقاً إلى المرجو الذي تأمل تحصيله، وخوفاً من فَوْتِهِ، فأنت على وجل من ان يضيع حلمك، وعملاً لتحصيله، فتأخذ بالأسباب وتبذل الجهد في سبيله، فالمؤمن كالطائر بين جناحي الخوف والرجاء، فبالخوف يبتعد عن المعاصي والسيئات، وبالرجاء تتحرك جوارحه بالطاعات فيتوارن في سلوكه وفي سيره إلى الله.
يُعد الرجاء عبادة قلبية لأنها حسن ظن بالله وأمل فيم عنده عز وجل، مقترن بالعمل والجهد، مع ترك المعاصي. وتزداد قوة الرجاء كلما ازدادت المعرفة بالله وصفاته.
وفي الرجاء تأس بالرسول صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً). فمن أراد النجاة في ذلك اليوم سعى للآخرة سعيها. الرجاء هو القوة المحركة التى تحمل المؤمن على العمل وتحمل العاصي على التوبة. فقيل ان قول الله عز وجل:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، هو أرجى آيات القرآن لأنه لو أُغلق باب التوبة ليأس العاصي من رحمة الله ولازاد في غيه.
الرجاء منزلة يصل لها من طمع فيم عند الله، فحمله ذلك على بذل الجهد وترك المعاصي "إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم".

إرسال تعليق