ثورة 30 يونيو.. حكاية وطن "بُعث" من جديد

بقلم السيد سالم جابر الجازولي

عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الجازولية الحسينية الشاذلية

تعد ثورة الثلاثين من يونيو واحدة من النقاط التاريخية الفارقة ليس في تاريخ مصر وحدها بل في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والعالم، إذ استطاعت تلك الثورة الشعبية التي خرجت من قلب القاهرة، والتي ناصرتها القوات المسلحة المصرية، أن تنهي حكم الإخوان وتقضي على وجودهم الذي استمر في المشهد السياسي المصري لعقود مضت، بل استطاعت مصر أن تضع بثورتها على الإخوان أن تقضي على آمالهم في عدد من دول العالم التى استطاعوا أن يجدوا لهم قدما في الحكم، إما بالوجود في البرلمانات العربية أو في الحكومات أو في المنظمات الانسانية والاجتماعية.

أعادت ثورة الثلاثين من يونيو الأمور في مصر إلى سياقها الطبيعي بعدما كانت في سبيلها لأن تصبح دولة يحكمها الإخوان والمرشد، لتبدأ مصر معركتها الفكرية والتنموية، إذ خاضت معارك شرسة مع الإرهاب والتطرف ميدانيا عبر معركة شديدة الشراسة والقوة على الجبهات الداخلية كافة بدأت في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو واستمرت لنحو خمس سنوات حتى أطلقت مصر استراتيجيتها القوية في 2018 للقضاء على الإرهاب والتطرف الذي اتخذ من مصر ميدانا مفتوحا للتطرف والارهاب، على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وكانت مصر لهم بالمرصاد ومضت الى حيث شاءت دولة كبيرة قادرة قوية، يد تكافح التطرف والإرهاب، وعقل يخطط للمستقبل، ويد تبنى وتعمِّر وتنشء أعمال تنمية لم تدع شبرا على أرض مصر، تجعل من يتأمل تلك المشروعات لأعمال التنمية المختلفة وكأن رساماً ماهراً وضع خريطة مصر أمامه وأخذ يبدع في الإعمار والتطوير والتنمية، فاستطاعت ثورة الثلاثين من يونيو أن تحول مصر من مهدَّدة بحكم المرشد وتقبع في فتن التصنيف والاستحواذ والتخوين وفتن ما أنزل الله بها من سلطان، إلى دولة تمثل إستثناء آمناً في محيط مضطرب في الشرق الأوسط، يملك بلدا يعيش مشاريع تنموية على المحاور كافة من بنية تحتية إلى شبكة طرق ونقل ومواصلات، وحتى امتلاك فرص استثمارية هائلة تبقى تحت محل نظر المستثمر العربي والاوروبي أفرادا وصناديق استثمارية كبرى.

فلم تكن ثورة الثلاثين من يونيو ثورة عادية في تاريخ الأمة بل هي ثورة تصحيح للأوضاع وإعادة لمصر لمكانتها التي تستحقها، وإعادة توجيه لقدرة الدولة والإنسان المصري وفي القلب من الدولة الجيش المصري القوي، وإدارة كل ذلك بحكمة ورُشد شديدين.

واستطاعت الدولة المصرية ان تبذل جهدا مضاعفا في مواجهة الفكر المتطرف واستئصاله وتحويله من أزمة ونقمة الى دافع قوي للبناء والتنمية فحولت مصر من دولة على حافة الانهيار، واتون خلافات داخلية كادت تتحول لحرب أهلية إلى دولة استثناء آمن مستقر جاذب للاستثمار وجيش هو الأقوى في الشرق الأوسط وملاذ لكل من انهارت دولهم في المنطقة من ليبيا لليمن والسودان وسوريا من قبلهم.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم