"أياد كريمة".. تُجَسِّد "حكاية وطن"

 


بقلم السيد/ سالم الجازولى، شيخ الطريقة الجازولية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية

تحتفل الدولة المصرية سنويا بـ"عيد العمال"، تقديرا منها لدَورهم، كونهم أحَد أعْمِدة هذا الوطن فى مسيرة البناء والتقدُّم، وكأبْلَغ دليل على مكانة عمال مصر، ودورهم الحيوى فى مسيرة الإنتاج، وأنّهم شَرِيك أساسى فى تحقيق النهضة، جنْبَاً إلى جنْب مع أصحاب الأعمال، الذين يبذلون جهودا كبيرة، فى توطين الصناعة وتوفير فرص العمل، وتنمية المهارات وتطوير القُدْرات، بما يُعظِّم الاقتصاد الوطنى، ليكتبوا معًا "حكاية وطن"، يتمسّك بتحقيق حلمه فى التقدُّم والرخاء، رغم البيئة الدولية والإقليمية المعقَّدة.

فقد سطَّر عمَّال مصر عَبْر التاريخ، أروع صفحات البذْل والعطاء، فشيَّدت سواعد أجدادهم، معالِم حضارة هذه الأمَّة، وغرَسَت فى أجيالها، قيَم الإبداع والإتقان والتعليم، ويواصل الخَلَفُ مسيرةَ السَلَفِ، وهم يُبرهنون للعالَم أجمع؛ أن مصر، بعقول وسواعد أبنائها المُخلصين، ستظلُّ منارة للإنتاج والتنمية. وامتدت جهودهم إلى بناء قلاع صناعية، وإقامة مُدن جديدة، وتعزيز بنيّة تحتيّة قويّة، ضروريّة لتحقيق نهضة اقتصادية متكاملة، توفّر ملايين الفرص لشباب الوطن، وتفتح أمامهم آفاقًا أرْحب نحو غدٍ أكثر إشراقا.

ويحرص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على مشاركة عمّال مصر احتفالهم بعيدهم، وحتى لا يكون مجرّد تقليد سنوى، بل رسالة واضحة، تُجسِّد تقدير الدولة العميق لقيمة العمل، وإيمانها الراسخ بدور العمّال، فى بناء التنمية وتعزيز النهضة الصناعية، قرَّر الرئيس هذا العام أن يعقد الاحتفال فى أحدِ الصروح الصناعيـة الجديدة- شركة السويس للصُلْب- بمدينة السويس، تقديرا لما تشهده هذه المدينة الباسلة، من حركة تنمويّة نشطة، وافتتاح العديد من المشروعات الجديدة فيها، بما يعكس صورة مشرِّفة من النجاح والكفاح والإرادة، فكل مصنع يُفْتَتح، وكل مُنشأة إنتاجية تُقام على أرض مصر، هى شاهد حىٌّ، على ما يحقّقه أبناء هذا الوطن من إنجازات عظيمة، تُبْنَى بسواعدهم القويّة، وعزيمتهم الراسخة، وإرادتهم التى لا تعرف المستحيل.

وقد تضمّن الاحتفال عرض فيلم تسجيلي عن عمّال مصر بعنوان "أيادٍ كريمة"، وآخر عن شركة السويس للصلب، وكلمات لكلٍّ من الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، السيّد محمد جبران وزير العمل، السيّد عبدالمنعم الجمل رئيس إتحاد نقابات عمال مصر، الذي قدم للرئيس درع الاتحاد، السيّد رفيق ضو نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة السويس للصلب وأحد الشركاء.

كما شاهد الرئيس عرْضاً لعدد من المصانع الجديدة الناجحة من القطاع الخاص بتقنية الفيديو كونفرانس، كما قام سيادته بمنح الأوسمة للمكرّمين من قطاعات العمل المختلفة، قبل أن يقوم بافتتاح المرحلة الثانية لشركة السويس للصلب.

وإدراكا من الحكومة المصرية لحجْم المسئولية، تواصِل الجهد لتوفير بيئة عمل متجدّدة، وتقديم برامج تدريبية متطوّرة للعمال بشكل مستمر، تواكب المتغيّرات العالمية، كما تتوسّع فى إنشاء الجامعات التكنولوجية والمدارس الصناعية والفنّية، لإعداد كوادر مؤهَّلة، تُلَبِّى وتواكب احتياجات سوق العمل الحديث، وتسعى لإبرام اتفاقيات مع الدول المختلفة، لفتح المجال أمام العمالة المصرية المتخصّصة، لإيجاد فرص عمل لائقة لها بالدول العربية والإفريقية والأوروبية، وبما يساهم فى تحقيق التنمية بتلك الدول، فى إطار الدور التاريخى والريادى، الذى طالما قامت به مصر، مع الدول الشقيقة والصديقة.

وتواكب احتفال مصر بعيد العمّال هذا العام مع الإعلان عن توقيع الرئيس على إصدار "قانون العمل الجديد"، الذى يُعتبر نُقْلَة نوعيّة فى مسيرة الحقوق العمّالية، حيث يضمن مُكتسبات واضحة للعمّال، ويرسّخ مفاهيم حماية العمّال وإنصافهم، ويؤكّد على الحقوق المُسْتَحَقَّة للمرأة العاملة، ويعزِّز ضمانات الأمن الوظيفى للعاملين، ويتوافق مع مواثيق واتفاقيّات العمل الدولية، ليشكِّل بذلك خطوة جوهرية، نحو ترسيخ بيئة عمل مستقرّة ومتوازنة، تواكب تطلّعات "الجمهورية الجديدة".

وحرصا من الرئيس على مزيد الدعم لـ"الأيادى الكريمة"، فقد وجَّه الحكومة بالعمل على الانتهاء من مشروع قانون العمالة المنزلية، وإجراء حوار مجتمعى حوله. والتوسّع فى مدّ الحماية الاجتماعية إلى فئات العمالة غير المنتظمة، وصرف إعانات عند الوفاة. وتنفيذ مبادرة لتنمية مهارات الشباب، من خلال مِنَح مجانية، لتأهيلهم على الاحتياجات الفعليّة لسوق العمل. والعمل على سُرعة الفصْل فى القضايا العمّالية، للحصول على المستحقّات دون تأخير. وتشكيل لجنة دائمة، لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، فور إطلاقها.

وهكذا نتأكّد، يوماً بعد يوم، أننا بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بوحدة الشعب كلّه- بجميع فئاته- قادرون على تجاوز التحدّيات، والمُضِىّ قُدُمًا فى مسيرة البناء والعطاء، مُتَسَلِّحين بالإرادة والإخلاص، وكلّنا ثقة فى تحقيق أهدافنا النبيلة، لرِفْعة هذا الوطن وإعلاء شأنه.

ولـ"تحيا مصر" دائمًا وأبدًا بالله العظيم، فى رِفْعَةٍ وتقدُّم وازدهار.

 

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم