كتب- مصطفى ياسين
أكدت السفيرة/ ليونورا رويدا جوتيريز، سفيرة المكسيك بمصر، أن العامل الثقافي هو حجر الزاوية في العلاقات المصرية المكسيكية، مشيرة إلى أن المكسيك أولت اهتماما كبيرا بالتقارب الثقافي مع مصر في المجالات كافة، نظرًا إلى التشابهات الثقافية والفكرية والقيم المشتركة بين البلدين.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها برنامج الشؤون اللاتينية بمركز الحوار الدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة المكسيك بالقاهرة ومكتبة مصر العامة تحت عنوان "مصر والمكسيك.. 67 عامًا من الصداقة والتعاون"، بحضور لفيف من الخبراء والمتخصصين ورجال الأعمال.
أوضحت السفيرة، أن العلاقات المصرية راسخة وقوية عبر الزمان، مؤكدة وجود قيم ثقافية مشتركة، تضاف إلى قيمة البلدين الجيوسياسة الهامة ووزنهما وثقلهما الإقليمي والدولي، مشيرة إلى عديد من التشابهات الثقافية بين مصر والمكسيك، فعلى سبيل المثال في الوقت الذي حاز فيه الأديب نجيب محفوظ جائزة نوبل في الادب عام 1988، حصل الأديب أوكتافيو باث عام 1990 على نفس الجائزة.
وعلى صعيد التعاون المشترك بين البلدين أكدت السفيرة أن هناك توافقات كبيرة بين مصر والمكسيك في كثير من الملفات الدولية والإقليمية، فضلًا عن دعوة البلدين للسلام والاستقرار الدولي، مشيرة إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978، ليصبح بذلك رمزًا دوليًا يحتذي به، وهو ما حدث في المكسيك حيث حصل الوزير ألفونصو جارسيا روبليس عام 1982 على جائزة نوبل للسلام أيضًا باعتباره رمزًا للسياسة الخارجية المكسيكية.
سلطت السفيرة الضوء على العلاقات الثنائية بين البلدين وحجم التبادل التجاري المشترك. وأعلنت أن المكسيك تعد من أكبر مستثمري أمريكا اللاتينية في مصر، حيث تعمل العديد من الشركات المكسيكية في مصر في المجالات كافة تقريبًا حيث توجد شركات مكسيكية تعمل في مجال مواد البناء، انتاج البلاستيك، التكنولوجيا ومواسير المياة، فضلًا عن شركات تعمل في مجال معالجة المياه. وأن السفارة المكسيكية في مصر تعمل على إنشاء مجلس الأعمال المصري المكسيكى، بهدف جذب مزيد من رجال الأعمال المصريين والمكسيكيين، لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. مبينة وجود عدة اتفاقيات ثنائية بين البلدين في مجالات متعددة يمكن الاستفادة منها لتعزيز الاستثمارات المتبادلة. مشيرة إلى وجود آليات للتشاور السياسي بين البلدين منذ عام 1997، وتُعقد اجتماعات دورية من أجل تبادل المعلومات ودراسة التقدم في العلاقات الثنائية، وقد عُقد عشر دورات حتي الآن، وأن الجولة الحادية عشر ستقعد خلال عام 2025.
أضافت، أن دولة المكسيك تعمل من خلال خطة استراتيجية تهدف إلى أن تصبح ضمن أكبر 10 اقتصاديات على مستوي العالم، موضحة أن حجم التبادل التجاري بين مصر والمكسيك سوف يشهد تحسنا خلال الآونة المقبلة مع سعي بلادها إلى تنوع صادراتها وعلاقاتها الاقتصادية.
مؤكدة على أن مصر والمكسيك يعملان بجد في دول الجنوب من أجل الحفاظ على السلام الدائم والعادل وضمان تطبيق قواعد القانون الدولي، مشيرة إلى أن البلدين يحترمان قواعد القانون الدولين ويعملان وفق آليات القانون الدولي.
وأوضح اللواء أ.ح/ حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، أهمية إحياء الذكري 67 للعلاقات المصرية المكسيكية والتي تؤكد على عمق العلاقات المشتركة بين البلدين، فضلًا على العلاقات الشعبية والثقافية والروابط المشتركة بينهما، موضحًا أن هذه الندوة تأتي في سياق اهتمام مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالمنطقة اللاتينية بصورة عامة والمكسيك بصورة خاصة.
وعلى صعيد آخر أوضح محمد ربيع الديهي نائب مدير مركز الحوار لقطاع البحوث ومدير تحرير مجلة شؤون لاتينية، مدير الندوة، أهمية تسليط الضوء على العلاقات المصرية المكسيكية بصوة خاصة والعلاقات اللاتينية المصرية بصورة عامة، مشيراً إلى أن المكسيك تتشابه مع مصر كثيرًا كما هو الحال مع دول أمريكا اللاتينية، وفي السياق ذاته أكد أن مركز الحوار أولي اهتمام بالشأن اللاتيني من خلال تدشين برنامج شؤون لاتينية عام 2019، ومن ثم إصدار مجلة شؤون لاتينية وتنظيم عدد من الفاعليات، مبينا أن الاهتمام بالمنطقة اللاتينية تجلي في تدشين المركز للملتقي اللاتيني الشهري، وأن اهتمام مركز الحوار برز في إعلانه عن تنظيم مؤتمر بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في الفترة من 27 و 28 يوليو المقبل تحت عنوان "التعاون الافريقي اللاتيني.. شراكة لبناء المستقبل" بهدف تعزيز التعاون اللاتيني الأفريقي وإتاحة الفرصة للتعرف على دول المنطقتين وإمكاناتها.


إرسال تعليق