كتب- مصطفى ياسين
تشهد ألمانيا حالة من الإسلام فوبيا، تجددت على لسان وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبرينت، إذ إنه يسعى إلى إبراز هويته الدينية عبر تهميش وتشويه دين عالمي آخر. مما أثار استياء الجالية المسلمة والمسلمين الألمان، ما دعا د. عبدالصمد اليزيدى، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، للرد قائلاً: إن تصريحات وزير الداخلية لا تُعد من الناحيتين التاريخية والاجتماعية غير دقيقة فحسب، وإنما تعد أيضًا خطيرة. فهي تتجاهل حقيقة أن ملايين المسلمين يسهمون منذ عقود في المجال الاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي في ألمانيا حتى بات الإسلام جزءًا لا ينفصم عن الواقع الألماني، وعن نسيج مجتمعه التعددي.
أما التقليل من شأن الإسلام، وزعم عدم توافقه مع مبادئ الديمقراطية أو قيم الحرية والتسامح، فهو ليس خاطئًا من الناحية الموضوعية فحسب، وإنما يُعد إهانة مباشرة لكل من يعمل يوميًا على ترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل. إن مثل هذه التصريحات تغذي الشكوك، وتعزز الأحكام المسبقة، وتدفع المجتمع نحو التطرف اليميني.
أضاف: إني، بصفتي رئيسًا للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، كنت آمل أن ينتهج وزير الداخلية سياسة ترتكز على مبادى الدستور الألماني، فتعزز التماسك المجتمعي، والاحترام المتبادل، بدل انتهاج سياسة تكريس التفرقة والخطاب الشعبوي. إن إدماج الناس لا يتم عبر الإقصاء، بل من خلال الاعتراف المتبادل، والحوار، وتحمل المسؤولية المشتركة.

إرسال تعليق