أُقيمت بمذاغ ليلة القدر في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والصفاء، حيث سادت الطمأنينة وغمرت النفحات الربانية القلوب، في ليلة خالصة للذكر والعبادة، خالية من كل ما قد يشوش على هذا المقام المبارك.
انطلقت الليلة المباركة بعد صلاة التراويح مباشرة، بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، تبعتها وصلات من السماع والأمداح، زادتها تألقًا وحضورًا ثلة من الشباب الأخيار القادمين من الناظور، فرنسا، وإنجلترا، حيث أضفوا لمسات روحانية عمّقت جمال اللقاء. وقد كان الحضور مقتصرًا على بعض أفراد المجموعة الرسمية، ما أكد أن جوهر الطريق لا يكمن في كثرة الجمع، بل في سر شيخها العارف بالله، الواصل الموصل إلى الله، مولاي جمال الدين، حفظه الله ورعاه. فحيثما حضر تجلّت معاني التزكية، الذكر، الإخلاص، والصفاء القلبي، وحيثما غابت هذه الصفات افتقد المجلس لمعناه، إذ لا يكون للسماع روح ولا مذاق إلا بوجود القلوب الصادقة المتصلة بسر الله.
وقد ازداد المجلس نورًا بحضور مولاي منير، سيدي معاد، سيدي مراد، وسيدي فؤاد، أنجال شيخنا الكرام، الذين كان لحضورهم وقع خاص، حيث أضفوا مزيدًا من البركة والأنوار على هذا اللقاء المبارك. ولا يفوتنا ذكر سيدي محمد، الذي يسهر ليل نهار على صحة شيخنا الحبيب، سيدي جمال، بارك الله في عمره ومتّعه بموفور الصحة والعافية. ونسأل الله، ببركة هذه الليلة المباركة، أن يحقق لسيدي محمد كل ما يتمناه في أهله وأبنائه، وأن يحفظ لنا شيخنا العزيز، ويطيل في عمره، لتظل أنواره وبركاته منارة يستضيء بها السالكون في طريق الفقراء.
إرسال تعليق