الأمن القومي للأوطان "خط أحمر".. "الوعي" سلاحنا في مواجهة الشائعات

صفحيو مصر والمغرب.. في لقاءين على أرض المملكة:

عبدالكبير إخشيشن: مواقفنا واحدة مع نقابة الصحفيين المصريين

د. عبداللطيف أبو صفية: مواكبة الاستراتيجيات التنموية.. مرونة إعلامية

رسالة المغرب: مصطفى ياسين

أجمع خبراء الصحافة والإعلام المصريين والمغاربة على أن حماية الأمن القومي للأوطان من الثوابت الراسخة التي لا حِياد عنها في العمل الصحفي والإعلامي، باعتبار أن الأمن القومي هو "خط أحمر" لا يمكن التهاون فيه تحت أي ظرف من الظروف، مؤكِّدين أنه لا حديث عن الحرية إذا تعرّضت الأوطان للمخاطِر، مُستنكرين تصدير الغرب لنا مفاهيم ومصطلحات قد تتعارض مع المصلحة العامة للأوطان، في حين أنهم أول من يخالفونها لتحقيق مصالحهم!

وطالبوا كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومنسوبيها، بالحفاظ على الثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية التي تتميّز بها أوطاننا ومجتمعاتنا، مُتسلِّحين بـ"سلاح الوعي" في مواجهة الأجيال الجديدة من حروب الشائعات وبثّ الفتن وتمزيق الأمم والمجتمعات.

جاء ذلك في لقاءين صحفيَّيْن حضرهما الوفد الصحفي المصري الذي يزور المملكة المغربية حاليا، الأول بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث تم تكريم الوفد المصري بتسليمه دروع التكريم وشهادات التقدير على جهوده في تغطية الأنشطة المغربية المختلفة طوال فترة الزيارة، والثاني بالمعهد العالي للإعلام والاتصال.

عُمْق الروابط

حيث أكد عبدالكبير إخْشِيْشَن- رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية- عُمْقُ العلاقات والروابط المهنية بين الصحفيين فى البلدين، مشيرا إلى دعم نقابتهم المستمر لمواقف نقابة الصحفيين المصريين، خاصة فى القضايا الإقليمية والعربية ذات الاهتمام المشترك.

وقال إخْشِيشَن: إن النقابة المغربية خاضت معارك عديدة، وعملت على تطوير برنامج مع الحكومة يهدف إلى توفير حد أدنى لأجور الصحفيين يصل إلى 600 دولار، مع تحديد مجموعة من الشروط، أبرزها توفير مشروع للعلاج وشقق سكنية للصحفيين. 

وأعلن أن النقابة بصدد تعديل القوانين المتعلقة بالصحافة والنشر، بما فى ذلك عقود المهنة وأخلاقيات العمل، بهدف تحقيق تنظيم ذاتى للمهنة. لافتا إلى أن النقابة عقدت على مدار عام ونصف عدة لقاءات مع الشركة الوطنية للإذاعة والتليفزيون لمراجعة ثلاثة قوانين أساسية تتعلق بحرية التعبير، وأن النقابة العامة لديها 16 فرعا منتشرا بأنحاء المملكة، وأنها تحرص على تعزيز التعاون المهنى بين النقابات الصحفية فى البلدين، والعمل على تحسين أوضاع الصحفيين وحماية حقوقهم.

استراتيجية مُوحَّدة

من جانبه أكد الزميل مصطفى ياسين، مدير تحرير جريدة عقيدتى بدار الجمهورية، أن نقابتي الصحفيين بمصر والمغرب لديهما ركيزة بل استراتيجية وطنية واحدة تتمثَّل في الدفاع عن الأمن القومي للبلدين باعتباره "خط أحمر" لا يُسمح بالاقتراب منه، فضلاً عن المساس به، مشيراً إلى أن نقابة الصحفيين المصريين لها تاريخ عريق من الكفاح والنضال في القضايا الوطنية، وأيضا الدفاع عن حقوق ومكتسبات القوانين والتشريعات الخاصة بحُرِّيَّة التعبير عن الرأي، سواء لأعضائها أو أي مواطن طالما لم تتجاوز "الخط الأحمر" المُتَّفَق عليه وطنياً أو حتى عَقَدِيًّا وأخلاقيا، ورغم تعاقب نُقباء ومجالس أعضاء قد يكونوا مختلفين سياسياً أو أيديولوجيا إلا أنهم جميعاً لم يختلفوا حول ركائز الأمن القومي وحقوق حرية التعبير عن الرأي، وكانت الغَلَبَة دائما لصالح كفَّة الحريات النقابية، وحقوق الأعضاء، بل إن جميع المجالس والنقباء يتنافسون في تقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة لتذليل أية عقبات أمام الأعضاء لأداء مهامهم الوطنية ورسالتهم الإنسانية المتمثِّلة في الخبر الصادق والحقيقة المجرَّدة، بعيدا عن أي إثارة للفتنة والفُرقة بين أفراد المجتمع.

تابع: وقد حَفَرت بل نَقَشَت نقابة الصحفيين المصريين تاريخها النضالي المُدافِع عن حقوق الإنسان والحريات العامة، حتى صارت نبراسا ورائدة ونموذجا يُحتذى لأقرانها من النقابات والكيانات الصحفية والإعلامية الأخرى في العالم العربي والأفريقي عامة.

ودعا الزميل "ياسين" إلى ضرورة إقامة علاقات التعاون فيما بين نقابات الصحفيين في العالم العربي والأفريقي، سواء من خلال الاتحاد العام للصحفيين العرب أو الأفارقة، ووجوب الالتزام بمواثيق وقيم الممارسة الصحفية والإعلامية آلتي تحافظ على وحدة واستقرار الأوطان، خاصة في ظل التحديات والمخاطر التي تُحاك لأوطاننا، لافتاً إلى نجاح المملكة المغربية في تنظيم بطولتي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم نهاية هذا العام، وكأس العالم لكرة القدم 2030 وضرورة استثمار هذا الحدث الرياضي العالمي في ترسيخ العلاقات العربية- العربية، العربية- الأفريقية، وبما يخدم نشر قيم ومفاهيم التسامح والمحبَّة، وليس الكُرْه والحِقد والضغينة بين الشعوب، فـ(الكُرَةُ مُحَبَّةٌ لا كُرْهٌ، روحٌ رياضيةٌ لا تعصبيّة).

تعزيز الشراكات

من جهته، أكد د. عبداللطيف بن صفية- مدير المعهد العالى للإعلام والاتصال- أن المعهد يسعى لتعزيز الشراكة والتعاون مع مؤسسات التعليم المصرية المتخصصة فى الإعلام والاتصال فى مجالات التكوين والبحث.

وأشار- خلال استقباله لوفد الصحفيين المصريين- إلى أن المعهد تربطه شراكات مع العديد من الدول العربية منها ما أخذ طابعا مؤسساتيا من خلال التوقيع على اتفاقيات شراكة وتعاون مثل تونس والبحرين وموريتانيا وغيرها، ومنها ما هو فى طور الإعداد، موضحا أن التعاون مع مؤسسات التكوين فى الصحافة والتواصل المصرية قائم منذ سنوات، معربًا، عن رغبته فى الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى أعلى من خلال توقيع اتفاقيات للتعاون والشراكة.

وذكر "د. بن صفية"، أن المعهد العالى للإعلام والاتصال يعتبر المؤسسة الجامعية العمومية الوحيدة المتخصصة فى التعليم لمهن الصحافة والتواصل فى المغرب، مشيرًا إلى أن المؤسسة التى توفِّر تكوينات بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) فى سِلْك الإجازة (بكالوريوس) وسلك الماستر (ماجستير) وسلك الدكتوراه فى مجالى الصحافة والتواصل.

أضاف: المعهد الذى تميَّز كمؤسسة أكاديمية رائدة فى مجال تخصصه والخبرة التى اكتسبها خلال 56 عاما من تاريخ إنشائه حقق نجاحا باهرا، يرجع بالأساس إلى هيئته التدريسية المكوَّنة من عدد كبير من خريجيه، إضافة إلى سُمْعته بين المتخصصين فى مجال الإعلام، والتزامه الجاد كشريك فاعل فى عدة مشاريع أكاديمية واجتماعية وثقافية.

تابع: إن المعهد يواكب البرامج والاستراتيجيات التنموية التى تطلقها الدولة، بما فى ذلك مواكبته لتنظيم كأس أفريقيا أواخر هذا العام، وكأس العالم 2030 فى المغرب بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال، من خلال إطلاق ماستر متخصص فى الصحافة الرياضية، إضافة إلى إدراج وحدات للتكوين تمكِّن الطلبة من فهم هذه الاستراتيجيات والمشاريع البنيوية التى تطلقها المملكة إلى جانب القضايا الكبرى.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم