قرآن صامت!

الداعية م. عبير أنور 

قيل: الكون قرآن صامت. والقرآن كون ناطق. والرسول صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي على الأرض. وبهم جميعا نعرف الله بذاته وصفاته. وكلما زاد علم المؤمن كلما أتسع مضمون كلمة "الله" في نفسه "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " لأن علمهم بقدرة الله أورثتهم الخشية منه عز وجل ،وكذلك تفكر المؤمن في الآيات الكونية من أوسع أبواب الدخول على الله ،فالكون له وظيفتان كبيرتان؛ الوظيفة الأولى: أن يكون الكون وسيلةً لمعرفة الله، والوظيفة الثانية: أن تنتفع به في الدنيا، فلو تأمل المؤمن آيات الله في نفسه وفي الكائنات من حوله لعرف الله وأتقاه "وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ". فها هي البعوضة التي تملك معمل تحاليل ومعملا لتمييع الدم ولها ثلاثة قلوب ،هل قرأت عن حياة النحل والنظام الاجتماعي الكامل في مملكة النحل وحدث ولا حرج عن عجائب عالم البحار والذي يحوي مليون نوع من الأسماك منها أسماك تعيش في قعر المحيطات لها أرجل تمشي، أسماك تعطي ومضة كهربائيَّة تقتل مَن أمامها، أسماك عندها مصابيح كهربائيَّة تتألَّق فترى طريقها، ونوع آخر كالقنفد، فالبحر همزة وصل تمخر به البواخر كالجبال، هل تعلم أن المحيط المتجمد يتجمد فيه سطح الماء فقط ومن تحته بحر دافيء صالح لمعيشة الأسماك؟! سبب ذلك أن الماء يخالف كل المواد التي يعلو فيها الجزء الساخن على البقية الباردة ولكن الماء يقدره الله يدفع الجزء البارد إلى السطح.

خلق الله الإنسان، وأعطاه عقلاً يكشف خصائص المخلوقات ويسخرها لينتفع بها وليعرف من هو القادر العزيز الحكيم أي أن لهذا الكون تسخيرين؛ تسخير تعريفٍ لأسمائه الحُسنى، وتسخير تكريمٍ للإنسان، فعقيدة أنه لا إله إلا الله، ليست كلمة تقال بل هي حال قلب مُوحد ترك الوجوه كلها وقصد وجها واحدا ليكفيه كل الوجوهً، هذا الحال وهذا القلب يصنعه التأمل والتفكر في عظمة خلق الله.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم