طيب القول.. بقلم: مصطفى ياسين
شهد العالَمُ كلُّه الحشود البشرية- لمجموعات قليلة مُمثِّلة
للشعب المصري- أمام معبَر رَفَح، للتعبير عن تماسُك الجبهة الداخلية خَلْف قيادتنا
الحكيمة برئاسة السيد عبدالفتاح السيسي- رئيس الجمهورية- الذي واجه هذا المخطّط
الصهيوني الخبيث حتى قبل تولّيّه مسئولية الحُكم، حينما كان وزيرا للدفاع وتصدَّى
لمخطّط السيطرة على الأرض المصرية من قِبَلِ الأعداء وأعوانهم من بني جِلْدَتنا
للأسف الشديد! فكان قرارُه بمنع التعامُل مُطْلَقًا على المنطقة العازلة فيما بين
الحدود المصرية والفلسطينية، ولمسافة 5 كيلو مترات.
هذه الحشود ليست سوى نموذج وصورة مصغَّرة جدا من الشعب
المصري العظيم للتعبير عن الموقف الوطني- وأُأَكِّد "للتعبير فقط"- أما
إذا أراد الآخرُ أن يُجَرِّب عمليًا الموقف الشعبي العام فـ"ليُقَرِّب"
لـ"يَجِدَ" هذه الحشود في عُقْرِ دارِه بل عُقْرِ دار أشقّائنا التي احْتُلَّت
في غفوة من الزمن، ولكن مصيرها الاستقلال والعودة إلى الأصل عاجلاً أم آجلا.
واليوم إذ يُجدِّد الرئيس السيسي وقفته الوطنية القومية
العربية الإسلامية، برفضه المخطّط الصهيوني لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتوزيعهم
وتشْتيتهم على دول الجوار والعالم، فهو بذلك يحافظ على القضية الفلسطينية من
الانتهاء إلى الأبد بـ"تفْريق" أبنائها على العالم وضياع حقّ العودة.
وكذا رفضُه فتح أرض سيناء الحبيبة لتكون ملاذًا وملجأً
لأيّ شخص غير مصري، مهما كانت مكانته وقُرْبُه منّا، فنحن نُرحِّب بجميع الأشقاء
في العروبة والإسلام والإنسانية، لكن كـ"ضُيوف"، مُعَزَّزِين مُكَرَّمين،
في حالات الطوارئ والضرورة الإنسانية، وليسوا كـ"مُسْتَوْطِنين" لأرض
المحروسة التي هي ليست للبيع أو التنازل أو المساومة.
ولن يقبلَ أيُّ مصري ذلك مهما كانت الأسباب والظروف أو
حتى الضغوط، فهذه هي أرضنا التي ضحَّى آباؤنا وأجدادُنا بأرواحهم ودمائهم وكلّ ما
يملكون من غالٍ ونفيسٍ للحفاظ عليها ونقْلِها لنا حُرَّة مستقِلَّة خالصة للمصريين
دون غيرهم.
والحمد لله أن تعلَّمنا نحن الأجيال الجديدة دروس وعِبَر
التاريخ، فانطلقت سواعد البناء والتعمير تنشر التنمية في كلّ شِبْرٍ من الأرض
المبارَكة، لإقامة حياة كاملة دائمة لا تَدَع أيّ فرصة لذوي الفِكر الاستيطاني
بـ"تَخَيُّل" العيش في أرض الفيروز. وقد أثبتت أحداث التاريخ أن
المصريين لا يفرِّطون أبدا في أرضهم وعِرْضِهم.
وأعتقد أن الساعات القليلة التي أعقبت الاحتشاد الشعبي
أمام معبَر رفح، شهدت تغيُّرا جذريًّا في رؤى أصحاب تلك التُرَّاهَات فلم يعودوا
يكرِّرونها، حينما استشعروا خطورة تبعاتِها عليهم قبل غيرهم.
ومع هذا فيجب علينا ألا نستكين ونأمن لمثل أولئك النَهَّابين
المُحتالِين المُحْتَلِّين، فإن شرورَهم لا ولن تنتهي، إنما هي هُدْنة أو مَكْر
الثعالب التي تتحيَّن الفُرَص للانقضاض على فريستها!
فليكن اصطفافُنا وتجمُّعنا على قلبِ رجلٍّ واحدٍ، دائما
وأبدا، فالأعداء كُثُرٌ، ومخطّطاتهم الخبيثة لا تنتهي.
حفظ الله مصر وشعبها وأرضها من كلّ مكْروهٍ وسوءٍ.
إرسال تعليق