متى يفيق العالم؟!

طيب القول.. بقلم مصطفى ياسين

حرب الإبادة التي ترتكبها عصابات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مدار العقود السبعة الماضية، لم تحظ بالاهتمام العالمى مثلما حدث فى أبشع وأحدث صورها منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، لعدة أسباب لعل أبرزها وأهمها تطور وسائل الإعلام والتواصل المختلفة التي أسقطت كل أقنعة الزيف والإضلال والتغييب التى كانت تمارس سابقا.

لقد وصلت جرائم الإبادة الجماعية إلى الحد الذي دفع بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، للدعوة إلى التحقيق بشأن الإبادة الجماعية فى غزة، وذلك بحسب ما جاء في مقتطفات نُشرتها صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، الأحد الماضي من كتاب جديد يصدر خلال أيام.

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هذه هي المرة الأولى التي يحث فيها البابا فرنسيس علنا على إجراء تحقيق في مزاعم الإبادة الجماعية بشأن أفعال إسرائيل في قطاع غزة، وهو الذى سبق وأن قال في سبتمبر الماضي (إن هجمات إسرائيل في غزة ولبنان كانت غير أخلاقية وغير متناسبة، وأن جيشها تجاوز قواعد الحرب).

وبالطبع فإن بابا الفاتيكان يعتبر أكبر شخصية دينية في العالم المسيحى، والجميع يتلقف كلمته وينتظرها بشوق وتلهف، وإن كانت الشعوب جميعها تدرك هذه الحقيقة المؤلمة، إلا من رحم ربى وهم الذين غيبتهم الضلالات الصهيونية أو الأطماع البهيمية.

ولطالما نبه وحذر ايضا أكبر شخصية دينية في العالم الإسلامي وهو فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب، من هذا الوضع المزرى والمأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون.

وقد أجمع كل القادة والزعماء والرؤساء العرب والمسلمين في اجتماع قمتهم الطارئة بالرياض السعودية الأسبوع الماضي، على ضرورة وقف حرب الإبادة هذه.

واتفق معهم معظم قادة وشعوب العالم المختلفة، من كل الفئات والطبقات، وقد وقع آلاف المفكرين والعلماء العالميين، بعضهم حائز على جوائز عالمية، رسالة تنادى بمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية، ومن بين أبرز الذين وقعوا على الرسالة، بيرسيفال إيفرت، سالي روني، كافيه أكبر، راشيل كوشنر، جومبا لاهيري، جوستين توريس، فيت ثانه نجوين، آني إرنو، إلى جانب أكثر من 2700 شخص آخر، بما في ذلك أيضًا الناشرون والوكلاء الأدبيون والمهرجانات الأدبية، (بحسب ما ذكر موقع نيويورك تايمز).

بل إن أمين عام منظمة الأمم المتحدة جوتيريش، عجز بنفسه عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الحدود حينما منعته عصابات الاحتلال الإسرائيلي وهو موجود فى رفح المصرية!

إذن، العالم كله يسعى لوقف المجازر والإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لكن شرذمة وطغمة قليلة فاسدة مجرمة تصر على غيها وضلالها، وللأسف الشديد لا يستطيع العالم بمن فيه من حكماء وراشدين، يقفون عاجزين عن فعل شئ!

فأى دين أو عقيدة أو فلسفة أو منطق، يتبعه أولئك المجرمين الذين تجاوزوا الجرائم النازية، التى يتباكون منها، و"يستحلبون" الشعوب باسمها؟!

إنها قمة المأساة المميتة، أن يقف العالم كله مكتوف الأيدى، معصوب الأعين، وقلة صهيونية نازية تقوده نحو الهاوية! فمتى يفيق العالم وينقذ نفسه بما تبقى له من وصف الإنسانية، إن كانت مازالت فيها بقية؟!

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم