حصلت محافظة العلا – الموجودة شمال غرب المملكة العربية السعودية - على اعتمادها كأولى مواقع السماء المظلمة في المملكة ودول الخليج، تقديراً لجهودها المستمرة في الحفاظ على صفاء سمائها الليلية، حيث تُعدّ بين أفضل 5% من المواقع ذات السماء المظلمة في العالم الملائمة لتأمل النجوم والسياحة الفلكية.
ويؤكّد الحصول على هذه الشهادة المرموقة من منظمة دارك سكاي العالمية وهي المنظمة الدولية المعنية للحد من التلوث الضوئي في المناطق الريفية والحضرية، التزام العلا بتقليل التلوث الضوئي وحماية البيئة الليلية، وضمان بقاء سمائها الخلابة صافية لعشاق مراقبة النجوم.
وتتيح العلا لزوارها، بفضل ما تتمتع به من مساحاتٍ مفتوحة شاسعة وظروفها المناخية المثالية الاستمتاع بتجربة غامرة في عالم مشاهدة النجوم والتأمل في روائع السماء، مع استحضار التراث القديم للملاحة السماوية الذي استُخدِمَ لإرشاد المسافرين عبر الصحراء في القديم.
وتستقطب سماء العلا عشّاق النجوم والسياحة الفلكية ومحبي استكشاف الفضاء للإبحار في تجربةٍ فلكيةٍ لا مثيل لها وسط التضاريس الصحراوية الخلابة في شمال غرب الجزيرة العربية. وبفضل موقعها الهادئ بعيداً عن التلوث الضوئي، تنبض سماء العلا ليلاً بالحياة، حيث تتلألأ النجوم في عتمةٍ حالكة السواد، كاشفة عن لوحة كونية مذهلة لا متناهية.
ويمكن لزوار العلا الاستمتاع بمشاهدة النجوم التي تظهر بالعين المجردة متلألئة في السماء؛ أو استكشاف أسرارها باستخدام التلسكوبات، حيث تتكشف مجرات بأكملها بوضوح يخطف الأنفاس. وتقدم العلا الموقع المثالي لهذه الرحلة الفلكية، لتفتح الأبواب أمام فصل جديد من استكشاف الفضاء.
نقدّم فيما يلي للزوار الذين يرغبون في استكشاف سماء العلا الصافية أفضل خمس مواقع لرصد النجوم والاستمتاع بتجربةٍ لا مثيل لها.
1. صخور الرقّاصات: اكتسبت هذه التكوينات الصخرية اسمها المميّز بعد أن نحتتها عوامل الطبيعة المختلفة، لتبدو وكأنّها تتمايل في انسجام ساحر في قلب وادي "الرقّاصات" تحت السماء المرصعة بالنجوم. ويساهم بعد المنطقة عن أضواء المدينة وانعدام التلوث الضوئي فيها بتألق النجوم بلمعان مذهل، مما يتيح الاستمتاع بمشهدٍ سماوي لا مثيل له.
2. تبعد الغراميل حوالي ساعة بالسيارة عن وسط العلا، وتتميز بأعمدة حجرية شاهقة بأشكال فريدة تعانق السماء في مشهدٍ صحراوي استثنائي يزداد سحره مع حلول الظلام. ويمكن الاستمتاع بتأمل النجوم التي تتلألأ في سماء الغراميل حالكة السواد، وسط التشكيلات الصخرية المذهلة. ويمكن للمسافرين الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الرحلات والمغامرات لاستكشاف هذه التكوينات الطبيعية الفريدة، حيث تترصّع السماء المظلمة بالنجوم المتلألئة.
3. وادي عشار: يتميز الملاذ الصحراوي الساحر بتكويناته الصخرية المذهلة التي تحيط بعدد من المنتجعات العالمية، ليوفّر تجربةً فاخرة لتأمل النجوم تحت السماء الصافية. ويمكن للضيوف في منتجعي بانيان تري العلا وأوَر هابيتاس العلا الاستمتاع بإقامة هادئة بين أحضان الطبيعة ومراقبة السماء المرصّعة بالنجوم، حيث تظهر جليّةً بفضل موقع الوادي البعيد عن التلوث الضوئي وسط أجمل التشكيلات الطبيعية.
4. تُعتبر صخرة القوس، المعروفة أيضاً بصخرة قوس قزح، وجهةً استثنائيةً لتأمل النجوم ومن أشهر معالم العلا لالتقاط صور مذهلة للسماء الصافية وسط التكوينات الصخرية المذهلة. ويوفر هيكل الصخرة الذي نحتته عوامل الزمن والطبيعة خلفيةً مثالية لمراقبة النجوم التي تزيّن سماء الليل حالكة السواد، ومقصداً لمحبي علم الفلك ومصوري النجوم المحترفين.
5. تتميز الحِجر، أحد أشهر المواقع التاريخية في العلا و المدرجة في مواقع التراث العالمي لليونسكو، بموقعها المميز لرصد نجوم السماء الصافية. فبالإضافة إلى كونها نافذةً استثنائيةً على الماضي العريق، يُعدّ التلّ المطل على مقبرة لحيان بن كوزا، مكاناً مثالياً لتأمل النجوم. وبذلك يروي هذا المعلم خلال النهار قصة الحضارة النبطية التي ازدهرت في العلا، ويتحوّل في الليل إلى ملاذ لمحبي مراقبة السماء، حيث يوفر مشاهد ليلية ساحرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست سوى بعض من أفضل مواقع مراقبة النجوم تحت سماء العلا الهادئة. ويمكن للزوّار أن يحظوا بتجارب مميزة من رصد السماء الصافية وتأمل النجوم اللامعة في مختلف أنحاء العلا، بينما يستمتعون بالتنوع الغني الذي تقدمه المنطقة، بدءاً من مرافق الضيافة العالمية وفق أعلى معايير الرفاهية، وصولاً إلى الفعاليات الفنية والثقافية والموسيقية.
إرسال تعليق