الأذربيجانيون يحبون "أم الدنيا".. ويسمون أبناءهم بـ"مصر والقاهرة"


"د. سيمور نصيروف" في نقابة الصحفيين:

أكد د. سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر وعضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن لديه شعبية كبيرة في مصر ومعروف جدًا لدى الصحافة المصرية بالأعمال الثقافية والعلمية والاجتماعية التي يقوم بها ويقدمها للمجتمع المصري.

وأشار إلى عمق العلاقات التاريخية والثقافية والعلمية بين البلدين، ذاكراً أن العالم الجليل ابن الفقيه الهمداني قد ذكر في كتابه "البلدان"، "لما فتحت أذربيجان انتقلت إليها القبائل المصرية والشامية"، ومن ذلك الوقت إلى يومنا هذا تكاد لا تجد محافظة في أذربيجان إلا بها قرى باسم العرب، مثل (عرب لَر، حاجي عرب) وغيرها من القرى، والشعب الأذربيجاني يكن لمصر حبًا شديدًا حتى وصلوا في حبهم إلى درجة أنهم يسمون أبناءهم بـ"مصر"، ووزير التعليم العالي الاذربيجاني لمدة 13 عامًا كان اسمه "مصر"، وهناك عدد من الأذربيجانيين سمو ابناءهم "مصر أو القاهرة"، وحتى في الأدب الأذربيجاني هناك قصة مشهورة يعرفها كل الشعب الأذربيجاني ودول وسط آسيا تسمى (ملحمة كور أوغلو) وفي القصة والد بطل القصة يصنع لابنه سيفًا من جرم سماوي الذي لا يقهر حامله، وعند تسليمه السيف لابنه - بطل القصة- يسأل والده: أي اسم نسمي هذا السيف؟ فيقول والد بطل القصة: يا بني نسميه سيفًا مصريًا، وإظهار الصورة الإيجابية، في الأدب الأذربيجاني خير دليل على مكانة الشعب المصري عند الأذربيجانيين واحترامهم وتقديرهم وحبهم للشعب المصري، والأذربيجانيون دائمًا عبر التاريخ كانوا على استعداد تام للوقوف بجانب مصر في أي ظرف، وخير دليل ما قامت به أسرة الأيوبيين في دفاعهم عن مصر، يقول ابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان): "أجمع المؤرخون جميعًا أن اسرة الأيوبيين وصلاح الدين الأيوبي واسطة العقد بينهم جميعهم من بلدة دُوين في أذربيجان".

وهناك عدد كبير من الأذربيجانيين تولوا مناصب كبيرة في مصر والدول العربية، وعلى سبيل المثال فتح الله ابن نفيس رئيس أطباء مصر، أفضل الدين الخونجي قاضي قضاة مصر، وهناك شخصية مشهورة أيضًا وهو شيخ المبتهلين السيد نقشبندي، فقد أكد حفيده سيد شحاته أن جده أخبر اسرته جميعًا أن جده جاء من أذربيجان للدراسة في الأزهر ثم تزوج في مصر وعاش فيها، ومن خلال ذلك ندرك عمق العلاقات قديمًا وحديثًا بين الشعبين.

أوضح د. نصيروف، خلال الندوة التي نظمتها لجنة الشؤن الخارجية والعربية بنقابة الصحفيين تحت عنوان "مصر وأذربيجان- آفاق التعاون وقمة المناخ المقبلة"، وحضرها السفير الأذربيجاني د. إلخان بولوخوف، وأدارها الكاتب الصحفي حسين الزناتي رئيس لجنة الشؤن الخارجية بالنقابة، أنه من خلال رئاسته لجمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية يقوم بأنشطة علمية وثقافية واجتماعية متنوعة لخدمة المجتمع المصري، والتي تساهم في توطيد العلاقات بين الشعبين.

والجدير بالذكر أن جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية تقوم بخدمة أكثر من 57 جنسية مختلفة من طلاب وطالبات العلم من بينهم الطلبة المصريين من عدة محافظات مختلفة.

ويدرس بالجمعية حاليا أكثر من 600 طالب وطالبة العلوم والفنون المختلفة والتي على رأسها القرآن الكريم بتجويده وقراءاته العشر المتواترة الصغرى والكبرى بسند متصل إلى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة ومنطق. وكذلك بعض اللغات الأخرى مثل الأذربيجانية، والإنجليزية كتابة وقراءة وتحدثا.

ومن الفنون فن الخط العربي بأنواعه المختلفة على مر العصور، وفن الزخرفة الإسلامية بشقيها النباتي والهندسي وكذلك فن السجاد اليدوي وفن المقامات الصوتية وكل ذلك مجانا بدون مقابل.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم