الداعية م. عبير انور
في رحاب انتصارات أكتوبر ١٩٧٣ نستخلص الدروس ،دروس يحيا بها الإنسان وتقيله من عثراته، فكما عبر جنودنا البواسل خط بارليف، يقابل كل منا في حياته حاجزا، عليه أن يعبَره، فإذا نظر إلى تجربة النصر فيجد أن الإيمان بالقضية واليقين بالنصر من أهم المحفزات على العمل.
ثم تأتي الحركة على الأرض من تخطيط وتدريب وتوعية وقبل كل ذلك توفيق الله عز وجل وملازمة الصبر والرباط، كلها عوامل أدت إلى النصر في الجبهه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وأيضا تجعل النصر حليف كل من وفر لنفسه هذه العوامل.
خضنا الحرب من أجل السلام لأن بيئة السلام هي أنسب البيئات للعمل والتطوير، وكذلك محاربة الظروف والعمل المتواصل يحسن من جودة الحياة وبناء الإنسان وزيادة وعيه.
تمسك الإنسان بحلمة يشبه تمسك الجندي بأرضه، فالقرآن يبين أن الخروج من الأرض عقوبة "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا"، كذلك التنازل عن الحلم ضياع حتى وان زادت العثرات فالهزيمة لا تعني الفشل. إذا أعدنا المحاولة فالفشل فقط في الاستسلام، ورأينا هذا في هزيمة ١٩٦٧ فقد سقط يومها جزء من الأرض ولكن لم تسقط العزيمة ولا الإرادة، فاستطعنا النصر ثانية.
وأما القيادة المصرية، التي تتسم بالحنكة، والقدرة على المراوغة فتمثل في رحلتك العلم والوعي والاستفادة من الخبرات "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".
إرسال تعليق