يراقب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بقلق شديد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في ولايتي تورينغن وساكسونيا، والتي أظهرت تصاعدا ملحوظا لليمين المتطرف، والتيارات الشعبوية. فهذه التطورات لا تهدد تماسك المجتمع الألماني فحسب، وإنما تهدد أيضا قيم الديمقراطية، والتعددية، والتسامح التي تشكل جوهر هذا البلد. والمجلس الأعلى يقف في هذا الشأن بحزم إلى جانب كل القوى الديمقراطية التي تسعى إلى بناء مجتمع منفتح، شامل، ومسالم.
قال عبدالصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا: إن نتائج الانتخابات في تورينغن، وساكسونيا لم تأت من فراغ، وإنما كانت نتيجة للخطاب العنصري الذي يتبناه حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD). وحتى إذا كانت العديد من الأحزاب الديمقراطية قد أكدت مرارا رغبتها في بناء جدار منيع يفصلها عن حزب البديل، إلا أنها حرصت في الوقت ذاته - بقصد او بدون قصد - على تبني بعض من خطابه العنصري، مما أدى في نهاية المطاف إلى تقديم دعم مجاني له.
وفي سياق مشابه أبدى المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا استياءه الشديد من نشر وزارة الداخلية في ولاية بافاريا على نحو غير مسبوق فيديو يحمل صبغة عنصرية أثار مخاوف، وانتقادات كثيرة، حاولت الوزارة أن تسلط فيه الضوء على ما أطلقت عليه "فخ السلفية"، ولكن بأسلوب بذيء ذكر بأحلك فترات التاريخ الألماني الحديث. وبدلا من توعية المواطنين بشكل مناسب حول الأخطار الحقيقية للتطرف، والمساهمة في حوار بناء حول هذه المسألة، جاء فيديو وزارة الداخلية البافارية ليكرس الصورة النمطية حول المتدينين، ويوحي بأن المسلمين بطبعهم ميّالون إلى الغلو، والتطرف، ليعزز بالتالي الانقسام في المجتمع، بدلا من بناء الجسور، والمساهمة في الاندماج الايجابي، وتعزيز المواطنة.
وأعرب عبدالصمد اليزيدي، عن ارتياحه لانتصار صوت العقل، والحكمة في المجتمع ما دفع وزارة الداخلية في ولاية بافاريا إلى حذف الفيديو من حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ظل الأوضاع الراهنة فإنه من الأهمية بمكان الحرص كل الحرص على التواصل بمسؤولية، والعمل على نحو يعزز من تماسك المجتمع الألماني بدلا من تعريضه للخطر، والمساهمة في انقسامه. لذا، فإن المجلس الأعلى للمسلمين يدعو جميع الفاعلين السياسيين، والمجتمع المدني إلى الوقوف ضد كل أشكال التحريض والتطرف - سواء كان دينيًا أو سياسيًا - والعمل معا من أجل مستقبل سلمي وعادل.
إرسال تعليق