"بداية جديدة" والميتافيرس.. التكنولوجيا في خدمة رسالة الإسلام الوسطية والتنمية البشرية

 

د. هشام خلف الله.. مسئول الذكاء الاصطناعى برابطة الجامعات الإسلامية:
تعزيز قيم المواطنة والسلام ضمن مبادرة الرئيس لبناء الإنسان المصري

حوار: مصطفى ياسين

أكد د. هشام خلف الله- مسئول الذكاء الاصطناعى برابطة الجامعات الإسلامية- أن التكنولوجيا الحديثة يمكنها خدمة رسالة الإسلام الوسطية والتنمية البشرية، والمساهمة فى إنجاح وتنفيذ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة"، مشيرا إلى أن تسخير هذه التكنولوجيا ضمن مبادرة الرئيس يعد من باب تعزيز قيم المواطنة والسلام لبناء الإنسان المصري.

وفيما يلى نص الحوار الذى أجرى معه.

*كيف يمكن للميتافيرس أن يساهم في تحقيق أهداف مبادرة "بداية إنسان جديد"؟

**المبادرة الرئاسية "بداية إنسان جديد" تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتنمية القدرات البشرية من خلال التعليم والتكنولوجيا. من خلال الميتافيرس، يمكننا تقديم منصّات تعليمية تفاعلية تتيح للطلاب تطوير مهاراتهم بطريقة مبتكرة. يمكن للتكنولوجيا أن تكون حلقة وصل بين التعليم التقليدي والتعليم الرقمي، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية البشرية بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

المؤسسة الدينية والتكنولوجيا

*وكيف ترى دور المؤسسات الدينية مثل الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية في تبنّي التكنولوجيا الحديثة لدعم رسالتها؟

**المؤسسات الدينية مثل الأزهر الشريف تمتلك تاريخًا طويلاً في نشر الإسلام الوسطي وتعزيز قيم الاعتدال. تبنّي التكنولوجيا الحديثة، مثل الميتافيرس، يمكن أن يعزّز من دور هذه المؤسسات في الوصول إلى جمهور أوسع ونقل رسالة الإسلام المعتدل. على سبيل المثال، يمكن إنشاء منصات افتراضية حيث يتواصل العلماء مع طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم، وتقديم دروس وورش عمل تفاعلية في قضايا الفقه والعبادات.

التكنولوجيا والهوية

*كيف يمكن استخدام التكنولوجيا للحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الثقافية في ظل التحديات الرقمية؟

** التكنولوجيا إذا تم استخدامها بحكمة يمكن أن تكون وسيلة قوية للحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الثقافية. يمكن للتطبيقات التكنولوجية الحديثة مثل الواقع الافتراضي والميتافيرس أن توفّر بيئات تفاعلية تُعزّز من قيم الإسلام مثل التسامح والمواطنة. كما يمكن لهذه التكنولوجيا أن تقدّم محتوى دينيًا وثقافيًا يتناسب مع احتياجات الشباب، مما يسهم في تعزيز الفهم الصحيح للدين ومكافحة الأفكار المتطرّفة.

 

*وما هي أهم التطبيقات التكنولوجية التي يمكن استخدامها في التربية الإسلامية؟

** التطبيقات التكنولوجية المتوقّعة تشمل إنشاء مدارس افتراضية تقدّم دروسًا في الفقه والحديث، إلى جانب منصّات تعليم القرآن بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد على تحسين التلاوة والحفظ. يمكن أيضًا استخدام تطبيقات الواقع الافتراضي لتقديم محاكاة للرحلات الإسلامية التاريخية، مثل رحلة الحج والعُمرة، لتمكين الطلاب من تجربة هذه الرحلات افتراضيًا وفهم مناسكها بشكل أفضل.

دور الميتافيرس

*هل تعتقد أن الميتافيرس يمكن أن يلعب دورًا في بناء مجتمع إسلامي قائم على أسس التسامح والمواطنة؟

** بالطبع، الميتافيرس يمكن أن يكون وسيلة فعَّالة لتعزيز هذه القيم. من خلال توفير منصّات للحوار بين الثقافات المختلفة، يمكننا تعزيز التسامح والفهم المتبادل. التعليم الإسلامي من خلال هذه التقنيات يمكن أن يسهم في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء، ويقدّم نموذجًا متكاملاً للتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين.

*ما هو دور المؤسسات الإسلامية في استخدام التكنولوجيا لتعزيز السلام ومكافحة التطرف؟

** المؤسسات الإسلامية مثل الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في مكافحة التطرف من خلال استخدام التكنولوجيا لنشر رسالة الإسلام المعتدل. من خلال تقديم محتوى ديني موثوق عبر منصات رقمية مثل الميتافيرس، يمكننا الوصول إلى شريحة واسعة من الشباب وتقديم الإسلام كما هو: دين سلام وتسامح. التعليم الرقمي يوفر فرصة لمواجهة الأفكار المتطرفة بالمعرفة الصحيحة.

ميتالايف

*هل يمكن أن تعطينا نبذة عن مشروع MetaLife وكيف يساهم في تعزيز تكنولوجيا الميتافيرس في العالم العربي؟

**مشروع "MetaLife" هو مبادرة رائدة تهدف إلى تطوير تطبيقات الواقع الافتراضي والميتافيرس في العالم العربي، تأسس المشروع بهدف خلق بيئات رقمية تفاعلية تمكِّن المستخدمين من التعلّم والتفاعل بشكل أكثر فاعلية، وخاصة في مجالات مثل التعليم الإسلامي والثقافة والتدريب. نحن نسعى لتقديم حلول تكنولوجية تعزّز من قيمنا الإسلامية وتنشر السلام والمحبّة المجتمعية.

دعم التربية

*كيف ترى دور تكنولوجيا الميتافيرس في دعم التربية الإسلامية والتنشئة الصحيحة للإنسان المصري؟

** الميتافيرس لديه إمكانات هائلة لدعم التربية الإسلامية من خلال توفير بيئات تعليمية غامرة. يمكننا إنشاء مساحات افتراضية لتعليم القرآن والفقه والحديث بطريقة تفاعلية، مما يسهِّل على الطلاب من مختلف أنحاء العالم الوصول إلى التعليم الإسلامي الصحيح. هذا يعزّز من قيمة التنشئة الدينية ويغرس القيم الإسلامية في نفوس الأجيال الجديدة. التكنولوجيا الحديثة تمكّننا من تقديم محتوى تفاعلي يشجّع على التفكير النقدي والتواصل المباشر بين العلماء والطلاب.

القيم والمستقبل

*في الختام، كيف ترى مستقبل التكنولوجيا في دعم القيم الإسلامية؟

** التكنولوجيا هي أداة قوية يمكن أن تُستخدَم لتعزيز القيم الإسلامية ونشر رسالة السلام. من خلال تطوير تقنيات مثل الميتافيرس والواقع الافتراضي، يمكننا تقديم تجربة تعليمية شاملة تساعد على بناء جيل من الشباب المؤمن بقيم التسامح والتعايش. المستقبل الرقمي يوفّر لنا فرصة غير مسبوقة لتعزيز الهوية الإسلامية والحفاظ على تراثنا الديني.

ومن خلال هذا الحوار وإيماناً بأن التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الميتافيرس، تمثّل فرصة هائلة لتعزيز التربية الإسلامية وبناء مجتمع يقوم على التسامح والمحبّة. ومن خلال التعاون بين المؤسسات الدينية والتكنولوجية، يمكن تحقيق أهداف مبادرة "بداية إنسان جديد" وبناء مجتمع مصري قوي قائم على القيم الإسلامية والاعتدال وستقوم "عقيدتي" بنشر سلسلة من المقالات والحوارات الصحفية تتبنّى أهداف ورؤية مبادرة رئاسة الجمهورية للتنمية البشرية من خلال استخدام التكنولوجيا والحديث المتخصص عن أدوات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الحديثة لخدمة المجتمع المصري ودعم دور ومجهود المؤسسات الدينية في كافة المجالات.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم