صدر
حديثًا كتاب "الإنسانية قبل المعتقد" للكاتب الباكستاني المعاصر د. زاهد
منير عامر، حول فكر العلامة محمد إقبال الشاعر الباكستاني المعروف، والذي يتناول
فيه بعض القضايا المهمة على الساحة الدولية الآن مثل قضية فلسطين المحتلة.
وبسؤال
د. أحمد القاضي- الأستاذ بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر- الذي قام بترجمة
الكتاب عن اللغة الإنجليزية- قال: يضم الکتاب مقالات عدیدۃ حول موضوعات
مختلفة یوحّد بین شتیتھا فکرٌ أساسي؛ فمن قضیّة تأثیر التعلیم الإسلامي في النظام
التعلیمي المعاصر في "باکستان"، إلی الإسلام، والحرکة، والإبداع ، إلی
التعایش السِّلمي في نظر "إقبال"، إلی منبع القوّۃِ الدّافعة للحیاۃ،
وما إلی ذلک حتى نصل إلی مبرّرات فکرۃ تأسیس وطن مستقلّ ـــ باكستان ـــ لمُسلمي
جنوب آسیا.
أضاف:
لا نستطيع أن نغفل ذلك المقال الذي يحمل عنوان: فلسطين "صوتٌ غیر
مسموع"؛ والذي يتناول فيه قضیّة "فلسطین" الدامیة؛ حيث اعتبرها
"إقبال" "قضیّة إسلامیة خالصة"، وحَزن حزنًا شديدًا على تلك
المذبحة البشرية التي ارتكبتها الصھیونیّة ضدّ المسلمین في "فلسطین"،
وشهدها بأمِّ عينه.
ومن
الجدير بالذكر أن "إقبال" قد تنبّأ بوقوع الأحداث السياسية والعسكرية
القاسية التي تعانيها الأراضي المقدسة في الوقت الراهن، وضياع حقوق أهلها، وسلب
سيادتها حتى صارت بحق صوتًا غير مسموع.
ویری
د. القاضي أن فکر "إقبال" كلٌّ متكاملٌ، بالإضافة إلى كونه شاعر
الإسلام، وفیلسوفه الذي یدعو إلی وحدۃ المسلمین جميعًا تحت راية الإسلام، ونبذ
التمييز على أساس العِرق، أو اللون، أو اللغة، وأن عنوان الكتاب الذي اتخذه
المؤلف: "الإنسانیة قبل المُعتقَد"؛ يؤكد أنّ الإسلام یُمھّد الطریق
للإنسانیة، وأن "إقبال" يريد أن یبثّ هذه الروح في شعوب العالم کله؛ حيث
یُؤمن بأن الإنسانیة تکمن في تكريم الإنسان، واحترامه.
لقد
أنكر "إقبال" الصورة النمطية للإنسان المُنكسر العاجز أمام الكون، ويحرص
دومًا على نصحه أن يهتم بذاته، ويعترف بمكانته، ويدرك مواهبه التي ميَّزه الله
بها. حتى أن المفهوم الديني الذي قدَّمه عن الإسلام ليس بالمفهوم المتوارث؛ حيث
يرى أن الإسلام رسالة للبشرية لا حدود فيها للعِرق ولا للقومية، بل هو دين إنساني
في المقام الأول بكل مبادئه الأساسية لا فضل فيه لعربي على أعجمي، ولا أبيض على
أسود إلا بالتقوى، والتقوى هنا بمعناها الشامل التي تشمل كل وجوه الخير تجاه
الآخر.
إرسال تعليق