عزاء واجب

يتقدم الكاتب الصحفي مصطفى ياسين، بخالص العزاء والمواساة إلى الدبلوماسي السودانى، وليد بشير، فى وفاة المغفور له بإذن الله، السيد والده المعلم والقيادى المجتمعى

سيد محمد علي

وقد نعاه الصديق الدبلوماسي وليد بشير، للتو على صفحته الشخصية فيسبوك، قائلا: الحمد لله القائل:(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)

فقد إنتقل الي رحمة الله بالفجيرة بالامارات الوالد الكريم استاذ الاجيال والمُربي الفاضل سيد محمد علي يوم الاثنين المبارك وهو ذات اليوم الذي إنتقل فيه الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، إنتقل بعد صبره علي المرض دون جزع او خوف تاركاً خلفه إرثاً عظيما من محبة الناس ومسيرة حافلة بالعطاء والنجاح وقد احزننا وهزّنا رحيله وادمي القلوب والمُقل.

كنّا انا وأخوتي دوماً عندما تضيق بنا الدنيا نلتجئ إليه ونأخذ بمشورته ونتزوّد بدعواته التي كانت قوة الدفع لنجاحاتنا، كان يغمُرنا بمحبة لاتُضاهيها محبة ويغرس فينا مبادئ وقيم الخير وحب الناس واحترامهم،كان صديقاً واخاً وأباً، تعلمنا منه قولاً وفعلاً ان الأخلاص والصدق هما مفاتيح النجاح في كل شئ في الدراسة والعمل وحب الناس واحترامهم ومُلازمة المساكين، كما كان مُحباً لجيرانه في الحي متفقداً لاحوالهم صديقاً لكبيرهم وصغيرهم. كان رُكازة الاسرة وعبق حياتها لمختلف اجيالها كل شئ يبدأ وينتهي عنده، وكان مجلس الجمعة من كل إسبوع في معيته برلمان أُسري حر يُعمّق علاقات العائلة والبيت الكبير. 

إتخذ التعليم مسلكاً لمسيرته العملية فمنذ تخرجه مع الرعيل الاول من معهد بخت الرضا وضع اللبنات الاولي للتعليم بالسودان وصال جال في معظم مناطق السودان مُعلماً وموجهاً وساهم مع جيله في النهوض بالتعليم داخل السودان وخارجه عندما تم انتدابه ضمن البعثة التعليمية باليمن وحصد منه محبة اجيال واجيال،كما كانت مساهماته في مجال الرياضة كبيرة بدءاً بنادي الزهرة بالشجرة ورعايته لفريق الكرة الطائرة الي أن تقلد رئاسة الاتحاد العام للكرة الطائرة بولاية الخرطوم لسنوات، بجانب نشاطاته بمنطقة الشجرة اجتماعياً وثقافياً ورياضياً خدمةً لأهله ومنطقته فصار رمزاً من رموزها وعلماً من اعلامها ومعلماً من تاريخها المُعاصر ، وفوق كل ذلك اصبح اب الجميع ووالد الكل، يتشارك معنا في أُبّوته الكثيرون وكان يعزهم كما يعزنا ويحبهم بمثل مايحبنا، ولذلك عند رحيله الفاجع بكت عليه الشجرة والحماداب بيتاً بيتا وامتدت سرادق العزاء داخل السودان وخارجه الكل يُعزي الكل،فالفقد واحد والمُصاب جلل والفراق مؤلم.

 اعلمُ بأننا سنشتاق لذلك الصباح الذي يبدأ بوجه أبي، وصوت أبي وابتسامة أبي ودعواته ونظراته،وليس تنطعاً ان قلت واقسمت بأنه ما اكتمل أحد في عيني كما اكتمل أبي، ولذلك ستظل دموعنا في المُقل ووجعنا في القلوب لكن السنتُنا ستلهثُ بالدعوات الهادرة التي تشهد عليها ملائكة السماء..

 رحمك الله بقدر ما هزني وجع الحنين إليك، وغفر ذنبك وآنس وحشتك وجمعك بوالدتنا الحبيبة في جناته وجمعنا بكم عندها. وافرغ علينا صبرا وقوة وجبرا،،اللهم اغفر لوالدي الحبيب ما تقدم من ذنبه، وأنر قبره ووسع مرقده، واجعله يدخل جنتك من غير حساب.نسأل الله ان يجعل كل ماقدمه في مجال التعليم صدقةً جاريةً له وان يُنعم عليه بغفرانه ورحمته ويجعله في نعيمٍ مُقيم.وان يُكرمنا جميعا ببّرِ والدّينا احياءً واموات وصيتي لنفسي واخوتي واهلي وجميع محبيه بالدعوات الصادقة له فهي ترفعه في الدرجات العُلي وتمنحُنا الحسنات باذن الله..وإنا لله وإنا إليه راجعون.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم