الداعية م. عبير أنور
تُسيِّر الحياةُ معظمَ البشرِ في مسارها الإجباري فيولد الإنسان ويكبر فيدرس ثم يشب فيعمل ثم يتزوج وينجب ويُربي ويُزوج ثم يغادرها والبعض تستهلكهم تلك الحياة في واجباتها ومشاكلها فتأتي عليه لحظة المغادرة وهو صفر اليدين ربما لم يعص الله ولكن غفل عن الإعداد للقائه تقوقع داخل نفسه وحياته وغفل عن الوصل بالخالق والإحسان إلى خلقه، لذلك يرشدنا الله تعالى في محكم آياته إلى العمل للغد فيقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" فعلاقة الإنسان بعمره الفائت يجب أن تكون فقط علاقة خبرات ودروس مستفادة وكذلك توبة وإصلاح فيما عدا ذلك فهو منشغل بالغد القريب في الدنيا والغد البعيد في الآخرة وكلاهما وثيقا الصلة، فالدنيا مزرعة الآخرة ومن أحسن الغرس في أيامها أسعده الحصاد يوم لقاء الله٠ في الحياة الدنيا نحن بحاجة دائمة لغار حراء وغار ثور، غار حراء لنتفكر ونقصد وننوي وغار ثور لنعتصم بالله ونحتمي به وندعوه ثم ننطلق للسعي والعمل بما يرضي الله، فالله لا يقبل إلا عملًا صوابا خالصاً لوجهه الكريم، فبعض الأعمال تبدو صالحة ولكن غير مقبولة لأن القصد من ورائها كان نفعاً أو شهرة أو مكانة دنيوية أولئك الذين ذكرهم الله في كتابه حين قال: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" فلنعمل في الممر لننعم في المستقر.
إرسال تعليق