بقلم الداعية م. عبير أنور
أشارككم اليوم ثلاثة أمور جالت بخاطري خلال وعكة صحية كانت قد ألمت بي أولها: أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، فقد تعلمنا أن الله يهب الإنسان العقل والحواس ومواد الطبيعة ويتركه ليختار، هل سيعمل صالحا أم غير ذلك؟ وأن هذا الإختيار هو الأمانة التي جاءت في قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا "، ولكن حتى إذا اختار الإنسان الحسنى فلابد له من عون الله وحوله وقوته للسير لما اختاره. وثانيها: مسألة العلاج والتي فرضت نفسها وتضارب الأراء على مدى شهر حتى جاءت كلمات حاسمة من أحد الأطباء حيث قال: لا شيء يبلى ثم يعود كما كان، ولكن من الممكن التحسن بنسبة كبيرة بالعلاج. وسبحان الذي جعل إحدى آياته تقع في قلبي وكأني اقرأها للمرة الأولى فتبث الأمل بداخلي فقد كان قوله تعالى: "قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ"، فشعرت بسند أعانني على الامتثال لأوامر الطبيب. وثالثها: تساؤلات سيطرت على رأسي ،هل مُنعت؟ ألن استطع فعل ما أحب؟ فعملي يتطلب حركة دائمة وخاصة المدرسة القرآنية والتي تعودت ان أمكث بها بصحبة الأطفال ثلاث ساعات في حركة مستمرة؟ ألن استطع الصعود إلى المسجد بسلمه العالي لأنعم بصحبة حافظات القرآن من السيدات لتسميع المحفوظ ومراجعة القديم وتدبر ما تيسر منَّ الآيات؟ وماذا عن لقاء السيدات الفضليات من رواد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها؟ دعوت الله كثيراً أن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته. وبعد فترة حاولت الاستمرار من خلال تطبيقات التواصل الإجتماعي وكان هذا مناسبا لدروس السيدات. ثم منَّ الله عليّ بدروس الأماكن القريبة والتي لا يتطلب الوصول إليها صعود السلم. ثم أتم اللهُ فضلَه بالانتظام بالمدرسة القرآنية للأطفال، وكان لهذه المدرسة قصة، فمنذ حوالي ست سنوات جاءت قرارات وزارة الاوقاف بأن يكون لكل واعظة مدرسة للنشء وأن يكون منهجها قرآن وأخلاق، ولم أكن من قبل قد درست هذه المرحلة السنية، فاستعنت بالله وطلبت من إمام المسجد الإعلان عن المدرسة وأنشأت لي إحدى بناتي في الله صفحة على منصات التواصل الاجتماعي لنفس الهدف، وجاء الأطفال وبدأنا بحفظ القرآن وشرح إحدى القيم الأخلاقية من خلال قصة، ثم تلوين صورة تصف نفس القيمة. واستمرت المدرسة وتطورت وأصبحت إحدى أنفاسي التي افتقدها إن بعدت، أصبحت البسمة التي ترسمها براءة الأطفال وحبهم وسماع القرآن من أفواههم.
إرسال تعليق