القاهرة تحتضن المؤتمر الـ 35 لـ"الأعلى للشئون الإسلامية" بمشاركة 100 عالم من 60 دولة

المرأة.. ربان سفينة المجتمع وصانعة حضارته
نماذج رائعة من تجديد الخطاب الديني "النسائى"

على مدار يومين، عقد المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئاسة د. أسامة الأزهري- وزير الأوقاف- بعنوان "دور المرأة في بناء الوعي"، بمشاركة أكثر من 60 دولة بشخصيات فاعلة إقليميا ودوليا، في ضوء رؤية الدولة المصرية لأهمية تمكين المرأة.

ونظرًا لأهمية دورها في العمل وتسليطًا للضوء على دورهن وجهودهن في مجال الدعوة بوجه خاص وفي مجالات الحياة وميادين العمل بوجه عام وهو مؤتمر غير تقليدي حول دور المرأة في بناء الوعي.


افتتح د. الأزهري فعاليات المؤتمر- نائبًا عن د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء- ووجه  الشكر للرئيس على رعايته الكريمة للمؤتمر ورحب بضيوف مصر ونقل تحيات رئيس مجلس الوزراء، وأشار إلى أنه قبل 135 سنة من الزمان وفي سبتمبر 1889م الموافق سنه 1336هـ، انعقد مؤتمر علمي مشابه لمؤتمرنا هذا ووفد إليه، وفد مصري من علماء مصر ورجالاتها العظماء وكان منهم العالم الأزهري الجليل الشيخ حمزة عبدالله المفتش الأول للعلوم العربية بوزارة المعارف المصرية، وقدم ذلك العالم الجليل ورقة بحثية ممثلة في كتاب من تأليفه اسمه "باكورة الكلام على حقوق النساء في الإسلام"، وقد حظي هذا الكتاب بترحيب وتقدير دوليٍّ رفيع مما دفع دولة الوزير مصطفى رياض باشا- رئيس مجلس الوزراء المصري في ذلك الوقت- أن يأمر بطباعة هذا الكتاب ليكون أثرًا علميًّا مصريًّا خالدًا وباقيًا، وليخرج للتاريخ نسخة منيرة نذكرها اليوم ونشيد بها وكأن مؤلفه حي بيننا يشاركنا اليوم في مؤتمرنا هذا "دور المرأة في بناء الوعي"، مؤكدًا أنه لم يكن إسهامًا مصريًّا فقط، بل كان عملًا نشترك فيه جميعًا كمسلمين لنقدم للعالم رؤيتنا لتكريم المرأة وتعزيزها بما يعبر عن المسلمين جميعًا في أذن العالم، ويتجدد بنا اليوم العهد بهذه المعاني من النسج على منوال ما سبق.

 أضاف: أنه في سنة ثماني وتسعمائة وألف من الميلاد قبل قرن وثلث من الزمان كانت تعاني جامعة القاهرة معاناة كبيرة حينئذ لعدم وجود مقر لها، وتعثرت إجراءات تأجير مقر مؤقت؛ فعلمت الأميرة الكريمة فاطمة إسماعيل بهذا فقررت التبرع حينئذ بستة أفدنة لإنشاء مباني الجامعة الأهلية وأوقفت ست مئة وستين فدانًا من أجود الأراضي المزروعة ليدخل إيرادها إلى ميزانية الجامعة وتحملت سائر تكاليف البناء، وتبرعت بجواهرها وحليها النفيس لبناء المقر الجديد للجامعة، وأوكلت الجامعة حينئذ د. محمد علوي باشا في عملية بيع مجوهراتها، فباعها وضخ المبلغ المتحصل منها في ميزانية الجامعة، ولم يقف دعم الأميرة للجامعة عند هذا القدر بل تحملت نفقات وضع حجر أساس الجامعة والذي كان سيحمل الجامعة نفقة باهظة خصوصًا أن الخديوي عباس حلمي الثاني أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح وكتب أمير الشعراء أحمد شوقي حينئذ قصيدة عصماء في هذا الحدث وفي تلك الأميرة، وإلى يوم الناس هذا يبقى أثرها في جامعة القاهرة، حيث نقش على مدخل كلية الآداب هذه من آثار حضرة صاحبة السمو الأميرة فاطمة إسماعيل.

ونحن اليوم في مؤتمر دور المرأة في بناء الوعي، نقدم تحية إكبار لروح هذه الأميرة الجليلة التي صنعت الوعي في أجل صوره، حيث أنشأت مباني الجامعة الصانعة للعقول.

أشار وزير الأوقاف إلى أن المؤتمر دار حول ستة محاور: الأول: دور المرأة في بناء الوعي الديني، الثاني: دور المرأة في بناء الوعي الثقافي، الثالث: دور المرأة في خدمة المجتمع، الرابع: دور المرأة في بناء الأسرة وتنشئة الطفل، الخامس: دور المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام، السادس: التجربة المصرية في تمكين المرأة، وعلى ضوء هذه المحاور السداسية دارت أبحاث المؤتمر وأطروحاته ومناقشاته، وسوف نوصل معًا المعاني والآفاق الكريمة التي نريد إيصالها للعالم من اعتزازنا بالمرأة وتكريم ديننا الحنيف لها، والإبانة عن دورها الجليل تاريخًا وواقعًا ومستقبلًا في صناعة الوعي وفي خدمة المرأة لديننا ووطننا والإنسانية كلها.

المرأة فى القرآن


وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم ربط وجداننا جميعًا كمسلمين بالسيدات العظيمات، فكم حدثنا عن حواء (عليها السلام)، وعن بنات سيدنا لوط (عليه السلام)، وعن سيدتنا سارة، وكم حدثنا القرآن الكريم عن سيدتنا هاجر، وكم حدثنا عن أم موسى، عن أخت موسى، وعن زوجة موسى، وعن امرأة عمران، وعن امرأة أيوب، وعن مريم ابنة عمران، وعن ملكة سبأ، وعن صاحبة سورة المجادلة، وسيدات البيت النبوي من أمهات المؤمنين؛ وحديث القرآن عنهن في سورة الأحزاب، حتى نصل إلى سورة أخرى كاملة من سور القرآن الكريم سميت باسم امرأة وهي سورة المجادِلة أو سورة المجادَلة، إلى أن يتوج القرآن الكريم ذلك بقوله (جل جلاله): "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"،  ثم يأتي الهدي النبوي الشريف في قوله (صلى الله عليه وسلم): "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"، وقوله: "خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي"، وقوله: "النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ"، وقوله: "فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ"، وقوله: "أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ: اليتيمُ، والمرأةُ"، مع إجلال الشرع لقدر الأم، وهذا نداء السماء في وجداننا شاهد علينا بما ينبغي أن نتخلق به في معاملة المرأة وفي دعم القيام بدورها ورسالتها على أكمل وجه.

أضاف: إذا كان المؤتمر عن المرأة ودورها في بناء الوعي فإن المرأة الفلسطينية في مقدمة نساء العالم صبرًا وتحملًا وصمودًا، وقد حفرت في وعي الأجيال المتعاقبة اسم فلسطين، وإن هذا الاسم لن يمحوه عدوان صارخ ولا قتل ولا حصار ولا تجويع ولا إبادة ولا تنكيل، وقد تحملت المرأة الفلسطينية مرارة فقد الزوج والأب والأهل، ومرارة ثكل الولد، وقامت ولا زالت تقوم ببناء الوعي في الأجيال على الثبات على الأرض وعدم قبول التهجير والنزوح، وتقدم الابن تلو الآخر شهيدًا فداءً للأرض والوطن، فتحية احترام وإجلال لهذه المرأة العظيمة.

أشار إلى أن هذا المؤتمر يحظى بضيفة شرف هي السيدة الجليلة الكريمة سنتا نوريا عبدالرحمن حرم رئيس إندونيسيا الأسبق الرئيس عبدالرحمن وحيد، حيث قامت بدورها الوطني سيدة أولى، ثم قامت بدورها الإنساني راعية لمبادرات إنسانية وأعمال خيرية ممتدة لمختلف أنحاء إندونيسيا، فهي رمز نسائيٌّ جليلٌ يقدم للعالم صورة مشرفة للمرأة المحبة لوطنها، المؤمنة بالإنسان مهما كان عرقه ودينه، فلها كل التقدير والود والاحترام.

واختتم وزير الأوقاف كلمته بالتأكيد على أن المرأة مفتاح نجاح الحياة، ولبنة بناء الأوطان، ونبع العطاء الذي لا ينضب، ورغم قوة الرجل في الظاهر؛ إلا أنها هي التي تثبت فؤاد الرجل وتقويه؛ ترضيها كلمة طيبة فكيف بعشرة عمر طيبة! هي الأم وإن كانت ابنة أو أختًا أو زوجة، يحتويها الرجل ظاهرًا لكنها تحتوي عقله وهمته باطنًا، وتمسح همومه بما أودع الله فيها من رحمة.

وأكد أن المرأة خلقت لتكرّم، كما أن الأوطان خلقت للوفاء، كما أن الأبوين خلقا للبر، كما أن العقول خلقت لتفكر وتبدع، كما أن الأمجاد خلقت لتكتسب، كما أن الأحزان خلقت لتترك، ولم ترد الأحزان في القرآن الكريم إلا منهيًّا عنها، قال تعالى: "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، فانظروا كيف حمى القرآن المرأة من الحزن، حيث قال سبحانه في حق أم سيدنا عيسى (عليه السلام): "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"، وقال سبحانه في حق أم سيدنا موسى (عليه السلام): "فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ"، وقال سبحانه لأم سيدنا موسى: "وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إنّا رادُّوهُ إلَيْكِ وجاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ"، وقال سبحانه: "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ"، ويقول سبحانه في نساء النبي: "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ"، وقارن هذا بقوله سبحانه في أهل الجنة: "أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا"، مع قوله سبحانه: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا"، مع قوله سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

بداية جديدة

ووجه وزير الأوقاف رسالة إلى العلماء الأجلاء: هيا بنا لنجعل هذا المؤتمر بداية جديدة، نعود بها جميعًا لأوطاننا برؤية جديدة وروح جديدة ننطلق بها في أوطننا جميعًا أشعالًا منيرة لشعوب العالم بحسن معاملة المرأة بكامل الوفاء والاحترام والإكرام، حتى تنحسر معدلات الطلاق وتزول كافة صور الانتقاص والأذى والتعدي لفظيًّا ومعنويًّا على المرأة حتى تستقر الأسر وتسكن النفوس وتأتلف القلوب وتؤدى الحقوق وتعمر الأوطان، وأجدد الترحيب الحار بحضراتكم جميعًا في بلدكم الثاني مصر، داعيًا لكم بطيب الإقامة، متمنيا لكم سلامة العود الى أوطانكم.

رعاية الوطن


من جهته أكد د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، دور المرأة المهم في رعاية الوطن، فهي من ألهمت وربت وحملت هموم الوطن على عاتقها، كما أنها الأم الصابرة والزوجة الداعمة والأخت الفاضلة والابنة التي ملئت الدنيا سعادة وبهجة، لافتاّ إلى أنّ اختيار موضوع المؤتمر جاء موفقا، والذي يؤكد دور المرأة في بناء الأسرة وخدمة المجتمع، وأوضح أن الاهتمام بقضايا المرأة ليس تفضلا عليها وإنما هو واجب على مجتمع الرجال حيث أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالنساء خيرا، مشيرا إلى أن الواجب أن نحسن فهم القوامة فجعلت القوامة للرجل على المرأة لرعايتها وليس لظلمها، مشيراً إلى الحاجة الملحة لمناقشة دور المرأة لما تتعرض له من تقاليد سقيمة لا تتفق مع تقاليدنا الحضارية، مشدداً على أن هذا المؤتمر يعد دليلا على فساد الممارسات الشائعة، وأن المرأة في واقعنا وفي ظل القيادة السياسية تحظى بمكانة كبيرة، وأولى الأزهر المرأة عناية كبيرة تمثلت في رعاية حقوقها وأطلق العديد من المبادرات الجماهيرية حول تصحيح المفاهيم وبناء الوعي حول المرأة المصرية.

حارس للوعي

وقال نظير عياد، مفتي الجمهورية، إنه في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتشابك الأفكار، يبرز دور المرأة كحارس للوعي وبوصلة للمجتمع نحو الخير والنماء، لافتاً إلى أنها ليست فقط من تحمل الحياة في جوفها، بل تحمل في قلبها وعقلها نبض الأمة وحكمة الأجيال، مشيراً إلى أنّ المرأة اليوم ليست فقط شريكة في البناء، بل هي صانعة للوعي، قائدة للأفكار، وحامية للقيم، مواصلا: «سيما وأن الاعتراف بهذا الدور ودعمه في مثل هذا المؤتمر يعكس رؤية تستشرف المستقبل، وتكرم الماضي، وتبني الحاضر على أسس من الإيمان والعلم»، مشدداً على أنّ المجتمع الذي يعزز دور المرأة ويستمع إلى صوتها هو مجتمع يمضي بثبات نحو غدٍ أفضل، إذ تتلاقى فيه أيدي الجميع لصياغة حاضر مليء بالأمل ومستقبل مشرق بالإنجازات.


وحذَّر "د. عياد" من مخاطر الوعي المزيف، الذي يحاول التشكيك في الثوابت الدينية والوطنية، مشيرًا إلى أن هذا الوعي المزيف قد أدى إلى ظهور بعض الأفكار والمذاهب الإلحادية واللادينية التي تستهدف الشباب والفتيات، كما شدد على أهمية الوعي المؤسسي، الذي يظهر في التكامل بين المؤسسات الدينية والمجتمعية، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية تمدُّ يدها لجميع المؤسسات الدينية والمجتمعية للمشاركة في بناء وتعزيز الوعي، وذلك من خلال الجهود التي قامت بها الدار بإصدار الفتاوى المنضبطة التي تعبِّر عن صحيح الدين، وتدشين البرامج التوعوية في قضايا الأسرة والمجتمع، التأليف والنشر لأهم القضايا الجدلية والشائكة.

وأعرب عن تطلع دار الإفتاء إلى التفاعل مع جميع المبادرات الدينية والوطنية التي ستنبثق عن هذا المؤتمر.

كما شارك د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، في فعاليات الجلسة الافتتاحية، مؤكداً على التعاون بين مؤسسة الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجميع مؤسسات الدولة.

من جانبه أكد الشيخ د. عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، أن الإسلام عُني بالمرأة عناية شديدة فائقة لم يشهد التاريخ مثلها، فقد بين الله جل شأنه في كتابه الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته أمر خلقها وواجباتها، وحفظ الإسلام كرامتها وأمر بصيانتها أُمًّا وبنتًا وأختاً، والقيام بحقوقها وكونها شريكة وزوجة في بناء الأسرة التي يقوم عليها المجتمع، فقال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم"، والمتأمل في النصوص الشرعية يجد فيها رقي التعامل مع المرأة، والأمر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم، بل ذهبت النصوص إلى أبعد من ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فالمرأة في الإسلام مصونة الجناب محفوظة الحقوق محل العناية والاهتمام قال النبى: "استوصوا بالنساء خيرًا"، فلا يجوز أبدًا تنزيل الممارسات الشخصية أو الأعراف والتقاليد المجتمعية التي فيها ظلم أو تعسف بالمرأة على أنها من تعاليم الإسلام بل هي ممارسات إجرامية حرمها الإسلام ونهى عن ظلم المرأة أو إيقاع الأذى عليها بأي صورة من الصور حتى عند النزاع وطلب الفراق وتعذر استمرار الحياة الزوجية.

الواقع الحقيقي

وأشار د. سامي الشريف- الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، خلال ترأسه الجلسة العلمية الرابعة- إلى أن المرأة المسلمة في العصر الحديث تعاني العديد من المشكلات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب بعض العادات والموروثات الثقافية التي تحد من أدوارها الأساسية في التربية والتوعية للنشء والشباب، فضلا عما تواجهه من حملات تسعى لتغريبها عن دينها وثقافتها وتقاليدها، وذلك تحت دعاوى الحرية والمساواة والتمكين.

أضاف: إن أية محاولات لإعادة دور المرأة في بناء الأسرة ووعي أفرادها يجب أن تنطلق من الواقع الحقيقي الذي تعيشه المرأة المسلمة في العصر الحديث، وما تواجهه من تحديات .

تجديد الخطاب

أكد د. عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، أن الإمارات لديها سجل حافل في قضايا تمكين المرأة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بقدرات المرأة وراهن عليها.

وأثنى "الدرعي" على الجهود المبذولة لتمكين المرأة الإماراتية، التي خدمت وطنها في مختلف الميادين وتولت مسؤوليات كبيرة، مما جعل دورها مضيئاً وذا أثر واضح.

وأكد د. الدرعي أن «الوعي نواة أمن الأوطان»، وأن المرأة هي الحصن المنيع ضد التيارات المتطرفة، ولها دور أساسي في نقل الهوية الوطنية للأجيال، وتعزيز قيم الاعتدال والتسامح والتعليم.

وأشار إلى أن المرأة، باعتبارها المدرسة الأولى، تُعد الأساس في التربية والأخلاق، وهي مستهدفة من الجماعات المتطرفة بسبب قوتها وعزيمتها الصلبة، وأوضح أن الوعي بالخصوصية الثقافية والتشبث بالهوية الوطنية هو ضمانة لأجيال واعية ومسؤولة، ودعا إلى تجديد الخطاب الديني وفتح مجالات أوسع لمشاركة المرأة في هذا المجال. اختتم بالدعوة إلى بناء شراكات بين المؤسسات الدينية العربية والمؤسسات الأسرية والمجتمعية؛ لتحقيق أهداف مشتركة، ونقل التجارب الناجحة.

قناة الأسرة

وقال د. مصطفى العرجاوي، الأستاذ المتفرغ بكلية الشريعة والقانون، جامعة الأزهر عن: "دور المرأة في بناء الوعي الديني"، إن للمرأة مكانتها في الإسلام بصرف النظر عن عقيدتها، فمن يتزوج من امرأة من أهل الكتاب فإنه يلتزم بمعاملتها شرعًا بالقيم الإسلامية، فهي والمرأة المسلمة في الحقوق والالتزامات سواء، مع احترام عقيدتها وممارستها لشعائرها، فالإسلام يحمي المرأة ويحفظ لها مكانها ومكانتها في الأسرة المسلمة، مؤكدا أن هذا يُعبّر عن مدى سماحته وتقديره للمرأة في حد ذاتها، والحرص على تمكينها وحمايتها وتحقيق مصالحها وحماية وكفالة جميع حقوقها؛ لأن الإسلام يدعو إلى السلوك الحسن والعمل الصالح، ولا يسمح بالتجاوز في حقوق الآخرين.

أكد أن المرأة هي الأساس المتين في بناء وتشييد الأسرة بوجه عام، وتتعدد أدوار المرأة في ذلك تبعا لموقعها كزوجة أو أخت أو ابنة أو عمة أو خالة أو جدة أو أم، والأم كمصطلح هي التي تجمع ولا تفرق، وهي التي تصون ولا تبدد، وهي التي تبني ولا تهدم على الإطلاق بنيان أسرتها، وتعمل على توطيد الروابط بين أفرادها، وتدفع بهم إلى العُلا، ومن ثم فإن دورها في تشييد الأسرة واضح وظاهر في تماسكها وترابطها في شرق البلاد وغربها وكافة أصقاعها

وأوصى بإعداد قناة خاصة للأسرة لنشر الوعي الديني في ربوع المجتمع، مع تخيّر الواعظات الحافظات صاحبات الخبرة المتميزة في هذا الشأن، وتخصيص برامج للمرأة تتعلق بنشر كافة ما يتعلق بها من أحكام شرعية تحتاج المرأة إليها، بصورة ميسرة وذلك لنشر مزيد من الوعي الديني، وترسيخ قيم التسامح في المجتمع.

التعاون والتنسيق

ورصدت د. هند الهلالي، الأستاذ بكلية الطب، مدير وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف، جامعة عين شمس، "الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية، ودور وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بجامعة عين شمس نموذجًا"، مؤكدة أن الدولة المصرية أولت المرأة اهتمامًا كبيرًا، وازداد الدعم لها بعد إعلان رئيس الجمهورية 2017م عام المرأة، مما دفع متخذي القرار بالجامعة إلى اتخاذ قرار إنشاء وحدة داعمة للمرأة، تساند وتدعم كلًّا من الطالبات والموظفات وعضوات هيئة التدريس تحت قيادة رئيس الجامعة، وتوفر بيئة آمنة لهن تمكنهن من أداء واجبهن، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وذكرت أن جامعة عين شمس تبنت إستراتيجية الحماية للسيدات بجميع الطوائف من طالبات وإداريات وعضوات هيئة تدريس بالإضافة إلى الطلاب والعاملين من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف أقدم الوحدات على مستوى الجامعات المصرية، وقد تبنت إستراتيجيات الحماية والتمكين الاقتصادي والقيادة والحوكمة للمرأة، منقذة عددًا من البرامج التدريبية لتحقيق ذلك.

وأوصت بضرورة التعاون مع الوحدات المناظرة في الجامعات المصرية لوضع خطط زمنية مشتركة لتبادل الخبرات وتعميم الاستفادة بين الطلاب والطالبات داخل الحرم الجامعي، مع عمل أبحاث ودراسات ميدانية تستهدف إيجاد حلول مجتمعية بمنهجية علمية للقضايا المجتمعية، وخاصة قضايا المرأة، وإلقاء الضوء على تطور العنف الإلكتروني، وإيجاد طرق للحماية والوقاية منه.

دعم وتمكين المرأة

وقالت منى الشبراوي- رئيس الإدارة المركزية لشئون الأسرة والمرأة، وزارة التضامن الاجتماعي: إن التجربة المصرية في ملف تمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين تعد نموذجًا يحتذى به، فقد حصلت المرأة المصرية على العديد من المكتسبات غير المسبوقة وفي شتى المجالات خلال الأعوام العشرة الماضية؛ إذ شهد ملف تمكين المرأة العديد من الخطوات السريعة والثابتة، وتمت ترجمة الحقوق الدستورية للمرأة إلى قوانين وإستراتيجيات وإجراءات وبرامج تنفيذية، فلم تعد بذلك المرأة المصرية حاضرة فقط في مستهدفات الإستراتيجيات التنموية للدولة، بل أصبحت عنصرًا فاعلًا وشريكًا أساسيًّا في صنع القرار، ووضع وتنفيذ هذه الإستراتيجيات التنموية.

وعرفت بـ"التجربة المصرية في تمكين المرأة، وزارة التضامن الاجتماعي أنموذجًا"، وقالت: من أبرز مكتسبات المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة، جهود الدولة الحثيثة لمكافحة العنف ضد المرأة، فأُطلقت "الإستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، والإستراتيجية الوطنية لمكافحة الختان، وكذلك الإستراتيجية الوطنية لمناهضة الزواج المبكر".

وأكدت أن الخدمات والبرامج التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي من أجل تمكين المرأة المصرية، ترتكز على توفير مختلف أوجه الرعاية للمرأة، وتمكينها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والحماية، مثل ‌أ.         الدعم النقدي تكافل وكرامة، والإقراض والمشروعات الإنتاجية مثل مشروعات تنمية المرأة الريفية.

بناء الوعي الاقتصادي

وتحدثت د. فاطمة راشد علي، مدرس الاقتصاد والمالية العامة بقسم الشريعة والقانون، كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، عن "دور المرأة في بناء الوعي الاقتصادي لدى النشء"، مؤكدة أن الاقتصاد يعد عصب الحياة وبه يكون قوامها، فهو يتشابك مع الحياة في جميع شئونها، ومن هنا كان التفكير الاقتصادي هو أول تفكير سيطر على عقل الإنسان لحظة وجوده على الأرض؛ حيث كان يناضل ويجاهد من أجل توفير مأكله وملبسه ومسكنه وجميع احتياجاته، ومن ثم فإن التربية الاقتصادية ضرورة لابد منها من أجل بناء مواطن قادر على النهوض بمجتمعه.

أوضحت أن التربية الاقتصادية  تعني تنشئة جيل قادر على إدراك وتبيين وتطبيق وتفعيل القواعد والتوجيهات الشرعية والاقتصادية التي تكفل حماية النشء من الانحرافات الفكرية، والاستخدام الأمثل لموارد الدولة الاقتصادية بما يؤدي إلى تحقيق التقدم والرقي للمجتمع والدولة.

وذكرت أن أثر التربية الاقتصادية على سلوك النشء، تحقيق الأمن الفكري، والذي يعني سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال في فهمه للأمور الدنيوية والسياسية وتصوره للكون، ويعرف أيضًا بأنه تأمين أفكار وعقول أفراد المجتمع من كل فكر شائب ومعتقد خاطئ مما قد يشكل خطرًا علي نظام الدولة وأمنها، وبما يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الحياة الاجتماعية وذلك من خلال برامج وخطط الدولة.

الوعي الثقافي

وذكر د. محمد قاسم المنسي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، وكيل الكلية الأسبق، دور المرأة في بناء الوعي الثقافي، مؤكدا أن بناء الوعي الثقافي يعد من أخطر مجالات بناء الوعي، وهو مجال تسهم في بنائه المرأة بإسهام كبير، موضحا أن الوعي الثقافي يعني قدرة الفرد على فهم واستيعاب القيم والمعتقدات التي يدين بها المجتمع، وفهم قيم الآخر ومعتقداته وأهدافه؛ لتحقيق أمرين يكمل كل منهما الآخر، منها ترسيخ القيم والمعتقدات التي تشكل الدفاع عن مقدسات المجتمع ومكتسباته الحضارية، وإحداث ما يسمى بالتحصين الثقافي وتقوية المناعة ضد كل المحاولات الرامية إلى تفكيك المجتمع وتمزيقه .

وأكد أنه من المهم أن ننتبه إلى أن خريطة الوعي الثقافي ستكون قابلة للتشكل بحسب التحديات والمخاطر التي تهدد استقرار المجتمع، وفي اعتقادي أن القضايا التي يتشكل منها مشروع بناء الوعي الثقافي من  الهوية الدينية واللغوية والثقافية، والأخلاق والسلوك، وقضية حماية الأوطان من كل عوامل التفكيك والانقسام، وغرس روح المنافسة الشريفة، وما يستجد من قضايا تستهدف حماية المجتمع ومقدراته ومواجهة التحديات المختلفة.

وشدد على أن الأسرة تأتي على رأس قائمة مصادر بناء الوعي الثقافي، ويأتي دور المرأة بارزًا في هذا المجال، ويشكل حجر الأساس في هذا البناء.

الاستقرار العاطفي والنفسي

ورصدت د. غادة رمضان امبابي، أستاذ مساعد بقسم العقيدة والفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، جامعة الأزهر، دور المرأة في خدمة المجتمع، مؤكدة أن دور المرأة في الأسرة يشمل الكثير من الأدوار المهمّة لضمان الاستقرار العاطفي والنفسي لأفراد العائلة، وبناء شخصيات مُتّزنة تتمتّع بالقيم والأخلاق الحميدة، سواء كان ذلك عبر اهتمام المرأة بأفراد العائلة ومشكلاتهم، أو الدعم العاطفي والنفسي لهم وتثبيتهم واحتوائهم، إلى جانب تربية الأطفال وتنشئتهم على مبادئ الحياة الاجتماعية والعادات السليمة، وتعزيز طاقاتهم، وزيادة وعيهم في الأمور الدينية، والفكرية، والسياسية، والثقافية التي من شأنها ترسيخ القيم والسلوكيات الصحيحة.

وأكدت أن المرأة تتميز بقدرتها الطبيعية على رعاية الآخرين والشعور بهم، زوجًا أو أخًا أو أبًا بالإضافة إلى أن المرأة أصبحت قادرةً على المساعدة في توفير احتياجات ومستلزمات المنزل، وتأمين حياة اقتصادية واجتماعية مناسبة عن طريق عملها في وظيفة أو مشروع خاص.

أوضحت أن مجال تأثير المرأة في المجتمع واسع جدًّا؛ فهي حجر الأساس والدعامة الكبرى التي يقوم عليها بناء الأسرة، لذلك اعتنى الإسلام بالمرأة أكمل اعتناء، واهتم بها في كل مراحل حياتها، وضمن لها الحماية والرعاية وأفاض عليها ضروب التكريم والتقدير وإنصافًا لها ولحقوقها.

واختتمت: دور المرأة في خدمة المجتمع يشهد به تاريخ المجتمعات القديمة والحديثة وقد أكد الإسلام على هذا الدور وحث عليه بضوابطه الشرعية تكريمًا لها ولأدوارها المتعددة في الحياة.

ضرورة مجتمعية

وقالت د. فتحية إسماعيل مشعل، أستاذ الفقه المقارن بكلية البنات جامعة الأزهر بالعاشر من رمضان، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقليوبية، واعظة معتمدة بالأوقاف، إن للوعي الديني جوانب ثلاثة: المعرفي، الوجداني، التطبيقي، ومن آليات هذا الوعي استخدام الحكمة والموعظة الحسنة، والفهم للقضية المراد بناء الوعي الديني لها، والاهتمام بصلاح الباطن والظاهر.

وأكدت أن الله كلف المرأة مثل الرجل ببناء الوعي الديني المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: "وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَر"، موضحة أن التكليف المشار إليه من فروض الكفاية؛ وهي أمور كلية، تتعلق بها مصالح دينية، أو دنيوية لا ينتظم الأمر إلا بحصولها؛ فطلب الشارع تحصيلها، فإذا قام بهذا التكليف من فيه كفاية سقط الحرج عن الباقين، وأساتذة الشريعة في عصرنا الحالي نموذج عملي لذلك.

أوضحت أن دور المرأة في بناء الوعي الديني الصحيح، وفي استقامة المفاهيم على أساس من الشريعة الإسلامية بين أفراد الأمة، وحسن تطبيقها؛ أمر ضروري، ويظهر هذا الدور جليًّا للمرأة من خلال بعض مواقعها العلمية كأستاذ للشريعة الإسلامية وعلومها.

**********

على هامش المؤتمر:

تكريم عدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع

د. عفاف: لفتة طيبة لتقدير العلماء

تقوى: الأثر الذي نراه من جهودنا عظيم

كرَّم د. أسامة الأزهري- وزير الأوقاف- عددًا من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع على هامش المؤتمر، وهم: الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، تقوى مجدي عيسوي واعظة بأوقاف الإسماعيلية، والمُكرِّسة مارجريت فكري كامل قراقوص بمطرانية المعادي للأقباط الأرثوذكس، الراهبة هدى كرم عبدالمسيح بالكنيسة الإنجيلية بالمقطم، د. عفاف السيد زيدان العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، الشيخ علاء الزقم إمام مسجد الجمعية المصرية بمدينة ملبورن بأستراليا، ضيفة شرف المؤتمر: السيدة سينتا نوريا عبدالرحمن وحيد حرم الرئيس الإندونيسي الأسبق.

وقالت د. عفاف زيدان، إن التكريم لفتة طيبة من الأوقاف، ويعد تقديرا للعلماء من وزارة الأوقاف ودور المرأة التي لطالما وجدت تنبض بالعطاء سواء لأبنائها أو لأسرتها وطلابها، قائلة: "فخورة بهذا التكريم بعد مسيرة علمية حافلة في مؤتمر هام يتحدث عن المرأة ودورها في المجتمع"

أضافت- في تصريحات لـ "عقيدتي"-: "سعيدة جدا بالتكريم في هذا المحفل الهام الذي يضم مئات الشخصيات حول العالم في مؤتمر يرعاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، فكل الشكر له ولقيادات وزارة الأوقاف".

من جانبها عبّرت تقوى مجدي، عن سعادتها بالتكريم مؤكدة أن تكريمها يعد تكريم كل واعظة بذلت جهدا في خدمة وبناء الوعي المجتمعي، مؤكدة أن جهود الواعظات تلعب دورا محوريا في تعزيز الوعي وبناء المجتمع، لافتة إلى أن دور الواعظات لا يقتصر فقط على المساجد، بل يمتد ليشمل العديد من الأنشطة التوعوية خارج المساجد أيضًا.

أضافت: "الأثر الذي نراه من جهودنا عظيم، السيدات يشعرن بالسعادة عندما نتعامل معهن، حيث يجدن سهولة في طرح الأسئلة والتحدث مع الواعظة، وهو ما يسهل عليهن فهم المسائل الدينية".

وتابعت "نحن نقدم برامج تثقيفية متنوعة للأطفال والسيدات على حد سواء، مثل البرامج الشتوية والصيفية التي تشمل تحفيظ القرآن وقصصًا دينية وبناء ثقافي، هذه الأنشطة تهدف إلى تزويد الأطفال بالسلوكيات والقيم الدينية والثقافية الهامة".

كما أشارت إلى أن الواعظات يشاركن أيضًا في قوافل توعوية خارج المساجد، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمراكز الشبابية، مضيفة: "نستهدف توعية السيدات والأطفال في أماكن متعددة، وهذا يعزز دورنا في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك".

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم