التطوير الزراعي.. ومنظومة الأمن الغذائي

 

بقلم: د. أشرف عمران، رئيس المجلس العربى للأمن الغذائي والمائى

أصبح التحدي الأعظم في ظل الأزمات التي نواجهها لقلة وتدهور الموارد الطبيعية وعناصر الإنتاج سواء المياه بندرتها وكذلك الأراضي وقلة جودتها، فلن يبقي لنا للتطوير إلا تطبيق التكنولوجيا في الإنتاج وبالاهتمام بالتسميد الحيوي الهام جدا وكذلك تطوير إنتاج البذرة.

ولكن يبقي السؤال: هل الزراعة بدون تربة مشاريع ناجحة أم لا؟

بالفعل مشاريع الزراعة بدون تربة ناجحة جدا، فأنا أعمل بها منذ 40 عاما وأنشأت عدة مشاريع كبري في عدة دول بالعالم، بآسيا وأفريقيا وسنغافورة والصين واندونسيا والخليج العربي بالكامل من الكويت والإمارات وعمان وقطر والسعودية، والآن تحت الإنشاء والتحضير بالجزائر وليبيا.

وأسباب النجاح منظومة عمل تبدأ أول الأمر باتباع نظم جودة الغذاء في استخدام كل المكونات والأدوات، اي مطابقة لجودة الغذاء. وللأسف بايب أو مواسير المياه لا تصلح، والعديد من ملاحظات فقر الفكر، وحجم ومساحة الإنتاج لابد أن تكون حدا اقتصاديا. هذا ولابد أن توجد مصانع تنتج خلطات علمية لإنتاج الأسمدة وليس كما يحدث خلط سماد عشوائي، وفي النهاية منتج خارج منظومة جودة الغذاء يستخدمه السوق المحلي ولكن عند التصدير والفحص يرفض حتي للأسف هناك شهادات جودة صادرة من مكاتب دون تحليل لمتبقيات المبيدات الخ من التجاوز وبالنهاية ترفض في التصدير!

وأيضا لابد من تدريب علي يد متخصص وليس مدعي الخبرة أو مدعي الدكتوراه، ولا يملك إلا فائض الوهم! 

وفي هذا الصدد نتعرف لأساليب التطوير مثل الزراعة بدون تربة سواء الزراعة المائية أو غيرها- وهنا نعرض علي مساحة ٥ آلاف متر مربع ننتج 2 طن يوميا من الخس ومن الريحان، وأيضا للطماطم ننتج طنا يوميا بطريقة الزراعة ضد الجاذبية الأرضية اما نضاعف الإنتاج عند الزراعة ضد ومع الجاذبية في آن واحد. الزراعة بدون تربة مربحة وليس كما يعتقد البعض غير المحترفين في تلك التقنيات.  

والقضية تكمن في أمرين في كل مشاريع الزراعة بدون تربة، تكمن في فقر الفكر وفكر الفقر.

 فقر الفكر يقصد به عدم الدراسة الكافية بأساليب الصناعة وتوفير الظروف المناسبة فتعود علي الكميات وجودتها.

وفكر الفقر يعني محاولة إقامة المشروع بأساليب بدائية رخيصة لخفض تكاليف الإنتاج. وهنا يكون علي حساب كل شيء الإنتاج ككمية وجودة وأمان المنتج.

لذا لا نحاول ان نستعيض بأساليب رخيصة فنخرج المشروع من الربحية والجودة وعدم الإنتاج بنفس الكفاءة طول العام وليحصل علي شهادات الجودة الغذائية طبقا لقوانين جودة الغذاء والتي سوف تطبق بكل حرص خلال الفترة المقبلة. 

ولابد من عمل المشروع بأساليب جودة الغذاء كاملة، أي وحدة ملابسة لعنصر الإنتاج لابد أن تكون "فوود جريد" أي مطابقة لجودة الغذاء سواء بايب او بلاستيك الخ. وشهادات جودة الغذاء والتي تساهم في سهولة التسويق، هذا بالاضافة أن المنتج متواجد طوال العام مما يسهل عمل تعاقدات لضمان التسويق الجيد وبسعر مميز حتي لو الأسعار أقل من دول كثيرة إلا إن كميات المنتج الزائدة للمتر المربع وقلة تكاليف إنتاج الكيلو تعوض هذا والمعيار هنا تكلفة المتر بكام ويخرج كام كيلو وتكلفته عن البيع. وثالثا عندما يكون المشروع علي مستوي التقنيات تستطيع طرحه في البورصة، أي عند التفكير هنا الزراعة تكون بمثابة مصنع إنتاجي وايضا منظور تجاري مطرحه في البورصة وأيضا معاملات ما بعد الجمع بالتخزين المبدئي في ثلاجات بمجرد الجمع مباشرة للحفاظ علي سلامة المنتج حتي المستهلك فالزراعة مربحة جدا عندما تتم بالأساليب الجيدة لكل عناصر الإنتاج، وكما قلت المشكلة الأساسية هي بين فقر الفكر وفكر الفقر.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم