حياة القلوب

 

بقلم: الداعية م. عبير أنور

للذكر في القرآن معانٍ عديدة، وفوائد عظيمة، كما أن له أبوابا واسعة، فقد ذكره القرآن مشيراً للوحي، وجاء بمعنى الصِيْت والشَرَف، وكذلك خطبة الجمعة، وكذلك الأذكار المأثورة وعدَّد الله تعالى في كتابه الكريم جزاء الذاكرين، ومنه المغفرة والأجر العظيم، فقال تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". ومنه الفلاح "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وكذلك طُمأنينة القلوب "ٱلَّذِینَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱلـلَّـهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ".

والذكر وسيلة أساسية مقاوِمة الشيطان "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ"، فالذكر طاعة من أكبر الطاعات (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) تُختتم به أُمَّهات العبادات.

فنجد بعد الصيام تكبيرا، وبعد الحج تكبيرا، وبعد الصلاة أيضاً، فالذكر حياة للقلوب والبيوت، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكره مثل الحيّ والميّت».

في الذكر تحصين للسان عن اللغو وكذلك الذكر جلاب الأرزاق "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا  يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا".

كل هذه الفوائد من وراء عبادة يسيرة يستطيعها الإنسان في كلّ أحواله مع حضور قلبه "فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكرا".

أما عن أبواب الذكر، فقال رسولُ الله ﷺ: "أحبّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". ثم ذكر الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، وقراءة القرآن، كذلك ذكر الله بتقواه متذكِّرا لأوامره، وشُكر نعمه الظاهرة والباطنة، ومجالس الذكر، وكذلك ذكر الرعاية بأن تقول: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ".

فالذكر يدور مع الإنسان في يومه، فهو ليس مؤقَّتًا ولا مشروطا ولا مقيَّدا ولا يُعذَر أحد في ترْكه "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ".

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم