احتضن المعهد الاسلامي بدكار، السنغال، ندوة دولية نظمتها جامعة منيسوتا الأمريكية فرع السنغال، بشراكة مع الاتحاد الإفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين بالمغرب، والمعهد الاسلامي بدكار، والمجلس الافريقي الفرنسي العربي للترقيات العلمية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر، في موضوع "اللغة العربية في السنغال: التحديات والرهانات الثقافية والمجتمعية"؛ وذلك يوم السبت 27 يوليو 2024، حيث تميزت هذه التظاهرة النوعية بمشاركة باحثين يمثلون عددا من الدول الافريقية والإسلامية، وحققت نجاحا علميا وإعلاميا كبيرين.
وقد جاءت هذه الندوة في سياق الدينامية التي تعرفها دول افريقيا على المستوى المجتمعي والثقافي، والتي تدفع في اتجاه تقوية الوعي المجتمعي بمقومات الهوية الإفريقية بتنوعها وغناها وتطور العمل المشترك بين النخب المثقفة من العرب والمستعربين، خاصة بعد تأسيس الاتحاد الافريقي للاكاديمين العرب والمستعربين بالمغرب الذي اشتغل على تعزيز الشراكة بين النخب الإفريقية والبنيات العلمية والمدنية التي تشتغل على العناية بالثقافة العربية وحاملي هذه الثقافة.
كما خرجت هذه الندوة العلمية التي حظيت بتغطية إعلامية قوية في عموم افريقيا خاصة بالسنغال بتوصيات مهمة تضمنها بيانها الختامي، والتي من شأنها المساهمة في تطوير العربية والاستثمار في هذا الوعي والإرادة السياسية وتوجيه الفاعلين الأكاديميين والسياسيين إلى تبني سياسات لغوية وثقافية تستهدف العناية بالعربية على غرار باقي مكونات الشخصية الإفريقية، وفي هذا الإطار يمكن أن تشكل التجربة السنغالية نموذجا يحتذى به داخل منطقة جنوب الصحراء عموما خاصة باعتبار الإرادة السياسية التي عكستها الاجراءات التي أقدم السيد الرئيس ابراهيم بصيرو ديماي فاي على اتخادها في أفق ماسسة اللغة العربية وتطويرها والعناية والاعتراف بمكانتها داخل النسق الثقافي والسياسي بالبلاد، والعناية بالمستعربين بالسنغال، وهو سياق يستوجب انخراط النخب المستعربة داخل السنغال، ودعم هذا التوجه من طرف مختلف النخب العربية والمستعربة بافريقيا عموما، ومباركة هذه الخطوات والمساهمة في تأطير ها وإسنادها علميا واكاديميا، كما ثمن البيان الختامي خطوة تأسيس الاتحاد الافريقي للاكاديمين العرب والمستعربين بالمغرب، ودعا إلى تنسيق الجهود بين المستعربين بين الدول الافريقية وطالب بدعم الدول العربية لهذه الدينامية التي تعرفها الثقافة العربية قاريا.
إرسال تعليق