انطلقت فعاليات منتدى "المشرعين الشباب في دول البريكس" الذي تنظمه الجمعية التشريعية لإقليم نوفغورود ضمن فعاليات منتدى (توأمة المدن والبلديات لدول البريكس).
افتتحه سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، والذي اشار في مستهل حديثه للمشاركين إشادته بانعقاد المنتدي هذا العام في منطقة نوفغورود، المعروفة بتاريخها العريق وحسن ضيافتها. وأكد أن المنطقة، مثلها مثل روسيا بأكملها، تُظهر انفتاحها على العالم واستعدادها لتطوير العلاقات الخارجية على أساس مبادئ الاحترام والمساواة والمصلحة المتبادلة.
وأشار لافروف إلى أن روسيا، التي تتولى رئاسة البريكس هذا العام، تعمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة داخل الجمعية، مع إيلاء أولوية خاصة للتعاون الإنساني والاتصالات بين الشعوب. وأضاف أن التفاعل بين المدن والبلديات يلعب دوراً كبيراً في هذه الجهود. وأكد أن المنتدى أصبح منصة فعالة لتطوير الحوار بين السلطات الإقليمية والمحلية، مما أدى إلى إقامة علاقات توأمة بين العديد منها. ولفت إلى أن انضمام أعضاء جدد إلى البريكس في بداية العام زاد من إمكانيات هذه الآلية، مقدماً فرصاً جديدة لتبادل الخبرات في مختلف جوانب الحياة الحضرية. وأعرب عن أمله في أن يُعقد المنتدى في جو من العمل والود، مما سيساعد على إقامة اتصالات مفيدة ومناقشة المشاريع المشتركة الواعدة، وكذلك تعزيز الصداقة والثقة بين دول البريكس.
تضمن اللقاء كوكبة من أهم المتحدثين، من بينهم جليب نيكتين، محافظ إقليم نوفغورود. إيفجيني بريماكوف، رئيس وكالة روسوترودنيتشيستفو، والسيد يولن إيفجيني بوريسوفيتش، منسق جمعية الهيئات التشريعية للسلطات الحكومية في مناطق الاتحاد الروسي، وفؤاد جينا، المدير العام لمركز تنمية وتفوق الشباب الأفريقي، والسيدة تاتيانا أورجومتسيفا، مديرة المركز الثقافي الروسي في بكين، وريموند ماتلالا، رئيس منظمة شباب البريكس في جنوب أفريقيا (SABYA)، وميخائيل سولومينتسيف، ومشاركة من ممثلي دول البريكس.
مشاركة شبابية مصرية
وشارك الناشط الدولي والباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي، مؤسس شبكة التضامن العالمي، كمتحدث رئيسي ممثلاً عن مصر بعرض بحث بعنوان "التجربة المصرية لإعداد وتأهيل النواب البرلمانيين وإشراك الشباب في العمليات التشريعية"
وأكد على الدور المتزايد للشباب في عملية اتخاذ القرارات السياسية والقوانين على المستويين الوطني والمحلي في مصر. وقال: "يشهد البرلمان المصري الحالي تواجد أكبر عدد من النواب الشباب الذين يشاركون بفعالية في مناقشة القوانين والسياسات، بينما يضم مجلس النواب لجنة أساسية تهتم بقضايا الشباب والرياضة، التي يرأسها النائب محمود حسين، عضو نموذج محاكاة برلمان الشباب سابقاً، وعضو البرلمان المصري الحالي مما يعني فعالية أنشطة إعداد الكوادر التي تنظمها هيئات الدولة وهو ما يؤكده وزير الشباب المصري دوما".
اوضح عمل شبكة التضامن العالمي في تشجيع مشاركة الشباب من خلال مشروعات ومبادرات قومية، من بينها المدرسة الوطنية لإعداد الكوادر (بذور)، التي تهدف إلى تدريب وتأهيل الطلاب الدارسين للغات مجانا (إنجليزي، روسي، فرنسي، سواحيلي، إسباني) بهدف إعدادهم كسفراء وقيادات دولية مؤمنة بقيم التضامن العالمي للمشاركة الفعالة في المجتمع الدولي من خلال قدراتهم اللغوية للتواصل، مستخدمين التكنولوجيا التي استطاعت أن تسهل التواصل الدولي بين الشعوب.
وأشار غزالي إلى جهود تمكين الشباب في مصر عبر مختلف مؤسسات الدولة، وأهمها وزارة الشباب والرياضة، المؤسسة الأهم التي تستهدف القواعد الجماهيرية، خاصة من خلال مراكز الشباب ، وتلعب دوراً مهماً من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى تنمية الشباب والنشء وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية والتي كنت محظوظ بانتمائي لتلك المراكز التي ساعدت في تشكيل الجانب الفكري لدي. إلى جانب نماذج محاكاة البرلمان المصري ونموذج محاكاة مجلس الشيوخ المصري، الذي يعتبر منصة لتدريب الشباب على المهارات القيادية والسياسية والحوكمة والشفافية، بالإضافة إلى الأندية والاتحادات الشبابية التي تم تنظيمها مؤخراً في شكل اتحاد نوعي للكيانات الشبابية.
كما لفت غزالي إلى الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمات الأهلية والحركات الشبابية الدولية المنطلقة من مصر، أبرزها حركة ناصر الشبابية الدولية ومؤسسة شباب المتوسط في إتاحة فرص حقيقية للتبادل الثقافي.
كما أكد على دور الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة، التي تعمل على تمكين الشباب من كافة الخلفيات، خاصة النساء، وإدماجهن في برامج التنمية مع الأخذ في الاعتبار التمثيل الجغرافي على مستوى الجمهورية.
تناول المتحدثون خلال الجلسة عدة موضوعات حيوية، بدءاً من التعاون الشبابي الدولي، ونظام التفاعل بين الهياكل البرلمانية الشبابية في دول البريكس، مروراً بتطوير البرلمانات الشبابية وأفضل الممارسات في مختلف بلدان دول البريكس، وصولاً إلى استراتيجية تدريب الإدارة في جمهورية الصين الشعبية. كما ناقش المتحدثون تجارب برلمان الشباب داخل دول البريكس، وتناول النقاش مشاركة الشباب في العمليات التشريعية لدول البريكس: قراءة حالة جنوب أفريقيا، ومشاركة غرفة المشرعين الشباب في سن القوانين في روسيا.
واختتم اللقاء بمناقشة دور الجامعات في تشكيل كفاءات الإدارة المختلفة للقيادات الشابة، وسبل ترسيخ مفاهيم التضامن كقوة دافعة لسياسة الشباب في دول البريكس.
تجدر الاشارة إلي أن هذا المنتدي جاء ضمن استعدادات منتدي برلمانات البريكس والذي انطلق يوم الأربعاء 10 يوليو في مدينة سان بطرسبرج الروسية ويستمر حتي 13 يوليو الجاري ويشارك فيه رؤساء البرلمانات في دول مجموعة "بريكس" الاقتصادية وممثلون من مختلف الدول الأعضاء وعلي رأسهم رئيس مجلس النواب المصري المستشار الدكتور حنفي جبالي، بهدف تعزيز التعاون والتبادل البرلماني بين الدول الأعضاء في المجموعة.
وصرح الرئيس بوتين خلاله بأن قضية المنتدى الحالي تتمثل في دور البرلمانات في تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالمي العادل، وهي قضية هامة للغاية تتطلب التأكيد على طبيعة التحولات العالمية الجوهرية التي تشهدها اليوم كوكبنا. أشار الرئيس إلى أن المناقشات المفتوحة والحوارات المباشرة بين ممثلي الشعوب تعكس تمامًا مبادئ منظمة "بريكس"، من خلال مراعاة مصالح الآخرين، والالتزام بالديمقراطية في العلاقات الدولية، واحترام السيادة، والحق في التنمية المستقلة للجميع. أضاف أيضًا أن الحوار البرلماني اليوم، خاصة في إطار مجموعة 'بريكس'، قد أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يعبر البرلمانيين عن مطالب واحتياجات الملايين من الناس كمدافعين عن إرادة شعوبهم وحقوقهم السياسية والوطنية، الأمر الذي يسهم في تعزيز الديموقراطية العالمية.
إرسال تعليق