لقاءات علمية وروحية فى دورته العاشرة:
كتب مصطفى ياسين
شهدت الدورة العاشرة لملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية، والذى نظمته جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة، برئاسة ماء العينين النعمة علي، رئيس الجمعية، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، على مدى أربعة أيام، احتفاء بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، جلسات ولقاءات علمية مكثفة وجولات روحية، جعلته ملتقى علمياً وروحيا عالمياً بامتياز.
وقد استهلت جلسته الافتتاحية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ عبدالرحيم عيسى دانتي من دولة مالي، وتحدث فيها كل من: السيد محمد الشيخ بلا رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، السيدة السعدية كردوس نائبة رئيس جهة سوس ماسة، السيدة وسيلة الشاطبي، نائبة رئيس المجلس الجماعي لتزنيت، السيد حسن بن حليمة رئيس مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، السيد عبدالرحمن ميغا، نائب رئيس الجامعة الإسلامية في النيجر، باسم الوفود المشاركة في الملتقى، السيدة كينكا ماريا ديفيني، الأستاذة بجامعة كورفينوس، بودابست بهنغاريا، باسم العلاقات بين المجر والدول الإسلامية والعربية.
ثم ألقى الأستاذ العلامة أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية بالرباط؛ محاضرة ركز فيها على دور الرحلة والرحلات وأهميتها في التراث الإفريقي والعربي والإسلامي؛ داعيا إلى العناية بكتب ومنشورات أدب الرحلات.
واختتمت أشغال هذه الجلسة بإلقاء قصيدة شعرية، عنوانها "يوم جديد صنع السعد" ألقاها الشاعر كنوبو الحسين.
وفي نهاية الجلسة أهدى د. ماء العينين إلى السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت، بعض الكتب التي أصدرتها الجمعية التي تسهر على تنظيم هذا الملتقى الدولي السنوي. كما أهدت الدكتورة والمستشرقة الهنغارية كينكا ماريا ديفيني، نسخة من كتابها "فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبة أكاديمية العلوم الهنغارية" الذي ألفته باللغة الإنجليزية وصدر في ليدن سنة 2016.
وقام الحضور بزيارة معرض الكتب والمنشورات، التي أصدرتها الجمعية.
أهمية تاريخية
أوضح "ماء العينين"، أنه تم اختيار موضوع: "الرحلة والرحالة بين المغرب ومحيطه الإفريقي"، لهذه الدورة نظرا لما لتراث الرحلة من أهمية تاريخية وحضارية وثقافية.
أشار إلى أن فعاليات الجلسة الافتتاحية حضرها السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت والوفد المرافق له، وترأسها الكاتب العام لجمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة عبدالكريم شعوري. ثم انطلقت الجلسة العلمية الأولى برئاسة حسن بنحليمة، رئيس مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، وشارك فيها كل من: د. سليمان بحاري،الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باكادير بمحاضرة علمية عنوانها: "صورة أفريقيا لدى الرحالة المغاربة". د. عبد الله عثمان بيتي، الأستاذ بكلية غامبيا ببانجول في غامبيا، بمحاضرة علمية عنوانها:"الرحلات المغربية ودورها في ازدهار الحركة الثقافية بين المغرب والدول الإفريقية ". د. عبدالنبي محمد عبيد، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الوادي الجديد بمصر، بمحاضرة عنوانها: "أدب الرحلات وحوار الثقافات الإفريقية". د. لطيفة شراس، الأستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باكادير، بمحاضرة علمية عنوانها:"النص الرحلي مصدر التواصل الحضاري بين المغرب وبلدان غرب إفريقيا". د. إبراهيم أزوغ، الأستاذ بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول بسطات المغربية، بمحاضرة علمية عنوانها:" دور الرحلة المعاصرة في تشكيل صور جديدة للمشترك الثقافي والحضاري، قراءة في الرحلة البهية إلى الجوهرة الإفريقية أيام مشرقة في وطن نيلسون مانديلا لمحمد محمد المعلمي". د. محمد جوف رئيس قسم التعليم بالمعهد الإسلامي بدكار في السنغال بمحاضرة علمية عنوانها:" الرحلات المغربية إلى السنغال: دراسة في توجيه التأصيل الديني والثقافي والتجاري".
وفى الجلسة العلمية الثانية برئاسة د. ماء العينين النعمة، تواصلت مناقشة الموضوعات المهمة بمشاركة كل من: د. عبدالرحمن محمد ميغا نائب رئيس الجامعة الإسلامية بنيامي في النيجر، بمحاضرة عنوانها : "السودان الغربي من خلال بعض كتب الرحلات المغربية والمصادر التاريخية السودانية". د. بوشعيب الساوري، الأستاذ بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول في سطات بالمغرب بمحاضرة عنوانها:" مظاهر التشابه والاختلاف بين تمبكتو والمغرب في القرن 18 من خلال رحلة التاجر المغربي عبد السلام الشباني". محمد الحضرامي المعلوم الباحث بنواكشوط، موريتانيا بمحاضرة عنوانها:" المعطيات الجغرافية والبيئية في رحلة الشيخ الطالب أخيار للساقية الحمراء". د. لانسيْ حسن عثمان، الأستاذ بجامعة،أبوجا الفدرالية في نيجيريا، بمحاضرة عنوانها:" البعد الاجتماعي في الأدب الرحلي، قراءات في رحلة "من الورن إلى تمبكتو" للدكتور مشهود محمود جمبا". د. محمد آيت جمال، الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة بأكادير في المغرب بمحاضرة عنوانها:" الجنوب المغربي من خلال رحلة ليبولدياني".
أما المحاضرة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت للدكتورة إيمان محمد ربيع، الأستاذة بكلية الآداب في جامعة جرش بالأردن بمحاضرة عنوانها:«صورة المدن الأردنية والفلسطينية في رحلة ابن بطوطة ".
جدليات الإبداع
وفى الجلسة العلمية الثالثة وقد ترأستها د. كينكا ماريا ديفيني، الأستاذة بجامعة كورفينوس، بودابست بهنغاريا؛ وشارك فيها كل من: د. لارا خالد، الأستاذة بالجامعة اللبنانية في بيروت بلبنان، بمحاضرة عنوانها:" جدلية الإبداع بين أدب الرحلة والخريطة الأدبية". د. أماني محمد ربيع، الأستاذة بكلية الآداب في جامعة جرش بالأردن، بمحاضرة عنوانها: "الأندلس في عين ابن بطوطة". نزهة بنسعدون أستاذة باحثة بالرباط في المغرب بمحاضرة عنوانها:"رحالة الغرب الإسلامي من خلال الكتب المخطوطة". د. مولاي علي السليماني، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال في المغرب بمحاضرة عنوانها:" عجيب الارتشاف من غريب الاستكشاف في رحلة الحضيكي للحج والطواف– مناولة ثقافية". عبدالله أمبي، الباحث بجامعة منسوتا- فرع السنغال بدكار، بمحاضرة عنوانها :"رحلات العلماء المغاربة وأثرها الديني والسياسي في المشرق العربي، رحلة ابن بطوطة نموذجا". د. حسن كبوس، الأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- فرع الصويرة بالمغرب، بمحاضرة عنوانها:" صورة الآخر ونقل التحديث الأوروبي إلى إفريقيا، الرحلة الأندلسية الفيشية للحجوي الثعالبي أنموذجا".
القضايا العلمية والاجتماعية
وفى الجلسة العلمية الرابعة برئاسة د. رشيد كناني، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باكادير؛ وشارك فيها كل من: د. ماء العينين النعمة علي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بآكادير بمحاضرة عنوانها:" القضايا العلمية والاجتماعية والدينية في رحلة الشيخ ماء العينين الحجازية". د. عبدالرحيم عيسى دانتي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة باماكو في مالي، بمحاضرة عنوانها:" الرحالة العرب في وصف البيئة المغربية الإفريقية، مملكة مالي أنموذجا". د. عبدالحكيم سيد خليل الأستاذ بالمعهد العالي للفنون الشعبية، بأكاديمية الفنون بمصر بمحاضرة عنوانها:" عادات وتقاليد المصريين بمرآة الرحالة ابن بطوطة". الباحث حسن سكران طالب باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس بمحاضرة عنوانها:" الروابط التاريخية بين المملكة المغربية ونيجيريا الاتحادية ".
وجبة روحية
وعقب هذه الوجبة العلمية الدسمة، ورغبة في التزود بوجبة روحية، توجه جميع المشاركين في ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية، إلى زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت، واستمعوا إلى كلمات تعرف بهذه الزاوية وبمؤسسها الكبير العلامة الشيخ ماء العينين وبدوره الطلائعي في ازدهار الحركة العلمية والفكرية في المنطقة الجنوبية والمغرب عامة من خلال مؤلفاته في مختلف الفنون العلمية، وبجهاده ضد المستعمر الأجنبي الذي امتد لسنوات طويلة وبعلاقاته مع مختلف علماء وأدباء وشعراء مناطق المغرب والعالم العربي والإسلامي والإفريقي.
ثم التحقت وفود الملتقى بمقر عمالة إقليم تزنيت للاستماع إلى الخطاب الملكي السامي، الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة؛ بعدها نظم عامل صاحب الجلالة على الإقليم حفل شاي على شرف المدعويين ومأدبة عشاء فاخرة بمقر إقامته.
تواصل الجلسات
وتواصلت فعاليات الملتقى بالجلسة العلمية الخامسة التي ترأسها د. مولاي على السليماني الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة السلطان مولاي سليمان في بني ملال بالمغرب وشارك فيها كل من: د. محمد الرابع أول سعد،أستاذ بجامعة بايرو بكنو في نيجيريا بمحاضرة عنوانها:" تنقل العلماء التاريخي وكيفية استخدامه في تنمية العلاقة الثقافية المغربية الافريقية حديثا ". د. ميساء يوسف محمد، باحثة بكلية الدراسات الإنسانية، بجامعة الأزهر- بمحاضرة عنوانها:" مصر في ذهنية الرحالة المغاربة خلال القرن السادس للهجرة والثاني عشر للميلاد، المتخيل والواقع". د. عبدالوهاب شعيب موري أستاذ بجامعة العلوم والتربية في كتونو ببنين، بمحاضرة عنوانها:" رحلة الطلبة الأفارقة نحو جامعة القرويين في مواجهة تحديات العولمة الثقافية وتعزيز الحضارة الإسلامية"، بين فيها دور جامعة القرويين على مر العصور في خلق إشعاع ثقافي له استمراريته في الوجود الإسلامي في القارة الافريقية. الباحث أحمد سمير حامد مليك، طبيب باحث بالقاهرة بمحاضرة عنوانها:" الاضطرابات الدموية في المشرق الإسلامي خلال العصور الوسطى، تحليل تاريخي وطبي من خلال روايات الرحالة المغاربة".
إرسال تعليق