الداعية م. عبير انور
آيات القرآن وسنة الحبيب المصطفى ومواعظ الصالحين وأولي العلم وكلمات ذوي الخبرة كلها مناهل متاحة للإنسان ترسم له طريقه وتعينه على حياته وتأخذ بيده إلى سعادة الدنيا ونعيم الآخرة، ولكن واقع الحال أن الإنسان لا ينفعل لتلك الموعظة ولا تقع الآية في قلبه موقعها المستحق إلا بعد تجربة أو محنة أو موقف يتعرض له، فإن سمِع الموعظة المتعلقة بهذا الموقف لتأثر بها بل تجدها تُنْقش في نفسه كما ينقش الحجر وتظل قاعدة ثابتة في حياته. ربما مثلاً لا يلتفت الإنسان إلى آية الدين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ …"، ويرى أن التعامل المرن أيسر ويظل يدير أموره بطريقته الخاصة حتى يتعرض إلى تجربة مُرَة وهي ضياع مبلغ كبير بسبب عدم كتابة إيصال لهذا المبلغ وقتها سيقرأ الآية قراءة أخرى وتصبح كتابة الدين لديه قاعدة لا نقاش ولا تنازل فيها. وكذلك آية سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" آية تتردد على ألسنتنا منذ الطفولة ومع ذلك نجد من يستمع إلى خبر معين ويعتمده ويتصرف على أساسه دون تحقق من صحة ذلك الخبر.
وتنطوي مثل هذه السلوكيات على كثير من الظلم والخذلان وضياع الحقوق أو إصابة كرامة أحدهم أو سمعته ،فلا تقل العهدة على الراوي أو ما ذنبي فالمعلومة كانت من مصدر موثوق فلا تدري علما ينطوي قلب ذلك المصدر فقد تكون أصابته الغيرة من فلان فتحرك ضده وحركك معه لتظلمه وقد قيل اتقِ دعوة المظلوم ولو كان كافراً، فدقق في الخبر فقد يكون من روج له فاسق أو حاسد أو مُبْغِض.
هذه أمثله لآيات يستشعرها الإنسان إذا تعرّض إلى موقف فعلمه. ولكن خيرنا وأفضلنا فطنة من بدأ من حيث انتهى الآخرون بالتعلم من ذوي الخبرة ومن قرأ القرآن والسنة قراءة قوانين يقتدي بها في حياته.
إرسال تعليق