فضيلة الشيخ، محمد عبدالخالق الشبراوى،شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية
إن بناء الأمم یتحقق بالإخلاص فی القول والعمل، فقد کان نجاح وفلاح العقلیة المصریة علی مر العصور ثمرة الصدق وإخلاص النیة والإرادة فی البناء والعمل للإنسانیة کلها، وصدق الوفاء بالعهد والعزیمة الصادقة، فهُم دائماً رجال صدقوا ماعاهدوا الله علیه، وصدقوا فی الأعمال الظاهرة والباطنة، وصدقوا فی سائر أمور حیاتهم، فأخلصوا فی جهدهم وتوکلهم ومحبتهم وفى جمیع أعمالهم ، کل هذا جعلهم فی رباط إلی یوم القیامة. فأبناء هذا الوطن الغالى كانوا ومازالوا خير مثال للصدق والعفاف والتقى والنفس الحرة الأبية التى لا ترضى إلا بالحق قولاً وعملاً, ولا تخاف فى الله لومة لائم.
فالأخلاق المصرية الكريمة تضرب بجذورها عبر التاريخ بالمحبة والتعاون والفَهم الأمثل لقضايا البلاد, وقد انكسرت على أرض مصر جميع مخططات أعدائها, وتهشمت رؤوس الشر فوق ترابها بسواعد وقلوب ودماء أبنائها الأحرار.
إن الهویة المصریة باقیة منذ بدایة الإنسانیة إلی ماشاء الله، تلك الهویة التی ارتوت منها کل الحضارات، فکانت المنبع الصافی العذب الذی قامت علیه جمیع الحضارات، والیوم تستکمل مصر قیادة وشعباً هذه المسیرة لا تستعین فی ذلك إلا بالله عز وجل وبعزیمة أبنائها الصابرین فی البأساء والضراء، المؤمنین حق الیقین بقول الحبیب سیدنا رسول الله صلی الله علیه وسلم :" مَن أصبح منکم آمناً فی سربه، معافی فی جسده، عنده قوت یومه، فکأنما حِیزت له الدنیا بحذافیرها" موقنین أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الکرب، وإن مع العسر یسرا.
فقد حمى المولی عز وجل مصرنا الحبيبة بمَن یستظلون بظله یوم لا ظل إلا ظله، تلك العیون التی باتت تحرس فی سبیل الله، فجعلهم خیر أجناد الأرض، حماة هذا الوطن، أبناء هذا الوطن الغالى الذین تربوا علی أن الشهادة فی سبیل الله هی سنام الأمر کله، رجال القوات المسلحة البواسل، أدام الله لهم تمام الإخلاص، وحماهم من کل عدو ظالم، انتزعت منه بذور الرحمة بخلق الله فی أرضه.
فكان أبناء هذا الوطن هم دائماً فداء لمصر الغالية, ولأرضها الطاهرة التى لم ولن يسمحوا بتدنيسها من أحدٍ أبداً, فقد وضعوا أمامهم حب الله ورسوله وحب هذا الوطن الغالى وليس هذا بغريب على أبناء وهبوا أنفسهم للدفاع عن تراب هذا الوطن. هؤلاء الرجال الذين افترشوا تراب مصر والتحفوا بسمائها نصرهم المولى عز وجل نصراً مبيناً فى حرب السادس من أكتوبر بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات, بصدق وإخلاص النية ووفائهم بالعهد فى بذل كل غالى ونفيس من أجل وطنهم الحبيب الذى تغنى به فضيلة العلامة سيدى عبد الله الشبراوى شيخ الأزهر الشريف حينما قال:-
أعد ذكر مصر إن قلبى مولع بمصر ومَن لى أن ترى مقلتى مصرا
وكرر على سمعى أحاديث نيلها فقد رُدت الأمواج سائلة نهرا
بلاد بها مَد السماح جناحه وأظهر فيها المجد آياته الكبرى
إن إرادة المولی عز وجل هی التی ساندت هذا الشعب نحو الخروج من کبوته بالعزیمة والإخلاص فی القول والعمل ، وفی السر والعلن. فأنعم على هذا البلد الطیب أهله بالحمایة والکفایة والرعایة، فحباها من لدنه أبناء كل ذرة فيهم تنطق بالعزيمة والشجاعة والحكمة والحصافة والفطنة والكياسة والوفاء بالعهد. قدموا أرواحهم فى سبيل إعادة بناء الأمة من جديد.
إن ما نراه أمامنا هذه الأیام نحو غدٍ مُشرق بزراعة بذور العمل الصادق، وإعادة إعمار الإنسان والبُنیان، واسترداد الهویة المصریة وتنصیبها فی مکانها الصحیح، یُحتِم علینا جمیعاً أن نکون یداً واحدة علی قلب رجل واحد، ونعلم یقیناً أن نصر هذه الأمة بقلوب وسواعد وعقول وأرواح أهل مصر الأبرار، أهل المحبة والخیر، أهل النور والفکر والحضارة، أهل الکرم والبر والوفاء بالعهد, فالواجب علينا الالتزام بالصدق فى القول والعمل المثمر نحو امتثال روح نصر أكتوبر فى كل وقت وحين ونعلم جيداً أن ما نحن فيه من العزة والنصر يرجع إلى هذه الدماء التى شربت منها أرض سيناء الغالية.هذه الدماء هى دماء خير أجناد الله فى الأرض والتى يجب ألا ينساها كل منا كى نحافظ على العهد فى البناء والتنمية.
لذا علينا أن ننصت جيداً لإشارات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لطالما دعى أبناء مصر إلى إدراك قيمة الوعى والفَهم لمكانة مصر الغالية, والذى يجب أن يُساهم فى إعادة إعمار الإنسان والبنيان هم أبناء هذا الوطن, ليجنى هذه الثمار كل مصرى حر قدم ما يمتلك من همة فى التعاون على استكمال مسيرة البناء.
فاللهم احفظ مصر شعباً ورئيساً. وأدم علينا تأييدك بالنصر فى كل وقت وحين.
إرسال تعليق