وتستمر
الاحتفالية بشهر ربيع الأنوار المحمدية، في شكل التذكير بأقوال سيد الخلق وحبيب
الحق حتى نقتدي به في أفعالنا اليومية، فتصبح حياتنا محمدية بأخلاق نورانية فهو
القائل "إنما بُعثت لأُتَمِّم مكارم الأخلاق" صلى الله عليه وسلم .
ومن
هذه الأقوال: عن
ثوبان مولى رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من
كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: يا رسول الله، فمن قلة يومئذ؟ قال: لا،
ولكنهم غثآء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينفع الرعب من قلوب عدوكم، لحكم
الدنيا وكراهيتكم الموت."
صدقت
يا رسول الله وكأنّك ترانا وتعلم بحالنا، وهذا ليس غريبا ولا عجيبا عنك فأنت القائل:
"تُعرض عليَّ أعمالكم فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت غير ذلك أستغفرت الله
لكم"، أو كما قال.
فها
نحن هنا تكالبت علينا الأمم بسبب ضعفنا
وانكسارنا وحبنا للدنيا، فقويت علينا أنفسنا الأمَّارة بالسوء الطامعة الجامحة لكلِّ شرٍّ وسيطرت علينا بأهوائها الباطلة الزائفة، فضللنا طريق السعادة
الذي أرشدنا إليه رسول الله بقوله "تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي
أبدا؛ كتاب الله وسنَّتي أو (عترة أهل بيتي)" فكان الخلاف الداخلي بين
الأشقاء أعنف وأشرس على الشرائع الدينية المختلف عليها أصلا فأصبح هناك فِرَق بدلا
أن نكون على قلب رجل واحد افترقنا وتشتتنا، وهنا وجد أعداؤنا ضالتهم فحققوا غايتهم بأيدينا وبأموالنا! فهل لنا
من توبة نصوح؟! نعم، فقد قال الله تعالى
"..ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"، فعلينا الانتقال
سريعا إلى مستوى الإحسان وليس الإيمان فقط، فلن يكفينا استمرارنا في دائرة الإسلام وقد جرّبنا سابقا
على أساس "وكفى بها نعمة الإسلام".
إرسال تعليق