طيب
القول
بقلم..... مصطفى ياسين
مع
استهلال شهر أكتوبر كلّ عام، تُحْيِّى "مصر الجديدة" أمجاد انتصارها
العظيم وتحطيمها لأسطورة الجيش الذى لا يُقهر، بكَسْرِها وإذلالها لعِصابة
الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فى حرب الستِّ ساعات من السادس لأكتوبر عام ١٩٧٣م،
الموافق للعاشر من رمضان ١٣٩٣هـ، على يدِ "خيرُ أجنادِ الأرض"، القوَّات
المُسَلَّحة المصريّة، وجناحها المُكَلَّف بحفظ أمن الجبهة الداخلية ممثَّلاً فى
رجال الشُرطة البواسل، بقيادة بطلِ الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
ويحرص
الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ تولّيه المسئولية، على حضور ومشاركة أبناء الشعب
العظيم، تخريج دُفعات جديدة من أبطال المستقبل، خرّيجى الكلّيات العسكرية
وأكاديمية الشُرطة، فى مظهر اجتماعى حضارى يضم كبار القادة العسكريين والشخصيات
المسئولة والعامّة، من كلّ أطياف المجتمع وفئاته وطوائفه، مع أهل وأولياء أمور
هؤلاء الخرّيجين أبطال المستقبل، الذين اختارهم المولى عزَّ وجلَّ لأشرَفِ مهمّة
وهى حماية الوطن والمواطنين، والذَوْدِ عن حدوده وحقوقهم.
ليتحقق
على أيديهم أمرُه سبحانه وتعالى، على لسان سيّدنا يوسف- عليه السلام- لإخوته:
"ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)"، فهذا الأمن
والأمان والطُمأنينة لا تتحقّق إلا إذا كان جيشُ مصر وشُرْطَتُها، فى قوّة ومَنَعَةٍ،
قوّة عاقلة رشيدة، تبنى وتُعَمِّر، لا تُدمِّر وتُخّرِّب، تدعو للسِّلْمِ
والاستقرار، لا الحرب والفوضى، فهذه ثوابت وعقيدة الجيش المصرى، الذى وُجِدَ قبل
الأُمم بل قبل التاريخ.
ويؤكد
الرئيس السيسى دوماً أن مصر ستظل قوّية طالما بقينا- كشَعْب وقيادة وحكومة- مُتَّحِدِين
مُتماسِكين فى مواجهة التحدّيات والأزمات، خاصّة آلة الشائعات والأكاذيب، مُتَسَلِّحين
بـ"الوعى" والفهم وإدراك ما يُحاك لنا من مؤامرات ودسائس.
فكلّ
هذا الجمع عالى المُقام، يأتى سنوياً ليشْهد مدى كفاءة وجاهزية أبطال المستقبل
لتحمُّل المسئولية، بَعد أن أَهَّلَتْهُم المؤسّسة العسكرية والأَمنيّة بأحدث
التقنيّات والأساليب الحديثة. ويُشاركهم الفرحةَ والسعادةَ أولياءُ أمور وأهالى
هؤلاء الأبطال، فهم الذين أنْجَبُوا ورَبُّوا وقدَّموا فَلَذَاتِ أكبادهم ليكونوا
جزءًا من حُرَّاس الوطن، الذين بشَّرهم سيّدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله
وصحبه وسلم- الذى "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ
يُوحَىٰ (4)" سورة النجم، بالجنَّة حين قال، فيما رواه عبدالله بن عباس:
"عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بَكَت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتَتَ
تحرُسُ في سبيل اللهِ"، أخرجه: الترمذي فى سُنَنِه، والبيهقي في ((شُعَب
الإيمان)).
وتسعد
بل تفخر جماهيرُ الوطن المخلصون بهذا اليوم المشهود فى تاريخنا الحديث والمعاصر،
بما تشهده مصرنا الحبيبة الولَّادة التى لا ينضب معيُنها ولا يتأخّر أبناؤها عن
تقديم أنفسِهم وفَلَذَاتِ أكبادِهم، فدَاء للوطن والدين، مُدافعين عنه بأرواحهم، مُلتزمين
بقَسَمِ الولاء والانتماء الذى قطعوه على أنفسِهم، وقد وصفه اللواء محمود توفيق-
وزير الداخلية- فى حفل تخرُّج دفعة ٢٠٢٤، حين خاطبهم بقوله: أدَّيْتُم قَسَمًا
عزيزا غاليا، تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشَعْبه، حاملين رسالتكم النبيلة
فى حماية أمن الوطن والمواطنين، ماضِين لنُصرة الحقّ والعدل، متمسِّكين بالشجاعة
والمُثابرة والإقدام فى مواجهة التحديات، فاجعلوا من قَسَمَكُم عقيدةً راسخةً
ومنهجَ عملٍ، وواجبًا، وكونوا ملاذًا للمواطن فى تحقيق أَمْنه وسكينته مهما تعاظمت
التضحيات.
ولَخَّصَ
اللواء هانى أبو المكارم- مساعد وزير الداخلية، رئيس الأكاديمية- وصيَّته لأبنائه
الخرّيجين بقوله: "كونوا للوطن دِرْعَاً، وللعدل سَنَدَاً، وللضعفاء عَوْناً".
إرسال تعليق