في مَوْلِدُهِ الشَّرِيفِ صلى الله عليه وآله وسلم

من كتاب بشائر الأخيار في مولد المختار

للإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم

أَظْهَرَ اللهُ تَعَالَى فِى زَمَانِ حَمْلِهِ وَوِلاَدَتِهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَجَائِبَ الشُّئُونِ، حَتَّى انْكَشَفَ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ سِرُّ الْغَيْبِ الْمَصُونِ، وَغَيْبُ مَا فِى الْكَنْزِ الْمَكْنُونِ، حَتَّى تَجَلَّتْ تِلْكَ الأَسْرَارُ لأَهْلِ الأَدْيَانِ السَّمَاوِيَّةِ، بِمَا لَدَيْهِمْ مِنَ الآثَارِ فِى الأَنْبَاءِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَانْكَشَفَ لِلْكُهَّانِ بِتَغَيُّرِ الأَفْلاَكِ فِى الظُّهُورِ وَالدَّوَرَانِ، حَتَّى تَحَقَّقُوا قُرْبَ ظُهُورِهِ بِسَاطِعِ البُرْهَانِ, وَانْتَشَرَ بَيْنَ عَالَمِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ قُرْبُ إِشْرَاقِ شَمْسِ الْحَقِّ بِالتَّحْقِيقِ وَالثُّبُوتِ؛ لأَنَّ الْكَوْنَ عَالِيهِ وَدَانِيهِ، جِسْمُ وَهُوَ صلى الله عليه وآله وسلم الرُّوحُ الَّتِى ظَهَرَتْ فِيهِ, سَرَتْ تِلْكَ الرُّوحُ فِى هَيَاكِلِ الْمَلاَئِكَةِ الْحَامِلِينَ لِعَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَاسْتَغْفَرُوا لأَهْلِ الإِيمَانِ, سَرَتْ فِى الْمَلاَئِكَةِ عُمَّارِ مَلَكُوتِ اللهِ، فَأَقَامَهُمُ اللهُ أَنْصَارًا لَهُ سُبْحَانَهُ، وَقُوَّةً لِمَنْ وَالاَهُ.

أَشْرَقَتْ شَمْسُهُ بِأَنْوَارِهَا عَلَى أَفْلاَكِ السَّمَوَاتِ، وَسَطَعَتْ أَنْوَارُ الْكَوَاكِبِ عَلَى مَنْ جَمَّلَهُمُ اللهُ بِالتَّوْحِيدِ وَجَذَبَهُمْ إِلَيْهِ بِالْقُرُوبَاتِ, سَرَتْ تِلْكَ الرُّوحُ فِيمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْكَائِنَاتِ بِأَنْوَارِ الْهُدَى وَالرَّحْمَةِ, فَتَحَقَّقُوا بِالْيَقِينِ الْحَقِّ وَفَازُوا بِالْقَبُولِ وَالنِّعْمَةِ, فَمَا مِنْ كَائِنٍ فِى مُلْكِ اللهِ وَمَلَكُوتِهِ مِنَ الْعَالَمِينَ، إِلاَّ وَسَعِدَ بِهَذَا الْكَوْكَبِ الدُّرِّىِّ فِى الْخَافِقَيْنِ, وَكَيْفَ لاَتَتَوَالَى الْبَشَائِرُ وَالأَفْرَاحُ بِطَلْعَةِ حَبِيبِ الْمُنْعِمِ الْفَتَّاحِ.

وَلَمَّا أَنْ أَرَادَ اللهُ سبحانه وتعالى أَنْ يَتَجَلَّى بِالرَّحِيمِ الرَّحْمَنِ، وَأَنْ يَظْهَرَ جَلِيًّا سُبْحَانَهُ بِالْمُنْعِمِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ. أَكْمَلَ سُبْحَانَهُ أَيَّامَ حَمْلِهِ حَتَّى آنَ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ أَنْ يَفُوزَ بِأَمَلِهِ, وَكَانَتْ أُمُّهُ الطَّاهِرَةُ الصَّفِيَّةُ، لاَ تُحِسُّ بِأَلَمِ الْحَمْلِ وَلاَ تَشْعُرُ بِقُرْبِ الْوَضْعِ بِخِلاَفِ الْعَادَةِ الْمَرْعِيَّةِ، حَتَّى حَانَ أَنْ تُشْرِقَ تِلْكَ الشَّمْسُ جَلِيَّةً، وَتُشْهَدُ لِلْعُقُولِ وَالأَجْسَامِ عَلِيَّةً، شَعُرَتْ قَبْلَ طُلُوعِ فَجْرِ لَيْلَةِ الاِثْنَيْنِ ثَانِيَةَ عَشْرَةَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ عَلَى أَرْجَحِ الأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّةِ, وَهِىَ مُنْفَرِدَةٌ كَعَادَتِهَا، لَيْسَ مَعَهَا مَنْ يُعِينُهَا فِى حُجْرَتِهَا, إِلاَّ أَنَّ مَا تَوَالَى عَلَيْهَا مِنَ الْبَشَائِرِ وَالْهَوَاتِفِ وَالرُّؤْيَا الْمَنَامِيَّةِ، جَعَلَهَا مُنْشَرِحَةَ الصَّدْرِ بِمَعُونَةِ رَبِّ الْبَرِيَّةِ.

وَبَيْنَمَا هِىَ بَيْنَ وَحْشَةِ الْوَحْدَةِ وَالأَلَمِ، وَالأُنْسِ بِمَا شَهِدَتْهُ إِذْ رُفِعَ لَهَا عَلَمٌ عَمَّ الْخَافِقَيْنِ ضِيَاؤُهُ، وَأَدْهَشَ عَقْلَهَا بَهَاؤُهُ, وَإِذَا بِطُيُورٍ سَدَّتِ الآفَاقَ، تُرَفْرِفُ بِأَجْنِحَتِهَا مُسَبِّحَةً لِلْخَلاَّقِ, فَنَظَرَتْ فَرَأَتْ نِسْوَةً أَحَطْنَ بِهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَظَنَّتْهُنَّ مِنَ الْجِيرَانِ وَالأَقَارِبِ, وَقُلْنَ لَهَا: نَحْنُ آسِيَةُ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَمَعَنَا الْحُورُ الْعِينُ لِلتَّحِيَّةِ وَالإِكْرَامِ.

وَمَعَ هَذَا التَّثْبِيتِ الرُّوحَانِىِّ قَالَتْ آمِنَةُ - مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسَ-: (لَمَّا أَنْ أَخَذَنِى مَا يَأْخُذُ النِّسَاءَ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِى أَحَدٌ لاَ ذَكَرٌ وَلاَ أُنْثَى، وَإِنِّى لَوَحِيدَةٌ فِى الْمَنْزِلِ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِى طَوَافِهِ، فَسَمِعْتُ وَجْبَةً عَظِيمَةً وَأَمْرًا عَظِيمًا أَهَالَنِى، ثُمَّ رَأَيْتُ كَأَنَّ طَائِرًا أَبْيَضَ قَدْ مَسَحَ عَلَى فُؤَادِى فَذَهَبَ عَنِّى الرُّعْبُ وَكُلُّ وَجَعٍ أَجِدُهُ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِشَرْبَةٍ بَيْضَاءَ فَتَنَاوَلْتُهَا فَأَصَابَنِى نُورٌ عَالٍ، ثُمَّ أُرِيتُ نِسْوَةً كَالنَّخْلِ طِوَالاً، كَأَنَّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ مَنَافٍ يُحْدِقْنَ بِى، فَبَيْنَا أَنَا أَتَعَجَّبُ وَأَنَا أَقُولُ: وَاغَوْثَاهُ مِنْ أَيْنَ عَلِمْنَ، وَاشْتَدَّ بِىَ الأَمْرُ وَأَنَا أَسْمَعُ الْوَجْبَةَ فِى كُلِّ سَاعَةٍ أَعْظَمُ وَأَهْوَلُ مِمَّا تَقَدَّمَ.

فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذَا بِدِيبَاجٍ أَبْيَضَ قَدْ سَدَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: خُذَاهُ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ، قَالَتْ: وَرَأَيْتُ رِجَالاً قَدْ وَقَفُوا فِى الْهَوَاءِ بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ نَظَرْتُ، فَإِذَا بِقُطْفَةٍ مِنَ الطَّيْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ حَتَّى غَطَّتْ حُجْرَتِى، مَنَاقِيرُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ، وَأَجْنَحِتُهَا مِنَ الْيَاقُوتِ، فَكَشَفَ اللهُ عَنْ بَصَرِى، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَرَأَيْتُ ثَلاَثَةَ أَعْلاَمٍ مَضْرُوبَاتٍ؛ عَلَمًا بِالْمَشْرِقِ, وَعَلَمًا بِالْمَغْرِبِ, وَعَلَمًا عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، فَأَخَذَنِى الْمَخَاضُ فَوَضَعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم).

وَهُنَا أَحَبَّ الأَئِمَّةُ الْقِيَامَ تَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ صلى الله عليه وآله وسلم:

مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ خَيْرِ الأَنَـــامِ

                         مَنْ أَتَانَا بِالنُّورِ وَالإِسْــــلاَمِ

مَرْحَبًا سَيِّدِى وَأَهْلاً وَسَهْـــلاً

                         أَنْتَ نُورُ الرَّحْمَنِ وَالْعَـــلاَّمِ

مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ أَقْبَلْتَ بُشْــرَى

                        بِالْمَعَالِى وَنَيْلِ دَارِ السَّـــلاَمِ

جِئْتَ يَا سَيِّدِى مَحَوْتَ ضَـلاَلاً

                        بِالضِّيَاءِ الْعَلِىِّ بَعْدَ الظَّـــلاَمِ

أَنْتَ خَيْرٌ لَنَا مِنَ الرُّوحِ حَقًّــا

                     مِنْكَ نِلْنَا بِالْفَضْلِ أَعْلَى مَقَــامِ

أَشْرَقَتْ شَمْسُكَ الْعَلِيَّةُ صُبْحًــا

                         فِى رَبِيعٍ بِالْخَيْرِ وَالإِكْـــرَامِ

نُورُهَا يَجْذِبُ الْقُلُوبَ وَيَهْــدِى

                        قَدْ شَرِبْنَا بِهِ طَهُورَ الْمُـــدَامِ

قَدْ سَعِدْنَا وَقَدْ شَهِدْنَا جَمَـــالاً

                      فِى رَبِيعٍ بَدَا لَنَا فِى ابْتِسَـــامِ

أَبْشِرِى أُمَّةَ النَّبِىِّ بِخَـــــيْرٍ

                     فَهُوَ حَقًّا شَفِيعُنَا فِى الزِّحَـــامِ

كُلُّ رُوحٍ تَرَى جَمَالَ حَبِيبِـــى

                       لَيْلَةَ الْوَضْعِ لاَ بِرُؤْيَا الْمَنَـــامِ

مَوْلِدُ الْمُصْطَفَى لِرُوحِى ذِكْــرَى

                         شَاهَدْتُهُ فِيهِ بِغَيْرِ لِثَـــــــامِ

مَوْلِدُ الْمُصْطَفَى حَيَاةُ قُلُــــوبٍ

                    شَوْقُهَا قَدْ نَمَا بِدَاعِى الْغَــــرَامِ

صَلِّ رَبِّى عَلَى الْحَبِيبِ التِّهَامِــى

                     مَنْ تَرَاهُ أَرْوَاحُنَا فِى الْهُيَــــامِ

وَهُنَا يَحْسُنُ أَنْ نَبْتَهِلَ إِلَى اللهِ تَعَالَى مُتَوَسِّلِينَ، بِجَاهِهِ صلى الله عليه وآله وسلم دَاعِينَ قَائِلِينَ: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَفَضَّلْتَ عَلَيْنَا بِأَنْ جَعَلْتَنَا أُمَّةَ حَبِيبِكَ وَمُصْطَفَاكَ صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَثْنَيْتَ عَلَيْنَا فِى الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بِقَوْلِكَ: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، وَقَوْلِكَ: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) فَنَبْتَهِلُ إِلَيْكَ يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، أَنْ تُعِينَنَا عَلَى شُكْرِ نِعْمَتِكَ الْعُظْمَى صلى الله عليه وآله وسلم، بِتَوْفِيقِنَا لِمَحَابِّكَ وَمَرَاضِيكَ، وَإِقَامَتِنَا لَكَ مَقَامَ الْعُمَّالِ الْمُخْلِصِينَ، وَالأَنْصَارِ لِدِينِكَ الْمَقْبُولِينَ، وَهَبْ لَنَا قُوَّةً فِى دِينِنَا، وَتَمْكِينًا بِالْحَقِّ، وَمَكِّنْ لَنَا فِى الأَرْضِ وَاحْفَظْنَا مِنَ الْفِتَنِ الْمُضِلَّةِ، وَجَدِّدْ بِنَا هَذَا النُّورَ الْمُحَمَّدِىَّ، وَاشْفِنَا وَابْسُطْ لَنَا أَرْزَاقَنَا وَنَجِّنَا يَا إِلَهَنَا فِى الدُّنْيَا مِنْ كُلِّ هَوْلٍ وَكَرْبٍ، وَفِى الآخِرَةِ مِنْ هَوْلِ الْحِسَابِ، لِنَكُونَ مِنَ السَّابِقِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمُ الْحُسْنَى يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ).

قَالَتْ آمِنَةُ: (ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ سَحَابَةً بَيْضَاءَ، أَقْبَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى غَشِيَتْهُ فَغَيَّبَتْهُ عَنِّى، فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِى: طُوفُوا بِهِ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَأَدْخِلُوهُ الْبِحَارَ، لِيَعْرِفُوهُ بِاسْمِهِ وَنَعْتِهِ وَصُورَتِهِ، وَيَعْلَمُوا أَنَّهُ سُمِّىَ فِيهَا الْمَاحِى، وَلاَ يَبْقَى شَىْءٌ مِنَ الشَّرِّ إِلاَّ مُحِىَ فِى زَمَنِهِ, ثُمَّ تَجَلَّتْ عَنْهُ فِى أَسْرَعِ وَقْتٍ... الْحَدِيثُ).

وَبِسَنَدِ الْخَطِيبِ الْبَغْدَادِىِّ قَالَ: قَالَتْ آمِنَةُ:

(لَمَّا وَضَعْتُهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، رَأَيْتُ سَحَابَةً عَظِيمَةً لَهَا نُورٌ، أَسْمَعُ فِيهَا صَهِيلَ الْخَيْلِ، وَخَفَقَانَ الأَجْنِحَةِ، وَكَلاَمَ الرِّجَالِ حَتَّى غَشِيَتْهُ وَغُيِّبَ عَنِّى فَسَمِعْتُ مَنَادِيًا يُنَادِى: (طُوفُوا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم جَمِيعَ الأَرْضِ، وَاعْرِضُوهُ عَلَى كُلِّ رُوحَانِىٍّ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالطُّيُورِ وَالْوُحُوشِ، وَأَعْطُوهُ خَلْقَ آدَمَ، وَمَعْرِفَةَ شِيثَ، وَشَجَاعَةَ نُوحٍ، وَخُلَّةَ إِبْرَاهِيمَ، وَلِسَانَ إِسْمَاعِيلَ، وَرِضَا إِسْحَاقَ، وَفَصَاحَةَ صَالِحٍ، وَحِكْمَةَ لُوطٍ، وَبُشْرَى يَعْقُوبَ، وَشِدَّةَ مُوسَى، وَصَبْرَ أَيُّوبَ، وَطَاعَةَ يُونُسَ، وَجِهَادَ يُوشَعَ، وَصَوْتَ دَاوُدَ، وَحُبَّ دَانْيَالَ، وَوَقَارَ إِلْيَاسَ، وَعِصْمَةَ يَحْيَى، وَزُهْدَ عِيسَى، وَاغْمِسُوهُ فِى أَخْلاَقِ النَّبِيِّينَ) قَالَتْ: ثُمَّ انْجَلَتْ عَنِّى فَإِذَا بِهِ قَدْ قَبَضَ عَلَى حَرِيرَةٍ خَضْرَاءَ مَطْوِيَّةً طَيًّا شَدِيدًا يَنْبُعُ مِنْ تِلْكَ الْحَرِيرَةِ مَاءٌ. وَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: (بَخٍ بَخٍ!! قَبَضَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى الدُّنْيَا كُلِّهَا لَمْ يَبْقَ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا إِلاَّ دَخَلَ طَائِعًا فِى قَبْضَتِهِ) قَالَتْ: ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا بِهِ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَرِيحُهُ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ الأَذْفَرِ وَإِذَا بِثَلاَثَةِ نَفَرٍ فِى يَدِ أَحَدِهِمْ إِبْرِيقٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَفِى يَدِ الثَّانِى طَسْتٌ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ, وَفِى يَدِ الثَّالِثِ حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ، فَنَشَرَهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا خَاتَمًا تَحَارُ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فَغَسَلَهُ مِنْ ذَلِكَ الإِبْرِيقِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ خَتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِالْخَاتَمِ، وَلَفَّهُ فِى الْحَرِيرَةِ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَدْخَلَهُ بَيْنَ أَجْنِحَتِهِ سَاعَةً ثُمَّ رَدَّه إِلَىَّ).

من كتاب

#بشائر_الأخيار_في_مولد_المختار

للإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم