أوجه الإعجاز في حديث (المؤمن مرآة أخيه)

بقلم د. عبدالحليم العزمى، أمين عام الاتحاد العالمى للطرق الصوفية

ثلاثُ كلمات تُغنيك عن كُتُب علم السلوكيات!

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 

"المؤمنُ مِرآةُ أخيه".

أتدري حجمَ النُّكَت التي استخرجها العلماء من هذه الكلمات الثلاث؟!

هَبْ أنك تقف أمامَ مرآة وأنك تنظر إلى صورتك فيها وأن على ثوبك بقعةً سوداء صغيرة.

- فهل ستخبرك المرآةُ بأن ثوبك متَّسخٌ كله فبدِّله والبِسْ غيره؟! 

- أم أنها ستُخبرك عن وجود تلك البقعة السوداء الصغيرة فقط؟!

كذلك إذا رأيتَ خطأً من أخيك فلا تنسَ حسناتِه كلَّها، ولا تتجاهل خيراتِه كلَّها!

ثم إن المرآة لا تكذب:

- فلن تقول لك مثلاً: إنك تلبس أجمل الثياب؛ حتى إذا خرجتَ التفت إليك الناس بنظرات الاستخفاف لوجود تلك البقعة السوداء. 

كذلك كن صريحًا مع أخيك!

- ثم إن المرآة تهمس إليك بصمت فلا تصرخ في وجهك أمام الناس، فهي لا تفضحك. 

وهكذا فلا تفضح أخاك!

- ثم إنك إذا غيَّرتَ القميص ورجعتَ ووقفت من جديد أمام المرآة، فماذا عساها أن تقول؟ 

هل ستتجاهل التغيير الذي أحدثتَه؟! 

وهكذا فلتكن علاقتك بأخيك فلا تُذكِّره بما فات ومضى!

- ثم إن المرآة إذا تركتَها أنت وجاء شخصٌ آخر ووقف أمامها فإنها لن تُخرج له صورة قميصك المتسخ! فهي تحفظ سرَّك! 

كذلك احفظ سرَّ أخيك.

- والأهم من هذا كله أن المرآة إذا كنتَ مسرورًا ضحكتْ في وجهك، وإذا كنتَ مهمومًا بكتْ معك. 

وهكذا إذا رأيتَ أخاك مبتسمًا فشاركه الابتسامة بوجه سمح.

وإذا رأيتَه مهمومًا فشاركه حزنه وهمَّه.

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم