المبادئ الدينية والأخلاقية أساس الاستقرار البيئى للحياة الآمنة

ملتقى البيئة الساحلية الثاني عشر.. بالغردقة:

التجربة المصرية فى الحفاظ على البيئة والتراث.. نموذج يحتذى عالمياً

د. ممدوح رشوان: هدفنا تأهيل شباب متميز وطنياً

د. منصف بن منصور: نساهم فى بناء المجتمع والمستقبل العربي

الغردقة مصطفى ياسين- حسن حمدان

حذر خبراء البيئة من التعامل الجائر مع نعم الله من الموارد الطبيعية لما فيه من الإضرار بالبيئة والحياة لكل الكائنات الحية، مطالبين بالاستثمار والاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق الاستفادة والاستدامة، مؤكدين أن هذا هو المنهج الإلهي في كل الشرائع السماوية بل حتى المعتقدات والفلسفات الإنسانية السوية، وأن مخالفة ذلك هى ما أنتجت الإفساد فى الأرض ومن نتائجها التغيرات المناخية المهددة للحياة على كوكب الأرض.

أشاروا إلى أن أهداف التنمية المستدامة، مقتبسة من القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية لإعادة الاستقرار البيئى للحياة الآمنة.

جاء ذلك في ختام فعاليات ملتقى البيئة الساحلية الثاني عشر، والذي نظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر، تحت عنوان "التغيرات المناخية.. قضية الجميع الاقتصاد الأزرق.. وفرص لاقتصاد مستدام"،

ركزت فعاليات المنتدى على ترسيخ هذا المفهوم، فخلال زيارة جزيرة الجفتون، للتعرف عن قرب على أحد كنوز وثروات محافظة البحر الأحمر من الجزر والمحميات الطبيعية. وترجمة لهدف الاتحاد بغرس القيم الدينية والوطنية لدى النشء والشباب، تم تأهيل مكان لإقامة صلاة الجمعة على جزيرة الجفتون، خطب خلالها الشيخ سامى أبو زيد، من علماء الأزهر، حول الإسلام والحفاظ على البيئة، مؤكداً أن الإسلام أمر بحماية كل المخلوقات والكائنات على البسيطة باعتبارها من خلق الله لخدمة وإسعاد خليفته على الأرض وهو الإنسان، لذا حرم قتل الإنسان أو الحيوان أو النبات حتى فى أوقات الحرب، فالمسلم مأمور من سيدنا رسول الله بألا يقتل شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً ولا يقتلع شجرة ولا يهدم بيتا ولا دور عبادة.

واستشهد الشيخ أبو زيد، بقوله تعالى "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس..."، مطالباً الإنسان عامة والمسلم خاصةً بعدم الإضرار بالبيئة والاستخدام الأمثل والمعتدل للثروات الطبيعية وشكر الله على نعمائه بالاعتدال فى استهلاكها، وهى ذات مبادئ وبنود التنمية المستدامة التى أدركتها البشرية مؤخراً.

المبادرة الرئاسية

وقام الشباب المشارك بزراعة شتلات المانجروف على شواطئ سفاجا، مشاركة في المبادرة الرئاسية لزراعة ١٠٠ مليون شجرة. وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة أفريقيا 2063 ، وأهداف مرفق البيئة العالمي. بحضور د. سيد خليفة، الرئيس المنتخب حديثا للاتحاد العربي، نقيب الزراعيين والأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، ومستشاريه: م. ميلاد ميخائيل، م. طارق الشناوي، م. عبدالناجي سكوت استشاري مشروع المانجروف، م. رجب سنوسي، م. محمود عبدالعاطي، وكيل مديرية الزراعية، والذين تم تكريمهم لجهودهم فى إكثار غابات المانجروف علي ساحل سفاجا، ضمن احد النماذج الناجحة لزراعة غابات المانجروف لتنشيط السياحة البيئية والحد من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية وتشجيع التوسع فى المشروعات السياحية بالمنطقة.

وأكد د. خليفة، أن الوعى والمشاركة الشبابية أساس النجاح، مشيداً بالمبادرة الرئاسية بزراعة ١٠٠ مليون شجرة، وتم زراعة حوالى ١٢ الف شجرة حتى الآن، ومنها المانجروف للتكيف مع التغيرات المناخية.

وفند د. خليفة، الشائعات التى تروج بأن مصر تقطع الأشجار، قائلاً: إن مصر لا تقطع أشجارا، ولكن ربما تكون هناك ضرورة حتمية مثل إنشاء المحاور المرورية، مستشهدا بما حدث في توشكى من زراعة ٢ مليون نخلة، وعلى الترع توجد ٥٠ مليون شجرة خشبية وزينة، مطالبا بضرورة نشر التوعية ودحض الافتراءات والأكاذيب.

 عماد الامة

وأكد د. سرور الجرمان، سكرتير الأمانة العامة بجامعة الدول العربية، أن الجامعة تولى الاهتمام بالشباب عماد الأمة وخط الدفاع الأول ومساعدتهم لمواجهة التحديات التي تعرقل مسيرتهم فى ظل تيارات شرسة تستهدف مستقبلهم.

منابر شبابية

وصفت د. نجوى صلاح، رئيس الإدارة المركزية وكيل وزارة الشباب والرياضة، نائبة عن وزير الشباب والرياضة، حضور الشباب العربى بأنه يضئ المدن الشبابية التى تحتضن جميع العرب والأفارقة، وقدمت تحيات وزير الشباب والرياضة للجميع وتوجيهاته بالاهتمام بهم وخدمتهم للخروج بتوصيات لتنفيذها فى الوزارة والمجلس العربى للشباب والرياضة.

محافظة سباقة

وقال اللواء ياسر حماية، رئيس مدينة الغردقة، نائباً عن محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفى: التغير المناخى قضيتنا كلنا، وهو جرس انذار بحدوث شئ ما فى العالم حولنا، والاقتصاد الأزرق احد السبل لمواجهة التغيرات المناخية، والاعتماد على الموارد المائية البحرية، ومحافظتنا سباقة فى هذا المجال، ودور الشباب اساس لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة الوطن.

شباب متميز

 أوضح د. ممدوح رشوان، أمين عام الاتحاد، أن الحرص على الالتزام والاستقامة والتمسك بالقيم والمبادئ الدينية، لكل الأديان السماوية والمبادئ الإنسانية بفطرتها السوية، من أسس وأركان منهج الاتحاد، لإيماننا بأن هذا هو الأساس في إعداد وتأهيل شباب متميز لديه انتماء وطنى ومخلص فى عمله وهدفه لخدمة المجتمع.

أكد د. رشوان أن جميع فعاليات الاتحاد تهدف لتنشئة الأجيال الجديدة على حب الوطن، وصقل مهاراتهم من خلال تبادل الخبرات والتجارب العلمية والعملية والحياتية مع الخبراء والعلماء الذين يحرصون على تواجدهم الفاعل وسط الشباب.

ترسيخ القيم الوطنية

وأشار د. منصف بن منصور، رئيس الاتحاد العربي لبيوت الشباب، إلى أن تقاطع هذه الأهداف الإنسانية النبيلة فيما بين الاتحادين العربيين "للشباب والبيئة ولبيوت الشباب" كان سبباً رئيسياً في تعميق وتوثيق العلاقات خدمة للشباب العربي، وإسهاما فى تعميق وترسيخ القيم الوطنية لدى الشباب تجاه أوطانهم، خاصة وأن الشباب العربي يمثل أكثر من ٦٠ بالمائة من القوة البشرية العربية، وعليهم يتوقف مستقبل العالم العربي، وهذا ما نعول كثيرا عليه فى بناء المجتمع والمستقبل العربي الذي ننشده جميعا.

تراثنا هويتنا


وطالبت الجلسة العلمية المتعلقة بالآثار الغارقة، بضرورة الحفاظ على تراثنا الذي يمثل هويتنا. وأدارتها د. جيهان البيومى، عضو مجلس النواب، مؤكدة أن الدولة المصرية الحديثة تولى اهتماما كبيرا بكل انواع التراث والموارد الطبيعية باعتبارها كنوز وهبها الله لنا، وواجبنا الحفاظ عليها وتنميتها. أشارت "البيومى" إلى وجود تعاون مؤسسى تتعامل به جميع الوزارات والهيئات وليس كجزر منعزلة، فهذه هي رؤية مصر الجديدة التى تهتم بتنمية مواردها الطبيعية والبشرية ولا تسمح بالتفريط فيها، وخلال الفترة المقبلة وبالتعاون بين مؤسسات الدولة يلمس المواطن صور واشكال الحفاظ على هذا النوع من الآثار الغارقة. واكدت د. البيومى، أن النهضة والتنمية المستدامة بيدنا وامكاناتنا وبالتعاون فيما بيننا، وعلينا أن ندعم بلادنا بالوقوف معها لتخطى الأزمات والتحديات المعاصرة لترسيخ فكرة الاقتصاد الأخضر فهو نهضة العالم.

هوية المجتمع

وأكد د. عبدالعزيز صلاح، وكيل كلية اثار القاهرة، رئيس بعثة آثار البهنسة بالمنيا، خبير التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، أن التراث يمثل هوية الشعوب، فهوية اى مجتمع تبرز من خلال ثقافته وتراثه، ولم تعد المعارض والمتاحف للحفظ والصيانة فقط بل ناقل لتجارب الأجداد والتعبير عن هويتهم وثقافتهم. أشار إلى أن جهود الدولة المصرية الجديدة واضحة وكبيرة منذ ١٩٩٦ لحماية الآثار الغارقة ممثلة فى وزارة الآثار. لكن ننتظر تكثيفها لمزيد من الحفاظ على هذا الكنز الثمين. مؤكدا أننا كشعوب عربية لدينا وعى بأهمية هذه الآثار الغارقة، والمجتمع العربى واع للتحديات ومحب لتراثه.

المحميات الطبيعية

وفى جلسة علمية حول "الجزر والمحميات الطبيعية في البحر الأحمر"، مقررتها د. ضحى احمد على، جامعة ٦ اكتوبر، وأدارها د. سعيد رمضان، استاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، المتخصص فى شئون الحياة البحرية، الذى دعا لتحويل وتغيير النظرة للجزر والمحميات الطبيعية من كونها نظرة جمالية جذابة فقط، إلى جعلها مناطق لدعم الاقتصاد الوطني وجذب السياحة، أى نظرة استثمارية بطريقة مستدامة كدخل قومي للوطن، وأبدع د. أحمد غلاب، مدير المحميات البحرية بالجزر الشمالية بالبحر الأحمر، فى شرح وتفصيل ما يتعلق بالمحميات الطبيعية، موضحاً أنها محميات بحرية وتراث طبيعى ونباتية للتنوع الكبير، مؤكداً أن البحر الأحمر أهم ممر ملاحى عالمى، ومن أهم البحار العالمية للتنوع البيولوجي والثروة السمكية به، معددا كثرة المحميات الطبيعية تصل لـ٤٤ جزيرة منها ٢٢ أصبحت محمية، موضحاً أن الشعاب المرجانية أهم نظام بيئي، ولدينا ٢٥٠ نوعاً من الشعاب، وألف ومائة نوع اسماك، ٤٣ نوعاً من سمك القرش، ونبات المانجروف الوحيد فى مصر، الحشائش البحرية ١٢ نوعا، ونوعان من السلاحف البحرية، ونمتلك مخزونا من ثروة التنوع بيولوجي مطلوب الحفاظ عليها.

الحس الوطنى

وأشاد رمضان بن لولو، وكيل وزارة الشباب والرياضة الجزائرية بولاية سكيكدة، بالإخلاص والحس الوطنى فى تعامل المصريين مع قضايا الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية.

النفايات البلاستيكية


وتحولت جلسة "النفايات البلاستيكية"، برئاسة د. كرم عبدالنعيم امين، الاستاذ بكلية زراعة اسيوط، إلى محاكمة جنائية للإفراط غير المبرر فى استخدام المصنعات البلاستيكية، نظراً لخطورتها على الإنسان والبيئة، حيث وصف د. صابر جمعة عبده، استاذ تغذية الحيوان بكلية زراعة الأزهر فرع أسيوط: النفايات البلاستيكية بأنها من أهم المواضيع التي تهتم بها الـدول في الوقـت الحاضـر نظـرا للمخـاطر التـي يمكـن أن تنـتج عنهـا وتلحـق أضـرارا بالبيئـة وصـحة الانسـان، ورغم كل هذا فهناك أمل يلوح في الافق، فإحــدى مؤسســات الصــناعات الكيماويــة الإمبراطوريــة بــإنجلترا، أخرجــت مــن جعبتها سلالة بكتيرية تطلق عليها ( الكاليجينس أبوتروفاس) لها قدرة فائقة علي تحويل السكر إلي "بولي إستربكتيري" يشبه في صفاته الطبيعيـة مـادة البلاسـتيك إلـي حـد كبيـر.

دور الشباب

وشدد حسين الورسلى حسين، من الصومال رئيس اتحاد الطلاب الأفارقة بمصر، باحث بزراعة الأزهر- فى كلمة الشباب- على أهمية نشر الوعى البيئى وخدمة القضايا المتعلقة بالبيئة فى المنطقة العربية والإفريقية، مطالباً بدعم الشباب لدفع عجلة التنمية المستدامة، ووضع خريطة طريق لحماية مجتمعاتنا لمستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.

المنتدى الـ ١٢

يذكر أن المنتدى أقيم في الفترة من 1 – 5 أغسطس، تحت رعاية جامعة الدول العربية، إدارة البيئة والشباب والرياضة بالجامعة، وزارة الشباب والرياضة. بالتعاون مع الأكاديمية العربية للنقل البحري. والمجلس العربي لِلمياه. والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة (اكساد) ونقابة الزراعيين، ووزارة البيئة– قطاع حماية الطبيعة، ومحافظة البحر الأحمر. بمشاركة خبراء البيئة الساحلية والاقتصاد الأزرق والتنمية المُستدامة، و 125 شابا وفتاة يمثلون وزارات الشباب والرياضة بالدول العربية بِواقع شاب وفتاة من كل دولة عربية وشباب الدول العربية والإفريقية الدارسين في مصر، ممثلين في اتحاد المهندسين الأفارقة والجامعات المصرية. بمقر المدينة الشبابية بالغردقة برئاسة د. وليد ابراهيم زكى، احمد جمال، وإشراف د. نجوى صلاح، والسيد عبدالمنعم، ورعاية اللواء عبدالرحمن شلش، د. أميرة فاروف، تنفيذاً لتوجيهات د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة.

الاتحاد_العربى_للشباب_والبيئة

#الغردقة

#القضية_الفلسطينية




0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم