بقلم الداعية م. عبير أنور
لا يقتصر أخذْ الكتاب بقوة على تعلم ما فيه فحسب بل العمل بما تعلمت ،فالعلم ليس هدفا لذاته وإنما هو وسيلة لنجاح التنفيذ والممارسة قال ﷺ: (من عمل بما يعلم أورثه الله علم ما لم يعلم) وهي قاعدة مضطردة في كافة العلوم وخاصةً العلم الديني، فالتطبيق فيه هو الاستقامة على أمر الله، فمن دون الاستقامة تصبح تعاليم الدين ومفاهيمه مجرد ثقافة إسلامية ومعلومات محفوظة فعندما سُؤل ﷺ: قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، قالَ: "قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ". أوجز صلى الله عليه وسلم القول في كلمة واحدة "الاستقامة" كلمة واحدة ولكنها تحمل الكثير من المعاني والكثير من المجاهدة للنفس والهوى، وكذلك الانتباه للشيطان وإغلاق مداخله فهو يتلون للمؤمن ليصده عن سبيل الله، لن يستطيع ان يجعله يشرك ولن ينجح في إغرائه لارتكاب الكبائر ولكنه يدخل من باب الصغائر والتي تُعد أكبر مداخل الشيطان ،ويسعى أيضا لإفساد ذات البين فينشغل المؤمن بالصراعات وتهدر طاقته فيم لا يفيد، فإن لم يستطع عليه سبيلا فليس أمامه سوى إغراقه في المباحات ليغفل عن الدور الذي خلقه الله من اجله. حقاً الاستقامة على أمر الله تحتاج لمجاهدة ولكن لولاها ما استطاع المؤمن أن يفوز بثمار الإيمان أو يحصل على وعود الله بالسعادة وانشراح الصدر والسكينة والأمن والتمكين في الدنيا والنعيم في الآخرة "جاهد تشاهد" وأول الجهاد الإقلاع عن كل سيِّيء اعتادته النفس، فالاستقامه تبدأ من القلب، فإن خلا القلب من أدرانه وامتلأ بحب الله وتوحيده لاحتكم في كل صغيرة وكبيرة إلى أمره، ولاستقام القول واستقام الفعل وأصبح المؤمن أيضا سفيراً لدينه بأفعاله قال ﷺ: "استقيموا يُسْتَقَمْ بكُم".
إرسال تعليق