سنة وحكومة جديدة.. وآمال طموحة

 


بدأنا عاماً هجريا جديدا، ندعوا الله أن يجعله عام خير وبَرَكَة، كلّه أمن واستقرار، حاملاً معه الرخاء والازدهار، محقِّقا لآمال وطموحات الشعب المصري العظيم، حاملاً فى طيَّات أيامِه ولياليه، السلام والأمان لكل البشرية.

ومع هلال هذا الشهر الفضيل، شهر الله المُحرَّم، حلَّت على مصرنا الحبيبة حكومة جديدة، بوزرائها ومحافظيها ونوابهم- فى الثالث من يوليو- لتُعيد لنا ذكرى يوم مشهود فى تاريخنا المعاصر- المرتبط بذكرى ثورة الشعب فى الثلاثين من يونيو ٢٠١٣- حين جاءت حكومة الإنقاذ.

وإن شاء الله تكون ذِكرى وبِشارة خير لتزامن المناسبتَين، خاصّة وأن الحكومة الجديدة لديها تكليف مُباشر، من الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع المواطِن كأولويّة أُولى لسياستها، فـ"المواطن أوَّلا" ليس شعارا وإنما سياسة واستراتيجية وطنية يجب تطبيقها وتحقيقها خلال فترة وجيزة.

فالمواطن المصري هو البطل الحقيقي بما تحمَّله من مشاق وصعوبات الحياة في الفترة السابقة، وآن له أن يجنى ثمار تَحَمُّله، ويعيش الحياة الكريمة بمعنى الكلمة. والتى تبنَّاها الرئيس السيسى منذ تولّيه المسئولية.

ومن باب العرفان بالجميل، نشكر كل المسئولين السابقين الذين اجتهدوا وقدّموا كل ما يستطيعون لمصر وأهلها، فى ظلّ الظروف والتحديات الكبيرة التي نعلمُها جميعا، سواء على المستوى المحلّي أو الإقليمى أو الدولى. كما نهنِّئ المسئولين الجُدُد الذين وقع عليهم الاختيار لخدمة الوطن والشعب، ولاستكمال مسيرة البناء والتنمية، لتحقيق آمال وتطلّعات الشعب، وللعلم هى طموحات بسيطة ومشروعة وغير مبالَغ فيها. وقد حدَّدها القرآن في أقْصَر سُوَرِه "قريش" بقوله تعالى: "لِإِيلافِ قُرَيْشٍ. إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ"،

وهى التى رسمها الرئيس السيسى بمبادرة "حياة كريمة".

وأمام الحكومة الجديدة عدّة ملفّات على رأسها إعادة ترتيب الأولويات الوطنية وتحقيق أهداف تنموية ملموسة في وقت قصير، لأننا في وقت حَرِج تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بما يتطلّب خطوات جادّة وحلولاً فعّالة؛ لتحسين حياة المواطنين. ونحن ليس لدينا رفاهية التجربة والفشل أو التأخير، فلدينا ملفّات: الأمن القومي والمائى والاستقرار. والتحديات الإقليمية والدولية المحيطة. الاقتصاد والدخل القومي وسعر الدولار ورفع قيمة الجنيه المصري. استثمار الموارد المتاحة لدينا وهى كثيرة طبيعية وبشرية ومعدنية وحضارية وتاريخية وسياحية. وجذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع المحلّية.

وعلى رأس الملفّات، خفض الأسعار ومحاربة التضخم. فالمواطن المصري عانى كثيراً من الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية، مما أثقل كاهِله وزاد من الأعباء اليومية.

وبالتالي يتعيَّن أن تسعى الحكومة بشكل عملي لاتّخاذ إجراءات سريعة وفعّالة لخفض الأسعار وضبط الأسواق، بالإضافة إلى تعزيز دور الجهات الرقابية لضمان عدم استغلال المواطنين.

وأهم الملفّات الساخنة إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء التى تعدُّ من القضايا الحيوية ويجب على الحكومة السعى لحلّها بشكل نهائي، ولعلّ هذا الملفّ قد فرض نفسه على أول اجتماع للحكومة الجديدة عقب أدائها اليمين.

ثم يتعيَّن على الحكومة وضع خطّة لجذب الاستثمارات على رأس أولوياتها، وذلك عَبْر مجموعة من الأدوات والإجراءات التي من شأنها تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري. كما يتعيّن أن تلتزم بالعمل على خفض الدين العام الذي يُشكِّل عبئاً كبيراً على الاقتصاد الوطني من خلال سياسات مالية مُحْكَمة، ومن أجل تحقيق التوازن المالي، مما يُمهِّد الطريق لتحقيق استدامة اقتصادية على المدى الطويل.

كذلك فإن دعم وتعزيز قطاعات الصناعة والزراعة يُعتبر من الأهداف الرئيسية المهمّة. إدراكاً لأهمية هذه القطاعات في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاجية.

مع ضرورة الاهتمام بالصناعة وتوطين الصناعات الرئيسية، والعمل على تقليل معدّلات الفقر والبطالة. وأهمية وأْد الشائعات المُغرضة في "مَهْدِها"، وعدم السماح لها بالانتشار حتى تصبح وكأنّها حقائق! مما يؤثِّر بالسَلْبِ على الروح المعنوية؛ وهي من أهمّ "أسلحة" نجاح أي شعب في النهوض والتقدّم وتحدّي الأزمات والانتصار عليها. ولابد من التركيز هنا على وجوب نشر الوعي لدى الجميع، مسئولين ومحكومين، وأهمّية استمرار التواصل والتعاون فيما بينهم لما فيه مصلحة الوطن والجميع.

وضرورة التفكير خارج الصندوق وتجنُّب "تكرار" تجارب وأفكار لم تحقّق النتائج المرجوّة منها، والاستفادة من طاقات وطنية وخبرات دولية جديدة دخلت الوزارة لأول مرّة ولديها الفرصة الكاملة لوضع خطط جيّدة وناجحة بعد متابعة أحدث الأبحاث والدراسات العلمية المحلّية والعالميّة في مجال كلّ وزارة، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى.

إن الجمهورية الجديدة ورؤية مصر ٢٠٣٠ تحتاج للتكاتف وتعاون الجميع. وهذه التعديلات الجديدة التي شهدتها الحكومة والمحافظين لاشك أنها تعكس رغبة القيادة السياسية نحو ضخّ دماء جديدة بأفكار ورُؤى مختلفة تحمل الكثير من الآمال في نفوس الشعب المصري الذي يبحث عن الاستقرار الاقتصادي والمجتمعي لاستكمال مسيرة البناء والتنميّة بما يتواكب مع تطوّرات العصر والأحداث الراهنة.

وكلُّنا أمل- إن شاء الله- أن نرى ثمار كلّ هذا قريبا، ولـ"تحيا مصر" دائما وأبدا بعقول وسواعد أبنائها المُخلصين الأوفياء.

#الحكومة_الجديدة

#العام_الهجرى_الجديد

#مصر_٢٠٣٠

 

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم