أحيا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ذكرى رحيل القارئ الشيخ محمود علي البنا، عبر منشور له على مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك.
ففي مثل هذه الأيام من عام 1985م رحل عن عالمنا فضيلةُ القارئ الشيخ محمود علي البنا، أحد أعلام فنّ تلاوة القرآن الكريم، وأحد أشهر رواده الأفذاذ في مصر والعالم كله، والذي عُرفت تلاواته بالعذوبة والخشوع.
أوضح أن الشيخ البنا صاحب مدرسة تلاوة خاصة، وأداء متفرد في قراءة القرآن، وقد ترك ثروة كبيرة من تسجيلات القرآن في مصر والعالم، وكان له جهود حثيثة لإنشاء نقابة القراء، كما اختير نائبًا للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984م.
من أشهر القراء في العالم الإسلامي، ولد بقرية شبرا باص مركز شبين الكوم، المنوفية، يوم 17 ديسمبر 1926، وحفظ القرآن في الكتَّاب على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه في الحادية عشرة، ثم انتقل إلى طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي.
لُقب البنا بـ"الطفل المعجزة"؛ إذ كانت لديه ملكة تقليد كبار المشايخ خاصة الشيخ محمد رفعت، مما أكسب صوته حلاوة وعذوبة مميزة، كما كان متميزا في تقليد أصحاب القراءات المختلفة مثل الشيخ الشعشاعي ومحمد سلامة والسعودي.
توجه إلى القاهرة عام 1945 وسريعا ما اشتهر وذاع صيته وأصبح معروفا في وسط المقرئين والمشايخ، ثم تعلم سريعا علم المقامات والتجويد، ثم التحق بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له بالإذاعة في ديسمبر من نفس العام، وتم اختياره بعد ذلك قارئا لمسجد "عين الحياة" في ختام الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا.
وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الحسين حتى وفاته وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات وزار العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي، منح الرئيس مبارك اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.
إرسال تعليق