منطقة الراحة

 


بقلم: الداعية م. عبير أنور

ما هي منطقة الراحة؟ وهل هي فعلاً منطقة موت الأحلام؟ وهل السير في طريق التغيير سببه الاحتياج أم سمات شخصية تدفع صاحبها دوما نحو طلب الأفضل؟

أرى انها منطقة لا تحمل صاحبها على أن تكون له أحلام أصلا، بل هو راض بوضعه أو راكد فيه إن صح القول. ففطرة الإنسان السوية تدفعه لتحقيق مراد الله فيه وهو العبادة وإعمار الأرض ،فالمتوقع منه أن يجاهد دائما للارتقاء بنفسه في هذين المجالين ولكن وجود ما يسمى بدائرة الراحة والتي فيها يزاول الإنسان حياته الروتينية بعيداً عن التغييرات التي قد تجلب له الخطر النفسي وتشعره بالضغط فهي منطقة تمنحه الراحة النفسية والأمان من جهة ولكنها تبعده عن الطموح والسعي وراء أحلامه من جهة أخرى فيرى نفسه طبيعيا ما دام لا يتعرض لنقد المحيطين به فهو لا يحتاج إلى من ينفق عليه ولا يقل في عباداته عنهم فلن يتعرض بذلك لأي لوم .فإن وجد المؤمن في نفسه تلك الحالة فليجاهد في استنفار فطرته السليمة لإثبات ذاته ولإحداث التغيير في نفسه وفيمن حوله “وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” الخروج من منطقة الراحة بمعاييرها التي تسبب الركود يحتاج إلى قوة وقناعة ومعونة ايضاً فهو يحتاج لاستجلاب قوة محركة ،وهذه القوة ببساطة هي المسافة بين الإنسان وبين هدفه، فطالما ما زال هناك مسافة فهناك مدعاة للحركة والسعي وبذل الطاقة وترك الراحة.

#عبير_انور

#منطقة_الراحة

#طريق_التغيير

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم