رسالة إلى شبابنا الأعزاء

 

بقلم الشيخ رسمي عجلان

من علماء الأزهر

سلوا الشباب شباب العصر كم حفظوا 

     من سورة العصر أو من سورة القلم

وكم حديثاً لخير الخلق قد فهموا

       وهو المصدق بعد الوحي في الكلم

والراشدون نسوا أسماءهم وهمو

  كالشمس في الغيم أو كالبدر في الظلم

لكنهم حفظوا الأفلام الماجنة 

          معنى ولحنا وتمثيلاً بلا سأم

ويشترون بمال الله اللهو 

        ويحفظون صنوف اللحن والنغم

وفي المقاهي جموع لا تصدقها 

     وفي المساجد لا تلقى سوى الهرم

وفي الملاهي ودور اللهو مفسدة

       يسعون شوقاً لها كالشوق للحرم

ولو دعوتهم للكعبة اعتذروا

      ويقبلون على هوليوود في نهم

يستوردون من الأفلام ما عريت 

      من الفضائل و الآداب والشيم

في البيت تبلت ولاب وتلفاز ونت

     وخدش الحياء! فمن يحمي القيم

لكن هناك شبابا ساء ما فعلوا

       لا يقصدون سوى مستنقع الرمم

إبليس زخرف دنيا اللهو مصيدة 

   كالشوك في الورد أو كالسم في الدسم

أما كفاكم شباب العصر من بدع 

     يا لعبة العصر في الأيدي وفي القدم

سلوا الجيوش وكم نصراً لأمتنا 

      والقدس يشهد ما للعرب من همم

سلوا الجيوش وكم نصراً لأمتنا 

      وغزة تصرخ ما للعرب من همم

يا أمة الحق والأسياف تنصره 

     ماذا دهاك ؟ أجيبي وارحمي ألمي

هل نام قومي كأهل الكهف ما بعثوا! 

   من فجوة الكهف أو من رقدة العدم؟!

هل استناخت لعار الجبن أمتنا 

        أو قد أصيبت بصدع غير ملتئم ؟

هل انحرفنا عن الإسلام فانحرفت! 

        سفينة النصر أو غاصت ولم تعم؟

هل الضياع ضياع النفس في فتن 

        أو الضياع ضياع الحكم والحكام والنظم ؟!

هل النعيم احتوى قومي فنعمهم

      وازور عن غزة النعم والعرب في صمم؟

هل النعيم احتوى العرب فنعمهم

      وكم يكون الشقا في كثرة النعم؟

هل مر قارون في غزة بزينته 

         فأصبح المال بين الناس كالصنم؟

هل العرب سرب حمام طاب مطعمه 

     في مخلب إسرائيل والكل في لمم؟

لو أصبح كل يوم لإسرائيل مزرعة 

       من أرض فلسطين لاتعجب ولا تلم!

وهل تلوم ذئاباً وهي جائعة

         إذا تغذت بأشتات من العرب أو قل الغنم؟

يا أمة نزل القرآن يرفعها 

       عزاً ومجداً وتفضيلاً على الأمم

هل أمتنا حية أم الطوفان أغرقها ؟ 

        علّ الجواب صريح غير مكتتم!

فكل من هب أو من دب يصفعنا

          ولا جواب سوى التنديد بالقلم

رحنا وفوداً إلى الغرب نسألهم 

     عن كل مسألة في العلم والحِكَمِ

وقد وقفنا على أعتابهم ذللاً 

   نرضى الفتات ونحنى الرأس كالخدم

أخذوا حضارتنا فاستيقظوا همما 

         وفي كواكبها زادوا من الهمم

بنوا بخيراتنا ما يشتهي بشر 

     حلوا القصور وما زلنا نعيش بالخيم

آمنت أن بغير الدين أمتنا  

      تهوى بها الريح حتى آخر العدم

0 تعليقات

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم